خبراء لـ«الاتحاد»: مخاوف من تنامي نفوذ «القاعدة» و«داعش» في أفريقيا

Advertisements

ابوظبي - سيف اليزيد - أحمد مراد (القاهرة)

حذر خبراء في الشؤون الأفريقية من خطورة تنامي نفوذ تنظيمي «داعش» و«القاعدة» في أفريقيا، مما يشكل تهديداً إقليمياً عابراً للحدود يمس استقرار الدول، مؤكدين أن الحل لن يكون بعقيدة عسكرية فقط، بل بمزيجٍ من السياسات الأمنية الذكية، والتعاون الإقليمي. 
وذكر هؤلاء، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن الجماعات الإرهابية تهدف إلى فرض سيطرتها على الموارد الطبيعية في القارة الأفريقية، بما فيها الثروات المعدنية والحيوانية، وتستمد قوتها من حالة عدم الاستقرار السياسي. 
وأوضح الخبير في الشؤون الأفريقية، رامي زُهدي، أن تزايد نفوذ تنظيمي «داعش» و«القاعدة» بأفريقيا ليس أزمة عسكرية بحتة، بل يتقاطع مع هشاشة سياسية، وانهيار في شبكات الحماية الاجتماعية، وامتدادات إجرامية عابرة للحدود، ويأتي ذلك في وقت تواجه فيه بعض دول القارة تحولاً خطيراً في ديناميكية التهديد الإرهابي.
وذكر رامي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن هذا التمدد الإرهابي لم يعد مجرد تهديد أمني محلي، بل بات يشكل مخاطر إقليمية وعابرة للحدود تمس استقرار الدول والاقتصاد والتجارة والنسيج الاجتماعي، لافتاً إلى أن هناك أسباب عديدة لتزايد نفوذ «داعش» و«القاعدة»؛ إذ تؤدي التغيرات المتتالية في الأنظمة إلى التأثير على الشرعية، إلى جانب تراجع القدرة الحكومية على تقديم الأمن والخدمات، مما يخلق أرضية خصبة لانتشار الجماعات المتطرفة.
وأشار إلى أن الجماعات الإرهابية تستفيد من شبكات الجريمة المنظمة، إذ تندمج أو تتعاون مع شبكات تهريب المخدرات والأسلحة والمهاجرين لتأمين التمويل والغطاء لعملياتها، ويُضاف إلى ذلك التحول التكتيكي والتقني، حيث يجري الانتقال من الاعتماد على الأسلحة التقليدية إلى توظيف الطائرات المسيرة، والاتصال الرقمي، وحتى أدوات الذكاء الاصطناعي في الدعاية والتخطيط، مما يرفع من فاعلية الضربات ونطاقها. 
وقال الخبير في الشؤون الأفريقية، إن خريطة نفوذ «داعش» و«القاعدة» في أفريقيا تشمل مناطق وسط وجنوب الساحل، مالي وبوركينا فاسو والنيجر، وفي بحيرة تشاد ومنطقة غرب أفريقيا، يشكل ظهور «داعش» تهديداً لحدود دول عدة. 
وأضاف أن المخاطر الناجمة عن تزايد نفوذ «داعش والقاعدة» في أفريقيا تشمل انهيار الأنظمة المحلية، وهو ما يؤدي إلى موجات نزوحٍ إنساني، وتفشي الأزمات الاقتصادية، وتعطيل سلاسل الإمداد الإقليمية والتجارة، مما ينعكس سلباً على اقتصادات الدول المجاورة.
وشدد زهدي على أن الحل لن يكون بعقيدة عسكرية فقط أو منفردة، بل بمزيجٍ من السياسات الأمنية الذكية، والتعاون الإقليمي المتين، والاستثمارات التنموية طويلة الأمد.
بدورها، قالت المساعد السابق لوزير الخارجية المصري للشؤون الأفريقية، وعضو لجنة الحكماء في الكوميسا، السفيرة سعاد شلبي، إن أفريقيا تشهد حالياً عودة موجة العنف الإرهابي بوتيرة متصاعدة، لا سيما مع تنامي نفوذ تنظيمي «داعش والقاعدة» في بعض دول القارة، التي تواجه ارتفاعاً ملحوظاً في الهجمات الإرهابية الموجهة ضد أراضيها.
وأضافت شلبي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الجماعات الإرهابية في أفريقيا تهدف إلى فرض سيطرتها على الموارد الطبيعية، بما فيها الثروات المعدنية والمراعي والثروة الحيوانية، إضافة إلى عائدات التجارة غير المشروعة عبر الحدود. 
وأشارت إلى أن هذه الجماعات تستمد قوتها من حالة عدم الاستقرار السياسي وتكرار الانقلابات العسكرية، لا سيما في النيجر ومالي وبوركينا فاسو، إلى جانب تصاعد النزاعات القبلية والإثنية وعجز الحكومات عن مواجهتها.

أخبار متعلقة :