ابوظبي - سيف اليزيد - أحمد شعبان (القاهرة)
تواجه جماعة «الإخوان» واحدة من أخطر المراحل في تاريخها، في ظل الإجراءات المتصاعدة التي اتخذتها الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وعدد من الدول الأوروبية تجاه التنظيم، والتي شملت مراجعات أمنية موسعة، وتشديد الرقابة على المؤسسات والواجهات المرتبطة بها، إلى جانب خطوات تمهّد لحظر «الجماعة» أو إدراج بعض فروعها وكياناتها على قوائم الإرهاب.
وتأتي هذه التطورات في توقيت بالغ الحساسية بالنسبة للجماعة، التي لطالما اعتمدت على ما عُرف بـ«الملاذ الغربي»، كنقطة ارتكاز سياسية وتنظيمية وإعلامية، بعد التضييق الذي واجهته في عدد من دول الشرق الأوسط.
لكن هذا الملاذ بات اليوم مهدداً، مما يطرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل التنظيم، وقدرته على الاستمرار، والسيناريوهات المحتملة التي قد يلجأ إليها في ظل التحولات الدولية الراهنة.
وقال منير أديب، الباحث المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة والإرهاب الدولي، إن ما تشهده جماعة «الإخوان» في المرحلة الحالية يمثل منعطفاً تاريخياً غير مسبوق، إذ تشكل الإجراءات الدولية «المسمار الأخير» في نعش التنظيم، بعد سنوات طويلة من الضغوط والملاحقات.
وأضاف أديب، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الجهود العربية التي بُذلت خلال العقد الأخير لمواجهة جماعة «الإخوان» وتفكيك بنيتها التنظيمية، أسهمت في تقليص نفوذها بشكل كبير، لكنها لم تصل إلى نتائج حاسمة في السابق بسبب وجود دول وفّرت مظلة حماية سياسية وقانونية غير مباشرة للتنظيم.
وأشار إلى أن هذا الواقع بدأ يتغير جذرياً، مع تحوّل الموقف الغربي تجاه «الجماعة»، وبدء التعامل معها باعتبارها تهديداً أمنياً وفكرياً، وليس مجرد تنظيم سياسي أو دعوي، وهو ما يضاعف من تأثير الجهود العربية السابقة، ويجعلها أكثر فاعلية في المرحلة المقبلة.
وحول السيناريوهات المحتملة التي قد تلجأ إليها الجماعة في مواجهة هذا الواقع، أوضح أديب أن «الإخوان» لن يستسلموا بسهولة، وسيسعون إلى التكيف عبر مجموعة من الأساليب، أبرزها العودة إلى العمل السري، والتحايل القانوني، وتغيير الأسماء والمسميات التنظيمية، لتفادي الملاحقة الدولية، وهنا يبرز دور المواجهة الفكرية التي تعد ضرورة لا تقل أهمية عن المواجهة الأمنية والقانونية.
من جانبه، أوضح الكاتب التونسي، صهيب المزريقي، أن الإجراءات الأميركية والأوروبية الأخيرة تمثل بداية مرحلة جديدة من إعادة التشكيل القسري لجماعة «الإخوان»، مشيراً إلى أن ولايات أميركية، شرعت في تصنيف كيانات مرتبطة بالجماعة كـ«منظمات إرهابية».
وذكر المزريقي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن أوروبا تشهد بدورها تصاعداً في التحقيقات والمطالبات البرلمانية بمراجعة نشاط «الجماعة»، بعد الكشف عن شبكات تمويل ومؤسسات يُشتبه في ارتباطها بالإخوان، ما يعكس تضييقاً متزايداً على المساحة التي كانت تتحرك فيها «الجماعة» بحرية نسبية.
أخبار متعلقة :