مدينة الفاشر تسقط في الصمت الدولي ومعاناة بلا مفر

تقاطعت في الفاشر روايات مسؤولي الإغاثة وشهادات الناجين لتشكّل صورة متماسكة للعنف المتصاعد في غرب دارفور. وبينما حذّر مسؤولون أمميون من ارتكاب فظائع في ظل شعور كامل بالإفلات من العقاب، برزت قصص الناجين، خصوصا النساء الحوامل، باعتبارها مؤشرا مباشرا على حجم الانهيار في الخدمات الصحية وعلى اتساع نطاق الانتهاكات. وتقدم شهادات الميدان واتصالات الأمم المتحدة والعاملين في الإغاثة أدلة على مأساة إنسانية متعددة المستويات، تتراوح بين الإعدامات الجماعية والعنف الجنسي، وصولا إلى انهيار الرعاية الصحية وعمليات نزوح تمتد مئات الكيلومترات عبر مناطق خطرة.

غياب المساءلة

وذكر توم فليتشر، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أن ما جرى في الفاشر خلال الأسابيع الماضية يعكس حالة غير مسبوقة من اللا مبالاة الدولية. وأوضح، عقب زيارته للإقليم، أن الفظائع ارتُكبت في ظل غياب أي مساءلة، وأن شهادات الناجين تثبت وقوع إعدامات ميدانية وعنف جنسي واسع النطاق وتعذيب واعتداءات ضد المدنيين الفارين. وأشار إلى أن مئات الآلاف فروا من المدينة والمناطق المحيطة بها، بينما بقي آخرون محاصرين في ظروف مجاعة ممتدة بعد حصار استمر 18 شهرا.

الخدمات الصحية

وتزامن ذلك مع انهيار الخدمات الصحية في دارفور وتشاد، حيث يتطلب الوضع دعما عاجلا في مجالات الرعاية الصحية والإيواء والغذاء والصرف الصحي والتعليم. وقد أكدت الأمم المتحدة أن الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023 خلقت أسوأ أزمة إنسانية في العالم، مع ارتفاع عدد القتلى إلى عشرات الآلاف ونزوح الملايين.

وقال فليتشر، إن مناقشاته في بورتسودان مع قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، ومع ممثلي قوات الدعم السريع في دارفور، ركزت على ضرورة حماية العمليات الإنسانية وتوفير ممرات آمنة. وأضاف أن قوافل الإغاثة تعرضت لهجمات متكررة، وأن توفير ممر آمن إلى الفاشر أصبح شرطا أساسيا لوقف تدهور الوضع.

معاناة النساء

وفي الفترة نفسها، برزت شهادات نساء تمكنّ من النجاة من الفاشر بعدما قطعن مسافات قد تصل إلى مئات الكيلومترات سيرا على الأقدام. من بين هؤلاء نادرة محمد أحمد، التي قطعت مع طفليها نحو 40 كيلومترا قبل أن تجد وسيلة نقل إلى مخيم الدبة. وصلت وهي تعاني من نزيف حاد وأدخلت العناية المركزة. وجسدت رحلتها التي استمرت 14 يوما ما تواجهه آلاف النساء الحوامل اللواتي وجدن أنفسهن دون رعاية طبية بعد أن دمرت الحرب 80 % من المرافق الصحية في المناطق المتأثرة.

وتشير تقديرات وكالة الأمم المتحدة للسكان إلى أن أكثر من 2000 امرأة فرت من الفاشر خلال فترة قصيرة، بينما استقبلت مخيمات شمال السودان عشرات الحالات الطارئة. وقالت شبكة أطباء السودان إن أكثر من 140 امرأة حاملا وصلن إلى مخيمات الدبة خلال شهر واحد، كثير منهن يعانين من مضاعفات قد تؤدي إلى الإجهاض أو الوفاة.

كما أن الهجوم على مستشفى الولادة السعودي، وهو آخر مرفق صحي عامل في الفاشر، أدى إلى مقتل مئات المرضى ومرافقيهم، وحرَم آلاف النساء من الرعاية الطبية الأساسية.

سوء التغذية

وأفاد صندوق الأمم المتحدة للسكان بأنه سهّل 102 عملية ولادة خلال الأسابيع الأخيرة في مناطق النزوح، بينما يعاني المواليد الجدد من سوء التغذية ونقص الملابس والتدفئة وحليب الأطفال. وأوضح مسؤولون في منظمات الإغاثة أن معدلات سوء التغذية وصلت إلى 60 % بين النساء الحوامل والمرضعات الوافدات من الفاشر، وهو مؤشر خطير على اتساع دائرة انعدام الأمن الغذائي.

وامتدت الأزمة كذلك إلى نقص المواد الغذائية الأساسية، حيث باتت النساء يبحثن عن أوراق الأشجار والتوت لطهي وجبات بسيطة، رغم المخاطر الأمنية التي قد يتعرضن لها. وأكدت تقارير أممية أن انعدام التنوع الغذائي وصل إلى مستويات تُهدد صحة الأمهات والأطفال، خاصة في ظل غياب الإمدادات واستمرار القتال.

جذور الصراع

وتعود جذور الصراع إلى عام 2023 حين انهارت التفاهمات بين الجيش وقوات الدعم السريع، بعد أن كان الجانبان جزءا من ترتيبات انتقال سياسي. ومنذ ذلك الحين، ارتفع عدد القتلى إلى أكثر من 40 ألفا، بينما بلغ عدد النازحين 12 مليونا. وفي تصريحات بريطانية حديثة، أكدت وزيرة الخارجية إيفيت كوبر أن لندن تعمل مع شركائها للضغط نحو هدنة تسمح بإدخال الإمدادات المنقذة للحياة، مع بحث عقوبات موجهة ضد المتورطين في الانتهاكات.

وتبدو الفاشر اليوم نموذجا مركزيا لانهيار الحماية الدولية، ومرآة لواقع متعدد الطبقات من العنف، انهيار النظام الصحي، وانفلات المجموعات المسلحة. وبينما تستمر شهادات الناجين في الكشف عن تفاصيل جديدة للعنف، تبقى التحركات الدولية محدودة، ويستمر المدنيون في دفع التكلفة الأكبر.

ما الذي ينتظر الفاشر؟

• اتساع نطاق المجاعة وانعدام الأمن الغذائي.

• استمرار الانتهاكات في غياب المساءلة.

• تحديات حماية الممرات الإنسانية.

• احتمالات موجات نزوح إضافية من المدينة.


كانت هذه تفاصيل خبر مدينة الفاشر تسقط في الصمت الدولي ومعاناة بلا مفر لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على الوطن أون لاين وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

أخبار متعلقة :