الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من لندن: في حديث منتظر مساء اليوم الإثنين، يحذر قائد القوات المسلحة البريطاني يحذر من أنه "على الجميع في المملكة المتحدة بذل المزيد من الجهد" لردع التهديد الروسي بحرب أوسع.
سيقول قائد القوات المسلحة البريطانية المارشال السير ريتشارد نايتون إن إنه على المملكة المتحدة بأكملها - وليس قواتها المسلحة فقط - بذل المزيد من الجهد لردع التهديد الروسي بحرب أوسع في أوروبا.
وفي دعوة وطنية شاملة للعمل لم تُسمع منذ ذروة الحرب الباردة، سيستخدم قائد القوات الجوية البريطانية، المارشال السير ريتشارد نايتون، خطابًا في لندن مساء الاثنين لحث الشعب البريطاني على جعل الدفاع والمرونة "أولوية قصوى".
وسيقول إن الحرب الروسية في أوكرانيا تُظهر أن استعداد فلاديمير بوتين لاستهداف جيرانه "يهدد حلف الناتو بأكمله، بما في ذلك المملكة المتحدة. لقد أوضحت القيادة الروسية رغبتها في تحدي حلف الناتو، والحد من نفوذه، وتقسيمه، وتدميره في نهاية المطاف".
مع ذلك، لم تتضمن مقتطفات الخطاب - التي نشرتها وزارة الدفاع مسبقًا - أي إشارة إلى سعي حكومة السير كير ستارمر لزيادة الإنفاق الدفاعي بوتيرة أسرع من المخطط لها، على الرغم من المؤشرات التحذيرية الواضحة والمخاوف التي أبداها كبار الضباط العسكريين من أن نمو الميزانية يسير بوتيرة بطيئة للغاية.
حلف الناتو
وكان مارك روته، رئيس حلف شمال الأطلسي (الناتو)، صرح الأسبوع الماضي، بأن على أوروبا أن تستعد لمواجهة مع روسيا على نطاق مماثل لما عاناه أجدادنا وأجداد أجدادنا، في إشارة إلى الحربين العالميتين الأولى والثانية.
وفي الوقت نفسه، قال آل كارنز، وزير القوات المسلحة البريطاني، إن بريطانيا "تُطور بسرعة" خططًا لتجهيز البلاد بأكملها لاحتمال اندلاع حرب.
لا خطة وطنية
وكشفت قناة (سكاي نيوز) العام الماضي أن المملكة المتحدة لم تكن تملك خطة وطنية للدفاع عن البلاد أو لتعبئة شعبها.
على النقيض من ذلك، وُجدت خطة تفصيلية للانتقال من حالة السلم إلى حالة الحرب طوال فترة الحرب الباردة، تُحدد ليس فقط ما يتعين على القوات المسلحة وخدمات الطوارئ والحكومات المحلية القيام به في حالة النزاع، بل أيضًا المجتمع ككل، بما في ذلك العاملين في الصناعة والمدارس ووسائل النقل العام.
إلا أن كتاب الحرب الحكومي هذا قد تم تجميده بهدوء بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، حيث جنت الحكومات المتعاقبة ما يُسمى "عائدات السلام"، محولةً الاستثمارات من قطاع الدفاع إلى أولويات أخرى كالصحة والرعاية الاجتماعية.
وكانت سكاي نيوز و(تورتويس ميديا) وثّقت تراجع قوة القوات المسلحة البريطانية وتراجع القدرة الوطنية على الصمود في سلسلة بودكاست بعنوان "لعبة الحرب".
ويبدو أن التصريحات المتوقعة من قائد القوات المسلحة وقائد القوات الجوية المارشال نايتون في محاضرته السنوية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI) تُشير إلى محاولة من الحكومة لإعادة البلاد إلى حالة تأهب قصوى لمواجهة التهديدات المتزايدة.
لكنّ مصادر عسكرية مطلعة حذّرت من أن الجدول الزمني الذي وضعته الحكومة، والممتد لعشر سنوات لرفع الإنفاق الدفاعي من 2.3% إلى 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي، بطيء للغاية.
وسيقول المارشال نايتون: "يجب أن تكون قواتنا المسلحة على أهبة الاستعداد للقتال والنصر دائمًا، ولهذا السبب تُعدّ الجاهزية أولوية قصوى".
وسيسضيف: "لكنّ الردع يتعلق أيضًا بقدرتنا على الصمود في وجه هذه التهديدات، وكيفية تسخير جميع مواردنا الوطنية، من الجامعات إلى الصناعة، ومن شبكة السكك الحديدية إلى هيئة الخدمات الصحية الوطنية. يتعلق الأمر بجعل دفاعنا وقدرتنا على الصمود أولوية وطنية قصوى لنا جميعًا. عقلية "الاستعداد التام".
ويتابع: إنه تدخل غير مألوف يُذكّرنا بالحرب الباردة، حين شاركت المملكة المتحدة آخر مرة المجتمع بأسره في برنامج للدفاع الوطني وتعزيز القدرة على الصمود في وجه خطر الحرب العالمية الثالثة واحتمالية نشوب حرب نووية شاملة من الاتحاد السوفيتي آنذاك.
وسيقول قائد القوات الجوية المارشال نايتون: "إننا نتجه نحو حالة من عدم اليقين، وهذا عدم اليقين يزداد عمقًا، مع ازدياد قدرات خصومنا وتزايد صعوبة التنبؤ بتصرفاتهم، ومع ظهور تغيرات تكنولوجية غير مسبوقة".
أخبار متعلقة :