الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من نيويورك: أقر مجلس الأمن الدولي، فجر الثلاثاء، مشروع القرار الأميركي يأذن بإنشاء قوة دولية مؤقتة لتحقيق الاستقرار في قطاع غزة.
فقد أقر مجلس الأمن الدولي مشروع القرار الأمريكي بشأن غزة، وصوت 13 عضوا في مجلس الأمن لصالح مشروع القرار، فيما امتنعت روسيا والصين عن التصويت.
— الأحداث العالمية (@NewsNow4USA)ويرحب القرار الذي يحمل "رقم 2803" بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المكونة من 20 نقطة لإنهاء النزاع في غزة والصادرة في 29 سبتمبر (أيلول) 2025.
وعقب التصويت، ووفقاً لما نقلته شبكة RT الروسية عبر موقعها الإلكتروني، فقد وصف السفير الأميركي مايك والتز القرار بأنه "تاريخي وبناء"، مضيفا أنه يمثل خطوة مهمة أخرى نحو "غزة مستقرة قادرة على الازدهار، وبيئة تسمح لإسرائيل بالعيش في أمان".
وأضاف أن قرار اليوم يوفر للدول المساهمة بقوات الإطار الذي تحتاجه للمضي قدما بتشكيل "قوة الاستقرار الدولية" التي ستدعم "منطقة خالية من قبضة حماس"، وللمؤسسات المالية العالمية الآليات التي تحتاجها لتوجيه الاستثمارات لدعم إعادة إعمار غزة وتنميتها.
وأضاف والتز أن الأمن "هو الأكسجين الذي تحتاجه الحوكمة والتنمية للعيش والازدهار"، مضيفا أن القوة ستدعم نزع السلاح من غزة، "وتفكيك البنية التحتية للإرهاب، ونزع الأسلحة، والحفاظ على سلامة المدنيين الفلسطينيين".
ولفت قائلا: "نعتقد أن الاستثمار الذي سيتبع اعتماد القرار اليوم سينعش اقتصاد غزة، ويوفر للفلسطينيين فرصة بدلا من إثقال كاهلهم بالاعتماد الدائم على المساعدات".
وذكر السفير الأمريكي أن خطة الرئيس ترامب المكونة من عشرين نقطة تمثل بداية "لمنطقة قوية ومستقرة ومزدهرة، موحدة في رفض طريق العنف والكراهية والإرهاب"، مؤكدا أن "هذا القرار اليوم هو مجرد البداية".
أبرز ما ورد في القرار
يرحب القرار بإنشاء مجلس السلام باعتباره "هيئة إدارية انتقالية ذات شخصية قانونية دولية تتولى وضع إطار العمل وتنسيق التمويل لإعادة تنمية غزة وفقا للخطة الشاملة ريثما تستكمل السلطة الفلسطينية برنامجها الإصلاحي بشكل مرض، على النحو المبين في المقترحات المختلفة، بما في ذلك خطة السلام التي قدمها الرئيس ترامب عام 2020 والمقترح السعودي - الفرنسي، ويكون بمقدورها استعادة زمام السيطرة على غزة بشكل آمن وفعال".
وجاء في القرار، أنه بعد تنفيذ برنامج إصلاح السلطة الفلسطينية بأمانة وإحراز تقدم في عملية إعادة التنمية في غزة "قد تتوافر الظروف أخيرا لتهيئة مسار موثوق يتيح للفلسطينيين تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية".
وورد في القرار أيضا أن الولايات المتحدة ستعمل على إقامة حوار بين إسرائيل والفلسطينيين للاتفاق على آفاق العمل السياسي بغية التعايش في سلام وازدهار.
ويأذن القرار للدول الأعضاء التي تتعاون مع مجلس السلام ولمجلس السلام "بإنشاء قوة دولية مؤقتة لتحقيق الاستقرار في غزة تُنشر تحت قيادة موحدة يقبلها مجلس السلام، وتتألف من قوات تساهم بها الدول المشاركة، بالتشاور والتعاون الوثيقين مع جمهورية مصر العربية ودولة إسرائيل، وباستخدام جميع التدابير اللازمة لتنفيذ ولاية هذه القوة الدولية بما يتفق مع القانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني".
وستعمل القوة الدولية بموجب القرار، على مساعدة مجلس السلام في مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة، وإبرام الترتيبات التي قد تكون ضرورية لتحقيق أهداف الخطة الشاملة.
