ابوظبي - سيف اليزيد - أحمد شعبان (الخرطوم، القاهرة)
تتفاقم الأزمة الإنسانية التي تطارد آلاف اللاجئين والنازحين السودانيين داخل البلاد وعلى الحدود، خاصة مع تشاد، في ظل نقص حاد في المساعدات الغذائية والصحية، واتساع فجوة التمويل الدولي، مما يهدد حياة المدنيين وينذر بتداعيات إقليمية خطيرة.
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن هناك حاجة إلى نحو 2.9 مليار دولار لتوفير مساعدات منقذة للحياة لنحو 20 مليون سوداني عالق، يواجهون أكبر أزمة نزوح في العالم، إضافة إلى نحو ملياري دولار لدعم نحو 7 ملايين سوداني فرّوا إلى دول الجوار هرباً من النزاع. وكان برنامج الأغذية العالمي قد حذّر من أزمة تمويل كبيرة قد تجبره على تقليص الحصص الغذائية بشكل حاد، اعتباراً من أبريل 2026.
وقالت الدكتورة نورهان شرارة، الباحثة في الشؤون السياسية والأفريقية: إن تفاقم الكارثة الإنسانية التي يواجهها اللاجئون والنازحون السودانيون في الداخل ودول الجوار، يعد مؤشراً خطيراً على مستقبل البلاد والمنطقة، حيث يشهد السودان واحدة من أكبر أزمات النزوح في العالم، إذ يحتاج أكثر من 20 مليون شخص إلى مساعدات عاجلة، في حين يواجه ملايين اللاجئين ظروفاً شديدة الهشاشة عبر الحدود.
وأضافت شرارة، في تصريح لـ «الاتحاد»، أن معاناة النازحين واللاجئين نتاج تراكم أزمات متزامنة، تشمل انعدام الأمن الغذائي، وسوء التغذية الحاد، والانهيار شبه الكامل للمنظومة الصحية، وانتشار الأمراض والأوبئة، إلى جانب مخاطر جسيمة تهدد النساء والأطفال، وضياع فرص التعليم لملايين الأطفال، فضلاً عن ضغط هائل على مجتمعات الاستضافة الفقيرة.
وأشارت إلى أن النقص الحاد في تمويل خطط الاستجابة الإنسانية، وتقييد الوصول إلى مناطق واسعة، وتسييس العمل الإغاثي من قِبَل أطراف النزاع، كلها عوامل تعمق معاناة المدنيين.
من جانبه، قال المحلل السياسي التشادي، والمختص بالشؤون الأفريقية، الدكتور إسماعيل محمد طاهر: إن الأزمة الإنسانية التي يعيشها النازحون واللاجئون على الحدود مع تشاد تتضاعف حدتها بسبب الهشاشة البيئية والفقر البنيوي الذي تعانيه البلاد، حيث تواجه المناطق الشرقية الجفاف، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وضعف الخدمات، مما يجعل استيعاب موجات النزوح عبئاً يفوق قدرة المجتمعات المحلية.
وأضاف طاهر، في تصريح لـ «الاتحاد»، أن الضغط المتزايد على الموارد المحدودة، مثل المياه والمراعي والحطب، يفاقم المخاطر الصحية والبيئية، ويهدد بارتفاع معدلات الأمراض وسوء التغذية بين النازحين والمجتمعات المستضيفة على حد سواء.
وأشار إلى أن تشاد بوصفها واحدة من أفقر دول العالم وأشدها تأثراً بالتغير المناخي، تواجه هذه الأزمة بإمكانات مالية وبنيوية محدودة للغاية، لافتاً إلى أنه ورغم ذلك، فتحت حدودها وتحملت مسؤولية إنسانية وأخلاقية جسيمة، محذراً من أن استمرار هذا الوضع من دون دعم دولي كافٍ، ينذر بتحول الأزمة الإنسانية إلى كارثة بيئية واجتماعية ممتدة، قد تقوّض الاستقرار المحلي والإقليمي. وطالب طاهر بدعم دولي عاجل يراعي البُعد البيئي إلى جانب الإغاثي، عبر تمويل مستدام، وتحسين إدارة الموارد الطبيعية، وتعزيز البنية الصحية والمائية، مؤكداً أن إنقاذ اللاجئين السودانيين لا ينفصل عن دعم دول الاستضافة الفقيرة التي تتحمل أعباءً تفوق طاقتها الاقتصادية.
أخبار متعلقة :