نتانياهو يحرج القاهرة ويطلب زيارتها رسمياً!

الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من القدس: أكدت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو طلب السفر إلى القاهرة لتوقيع اتفاقية تزويد مصر بالغاز الطبيعي، وهي الصفقة التي تبلغ قيمتها 35 مليار دولار.

ووفقًا لمصدر دبلوماسي أميركي رفيع المستوى مطلع على الترتيبات، والذي أكد تفاصيل هذه الجهود لتايمز أوف إسرائيل، فقد عمل مسؤولون إسرائيليون خلال الأيام الماضية على هذه الزيارة المزمعة بالتنسيق مع دبلوماسيين أمريكيين رفيعي المستوى.

وكانت مصادر أميركية، على رأسها اكسيوس قد أكدت أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كانت ردة فعله "باهتة" حينما تحدث معه مسؤولون أميركيون عن قمة مصرية إسرائيلية.

ومن المتوقع في حال الموافقة على وجود نتانياهو في القاهرة أن يلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ويهدف نتايناهو إلى تصوير الزيارة على أنها تاريخية، بحسب المصدر. كما يسعى إلى تحقيق إنجاز دبلوماسي وإعلامي كبير قبل الانتخابات الإسرائيلية، وتحويل الأنظار عن القضايا الداخلية الشائكة.

وأفاد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" بأن "الأمر غير معروف".

وفي الأسابيع الأخيرة، أشارت بعض التقارير إلى أن الولايات المتحدة تسعى لعقد قمة ثلاثية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ونتانياهو، والسيسي، خلال زيارة رئيس الوزراء المتوقعة إلى فلوريدا في وقت لاحق من هذا الشهر.

وقد علمت تايمز أوف إسرائيل أن سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، يحيئيل ليتر، يقود الجهود لتنظيم قمة القاهرة المرتقبة.

وقد تولى ليتر منصب حلقة الوصل الرئيسية لنتانياهو مع واشنطن والدول العربية، بما فيها سوريا ولبنان، بعد استقالة وزير الشؤون الاستراتيجية السابق، رون ديرمر، من منصبه الشهر الماضي.

زيارات سابقة لمصر
وقد زار نتنياهو مصر مرتين في السابق، خلال فترة حكم الرئيس المصري الراحل حسني مبارك. وكانت آخر زيارة دولة رسمية له قبل 15 عامًا، في يناير (كانون الثاني) 2011. أما الزيارات الأخرى فكانت سرية.

وقد توترت العلاقات بين إسرائيل ومصر منذ اندلاع الحرب في غزة بهجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، حيث انقطعت الاتصالات الدبلوماسية بين مصر وإسرائيل لمدة عامين، باستثناء التنسيق الأمني ​​المستمر، لا سيما بين أجهزة المخابرات المصرية والإسرائيلية بشأن قضية الرهائن.

كما شهدت الأشهر الأخيرة خلافات حول إدارة معبر رفح الحدودي جنوب قطاع غزة، ومسألة استقبال اللاجئين، واحتمالية مشاركة مصر في قوة الاستقرار الدولية المزمع إنشاؤها في غزة. ومؤخراً، ازدادت العلاقات توتراً بسبب محاولات تهريب من مصر إلى إسرائيل باستخدام طائرات مسيرة.

ولا تزال صفقة الغاز معقدة رغم وجود حوافز اقتصادية واضحة لكلا الطرفين. ويُوصف الاتفاق بأنه صفقة طويلة الأجل بقيمة 35 مليار دولار، إلا أن وزير الطاقة إيلي كوهين أعرب عن قلقه من أن تؤدي هذه الصادرات إلى استنزاف احتياطيات الغاز الطبيعي الإسرائيلية والإضرار بأمن الطاقة المحلي، ولذلك أرجأ الصفقة.

وصرح كوهين مؤخرًا لتايمز أوف إسرائيل: "لن أسمح لنتنياهو بتوقيع أي اتفاق حتى يتم تسوية جميع التفاصيل، بما في ذلك الخلافات الأمنية القائمة بيننا وبين المصريين".

ويُقال إن نتHنياهو، من جانبه، يرى في الاتفاقية فرصة لإظهار تعزيزه وتوسيعه لاتفاقيات السلام الإسرائيلية مع الدول المجاورة بعد الحرب، وللتأكيد على أن الاتفاق يُعزز رؤيته طويلة الأمد المتمثلة في استغلال موارد الغاز الإسرائيلية لضمان إيرادات الدولة على المدى البعيد.

السيسي يرفض حتى الآن
وعلى صعيد متصل أفاد مسؤول إسرائيلي لـ"تايمز أوف إسرائيل" بأن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لا يعتزم حاليا لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.

وأوضح المسؤول أن مصر انتقدت إسرائيل بشدة خلال الأشهر الماضية بسبب العديد من القضايا العالقة، مما يقلل من فرص لقاء السيسي بنتانياهو في أي وقت قريب، على الرغم من اهتمام تل أبيب وواشنطن بعقد قمة بينهما، وفق الصحيفة.

وخلال حرب غزة، حذرت القاهرة إسرائيل من أي عمليات عسكرية من شأنها دفع الفلسطينيين جنوبا في القطاع باتجاه شبه جزيرة سيناء، معتبرة هذا الاحتمال خطا أحمر وتهديدا للأمن القومي.

وأضاف المسؤول أن القاهرة لا تزال تخشى أن إسرائيل لم تستبعد هذا المسعى في ظل خططها لتركيز مشاريع إعادة الإعمار الأولى في مدينة رفح جنوب غزة، على الحدود المصرية.

كما تصاعدت التوترات أيضا بشأن معبر رفح، حيث سمحت إسرائيل بفتح المعبر فقط للفلسطينيين المغادرين من غزة، وهي سياسة وصفها وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي الأسبوع الماضي بأنها محاولة لتقليص عدد سكان القطاع، وهو ما رفضته مصر رفضا قاطعا.

وقد اتسمت العلاقات بين نتانياهو والسيسي بالتوتر، ولم يتحدثا منذ ما قبل الحرب، مشيرة إلى أنه بينما سعى نتانياهو في الأشهر الأخيرة إلى إصلاح العلاقات، لم يبد السيسي اهتماما يذكر بالتواصل مع الزعيم الإسرائيلي في غياب ما وصفه المسؤول بتغييرات جوهرية في سلوك إسرائيل تجاه مصر.

وأضاف المسؤول أن السيسي يخشى أيضا أن يستخدمه نتنياهو كأداة دعائية في عام الانتخابات الإسرائيلية، وفق تعبيره.

أخبار متعلقة :