وينص القرار على أن يظل الإذن الصادر لكل من مجلس السلام وأشكال الوجود المدني والأمني الدولي ساريا حتى 31 ديسمبر 2027، رهنا باتخاذ مجلس الأمن إجراءات أخرى، وأن يكون أي تجديد للإذن الصادر للقوة الدولية بالتعاون والتنسيق الكاملين مع مصر وإسرائيل والدول الأعضاء الأخرى التي تواصل العمل مع القوة الدولية.
ماذا يقترح النص الأمريكي؟
- يؤسس مشروع القرار قوة دولية لتحقيق الاستقرار (ISF) تعمل مع إسرائيل ومصر، لولاية أولية مدتها سنتان.
- تشمل مسؤوليات القوة تأمين حدود غزة، وحماية المدنيين، وتسهيل المساعدات الإنسانية، ودعم تدريب ونشر قوة شرطة فلسطينية مُعاد تشكيلها، والإشراف على التفكيك الدائم للأسلحة التي في حوزة حماس والجماعات المسلحة الأخرى في القطاع.
انسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل بمجرد أن تفرض القوة سيطرتها الأمنية والعملياتية على كامل المنطقة.
- تشكيل آلية حوكمة انتقالية تسمى "مجلس السلام" برئاسة ترامب بموجب خطة السلام الأمريكية التي استند إليها وقف إطلاق النار في 8 أكتوبر لتنسيق التخطيط الأمني والإنساني وإعادة الإعمار.
- القرار يحدد مسارا نحو تقرير المصير الفلسطيني وإقامة دولة في نهاية المطاف يرتبط بحوكمة خاضعة للمساءلة ومحطات إنجاز في إعادة الإعمار.
- يعتمد مشروع القرار على مقترحات دولية حديثة تدعو إلى اتخاذ خطوات نحو وقف إطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن، وتجريد الجماعات المسلحة من السلاح، وإعادة الإعمار بقيادة مؤسسات فلسطينية تم إصلاحها.
- ركزت المفاوضات داخل المجلس، على هيكل الحوكمة، والقيادة العملياتية، وتسلسل المهام الأمنية، ومدى مشاركة السلطة الفلسطينية.
وأعرب بعض الأعضاء عن مخاوف بشأن الرقابة الخارجية والوضوح بشأن الحالة النهائية للبعثة.
الرئيس الأمريكي يرحب بالقرار
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب :"أهنئ العالم على التصويت الرائع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، قبل لحظات، والذي أقرّ وأيد مجلس السلام، الذي سأرأسه، والذي يضمّ أقوى القادة وأكثرهم احترامًا في العالم. سيُخلّد هذا القرار كواحد من أكبر القرارات في تاريخ الأمم المتحدة، وسيُسهم في تعزيز السلام في جميع أنحاء العالم، وهو لحظة تاريخية بحق!
وقال ترامب أيضًا إن "أعضاء مجلس الإدارة، والعديد من الإعلانات المثيرة الأخرى، سيتم الإعلان عنها في الأسابيع المقبلة".
حماس ترفض
من جانبها رفضت حركة حماس إقرار مجلس الأمن الدولي لمشروع القرار الذي أعدته الولايات المتحدة بشأن نشر قوة دولية لحفظ السلام في غزة، قائلة إنه يفشل في تلبية حقوق الفلسطينيين ومطالبهم، ويفضل الاحتلال الإسرائيلي، ويسعى إلى فرض وصاية دولية على القطاع الذي يعارضه الفلسطينيون وفصائل المقاومة.
وقالت الحركة في منشور مطول على تليغرام: "يفرض القرار آلية وصاية دولية على قطاع غزة ، وهو ما يرفضه شعبنا وفصائله".
وتابعت:إن تكليف القوة الدولية بمهام وأدوار داخل قطاع غزة، بما في ذلك نزع سلاح المقاومة ، يجردها من حيادها ، ويحولها إلى طرف في الصراع لصالح الاحتلال .
إن أي قوة دولية، إذا تم إنشاؤها، يجب أن تنتشر فقط على الحدود لفصل القوات ، ومراقبة وقف إطلاق النار ، ويجب أن تكون تحت الإشراف الكامل للأمم المتحدة .
وفي وقت سابق من اليوم الاثنين، أشار متحدث باسم حماس لقناة الجزيرة إلى أن الجماعة سترفض السيطرة الأجنبية على قطاع غزة.
أخبار متعلقة :