القاهرة - كتب محمد نسيم - قال الجيش اللبناني، مساء اليوم الخميس 6 نوفمبر 2025 ، إن الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، تمنع استكمال انتشاره في جنوب البلاد، تنفيذا لاتفاق وقف إطلاق النار.
ومساء الخميس، شنت إسرائيل سلسلة غارات جوية على عدة بلدات جنوبية، وذلك عقب إنذار المواطنين بالإخلاء في أوسع إنذار منذ وقف إطلاق لنار في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024.
وأكد الجيش اللبناني في بيان، أن "هذه الاعتداءات المدانة، هي استمرار لنهج العدو التدميري الذي يهدف إلى ضرب استقرار لبنان، وتوسيع الدمار في الجنوب، وإدامة الحرب، وإبقاء التهديد قائمًا ضد اللبنانيين".
وشدّد على أن "هذه الاعتداءات، تمنع أيضا استكمال انتشار الجيش، تنفيذا لاتفاق وقف الأعمال العدائية (بين لبنان وإسرائيل)".
وفي بيانه، أكد الجيش اللبناني حرص قيادته على "التنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان(اليونيفيل)".
وشدد على أن "الشراكة بين الجانبَين تبقى على درجة عالية من الثقة والتعاون".
يونيفيل: انتهاكات واضحة لقرار مجلس الأمن
في السياق، قالت قوات حفظ السلام "يونيفيل"، إنها "رصدت اليوم عدة غارات جوية إسرائيلية في طير دبا والطيبة وعيتا الجبل، ضمن منطقة عملياتنا في جنوب لبنان".
وأضافت أن "هذه الغارات الجوية، تُشكل انتهاكات واضحة لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، وتأتي في الوقت الذي تُنفذ القوات المسلحة اللبنانية عمليات للسيطرة على الأسلحة والبنية التحتية غير المصرح بها في منطقة جنوب الليطاني".
وذكرت أن "أي عمل عسكري، وبخاصة على هذا النطاق المدمّر، يُهدد سلامة المدنيين، ويقوّض التقدّم المحرز نحو حلّ سياسي ودبلوماسي".
وقالت يونيفيل إن "قوات حفظ السلام، تواصل دعم كل من لبنان وإسرائيل في تنفيذهما للقرار 1701، وهي موجودة على الأرض مع الجنود اللبنانيين، وتعمل على استعادة الاستقرار".
ودعت إسرائيل إلى "الوقف الفوري لهذه الهجمات وجميع انتهاكات القرار 1701. كما نحثّ الجهات الفاعلة اللبنانية على الامتناع عن أي رد من شأنه أن يزيد من تأجيج الوضع".
وأضافت أنه "يجب على كل من لبنان وإسرائيل التقيّد بالتزاماتهما بموجب القرار 1701، وكذلك الالتزام بالتفاهم الذي تم التوصل إليه في تشرين الثاني، لتجنب تعريض التقدم الذي تحقق بشق الأنفس للخطر".
وصعّدت إسرائيل منذ أسابيع هجماتها على لبنان، بما شمل اغتيال أشخاص تدعي أنهم عناصر من "حزب الله"، وشن غارات في مناطق شرق وجنوب البلاد.
والخميس الماضي، أصدر الرئيس اللبناني، جوزيف عون، للمرة الأولى، أوامر للجيش بالتصدي لأي توغل عسكري إسرائيلي في الأراضي اللبنانية المحررة جنوبي البلاد.
لكنه قال في اليوم التالي، إن بلاده مستعدة للدخول في مفاوضات تهدف إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، واستعادة أراضيها.
وتتحدى إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعته مع "حزب الله" في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، عبر استمرار احتلالها 5 تلال لبنانية في الجنوب ومناطق أخرى منذ عقود، وهو ما يعيق انتشار الجيش اللبناني بالكامل في الجنوب.
وأنهى الاتفاق عدوانا بدأته إسرائيل على لبنان في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وتحوّل في أيلول/ سبتمبر 2024 إلى حرب شاملة، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 4 آلاف شخص وإصابة نحو 17 ألف آخرين.
والثلاثاء، قال رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، إن الجيش اللبناني انتشر جنوب نهر الليطاني بأكثر من 9 آلاف ضابط وجندي، وهو قادر على الانتشار حتى الحدود المعترف بها دولياً.
لكنه أكد أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأجزاء واسعة من الأراضي اللبنانية الجنوبية، باعتراف قوات اليونيفيل وتقاريرها الدورية، يعيق ذلك.
المصدر : وكالات
أخبار متعلقة :