الإمارات تطالب بتعزيز دور مجلس الأمن في دعم جهود السلام

ابوظبي - سيف اليزيد - نيويورك (الاتحاد)

دعت دولة الإمارات إلى تعزيز قيادة الأمم المتحدة من خلال انتخاب الأمين العام المقبل للمنظمة الأممية على أساس رؤية واضحة تقود مسارات الإصلاح وتدفع مسار التحديث التكنولوجي، وتعيد الزخم إلى عمل المنظمة، بالإضافة إلى تعزيز دور مجلس الأمن في دعم جهود السلام، مؤكدةً على أن القيادة من أجل السلام لم تكن يوماً أكثر أهمية مما هي عليه الآن سواء لمستقبل الأمم المتحدة أو لحفظ السلم والأمن الدوليين.

وقالت الإمارات في بيان خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول القيادة من أجل السلام، ألقاه السفير محمد أبو شهاب، المندوب الدائم للدولة لدى الأمم المتحدة، إنه بعد مرور 80 عاماً على تأسيس الأمم المتحدة، فإن المنظمة الأممية تقف عند مفترق طرق في عالم تتفاقم فيه الأزمات وتتفاقم فيه الانقسامات الجيوسياسية، حيث لم تكن القيادة من أجل السلام أكثر أهمية من أي وقت مضى، سواء لمستقبل الأمم المتحدة أو للسلام والأمن العالميين.
وفي هذا السياق، قدم البيان ثلاث توصيات بشأن تعزيز قيادة الأمم المتحدة من أجل السلام، أبرزها اختيار الدول الأعضاء العام القادم 2026، أمين عام للأمم المتحدة يتمتع بالكفاءة اللازمة لقيادة جهود السلام في بيئة أمنية أكثر تعقيداً بكثير مما كان متوقعاً في عام 1945.
وقال البيان: «لقد تشكلت القيادة التي قدمها الأمناء العامون التسعة للأمم المتحدة وفقاً لمتطلبات عصرهم، وما كان له الأثر الأكبر هو حُسن التقدير، أي القدرة على إدارة نظام لا مركزي للغاية، والتمييز بين متى يكون العمل أو ضبط النفس أو التكيف ضرورياً».
وأضاف: «اليوم، يجب أن يترجم هذا التقدير إلى رؤية واضحة وموثوقة، والقدرة على قيادة الإصلاح الضروري للأمم المتحدة، والقدرة على توجيهها خلال التحول التكنولوجي، والرؤية اللازمة لإعادة تنشيط دورها في منع النزاعات وحلها».
وأردف: «يتطلب إيجاد مرشح قادر على تلبية هذه المتطلبات المتغيرة الاستفادة من كامل نطاق المواهب القيادية العالمية، وتأمل دولة الإمارات في رؤية عدد كبير من المرشحين، نصفهم من النساء، مما يزيد من احتمالية أن نتمكن أخيراً من الترحيب بأول سيدة تتولى منصب الأمين العام».
ودعا البيان إلى أهمية قياس قدرة الأمم المتحدة على قيادة السلام بقدرتها على منع النزاعات قبل اندلاعها، وفي حال اندلاعها، حلها سريعاً قبل تفاقمها.
وقال: «لا تفتقر الأمم المتحدة إلى الأدوات اللازمة لمنع النزاعات وإحلال السلام، ولكن في كثير من الأحيان، تُعزى إخفاقات المنظمة البارزة إلى غياب الإرادة السياسية لاتخاذ إجراءات حاسمة، أو إلى حق النقض (الفيتو) الذي يحول دون اتخاذ مجلس الأمن مثل هذه الإجراءات».
وأضاف البيان: «يملك الأمين العام القدرة على معالجة الأزمات من خلال مساعيه الحميدة، أو إيفاد مبعوثين خاصين، أو تفعيل المادة 99. وينبغي لمجلس الأمن والدول الأعضاء تشجيع الأمين العام على استخدام هذه الأدوات».
وأشار البيان إلى أن الأمم المتحدة لا تزال تتمتع بشرعية فريدة لعقد اجتماع للأطراف المتحاربة، فضلاً عن الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية، للبحث عن أرضية مشتركة وإسكات البنادق عندما تندلع النزاعات.

منبر للمناورات المثيرة للانقسام

وقال السفير محمد أبو شهاب: «كثيراً ما تتحول اجتماعات المجلس إلى منبرٍ للمناورات المثيرة للانقسام أو البيانات الروتينية، وهذا يؤدي إلى تآكل تدريجي للثقة في المجلس وفي التعددية نفسها. لذا، ينبغي على المجلس النظر في سبل تجنب ذلك».
وأردف: «يتطلب تعزيز دور المجلس في دعم السلام إصلاحات، بما في ذلك معالجة إساءة استخدام حق النقض (الفيتو)، الذي، غالباً ما يحول من دون وفاء المجلس بولايته. ويتطلب أيضاً توسيع عضوية المجلس لتعكس بشكل أفضل واقع عالمنا اليوم، بما في ذلك من خلال تمثيل كافٍ من جميع أنحاء الجنوب العالمي».
وفي ختام البيان، أكدت الإمارات أن المسار الذي نختاره لن يحدد مستقبل الأمم المتحدة فحسب، بل سيحدد أيضاً رفاهية الأجيال القادمة والإنسانية جمعاء.

أخبار متعلقة :