ابوظبي - سيف اليزيد - عبدالله أبو ضيف (القاهرة)
تتواصل الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، وفتح مسار تفاوضي حول الضمانات الأمنية وإعادة الإعمار والنزاعات الإقليمية، مثل دونباس وزابوريجيا، وسط تصعيد عسكري متواصل بين البلدين خلال الفترة الأخيرة.
وذكرت تقارير إعلامية أن الجهود الدبلوماسية تشمل اتصالات مع قادة أوروبيين وكنديين لتنسيق المواقف وضمان دعم دولي لخطة السلام، في حين أكد الجانب الروسي أن التوصل لاتفاق يعتمد على الإرادة السياسية للطرفين وحل المشاكل الأساسية المسببة للأزمة، محذراً من أن أي اتفاق يجب أن يبقى ضمن حدود محددة مسبقاً بين ترامب وبوتين.
وأشاد أليكسي غونشارينكو، عضو البرلمان الأوكراني ورئيس لجنة الهجرة واللاجئين والنازحين في الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، بأهمية تحقيق السلام في أوكرانيا في أقرب وقت ممكن، مرحباً بكل المبادرات والتطورات التي قد تسهم في إنهاء الصراع.
وأوضح غونشارينكو، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن بدء كتابة مقترحات واتفاقيات رسمية يعد خطوة إيجابية نحو حوار أكثر جدية، لكن التقدم سيكون بطيئاً، لا سيما مع عدم رغبة روسيا الحقيقية في إنهاء الحرب.
من جهته، قال الدكتور عامر فاخوري، أستاذ القانون الدولي، إنه وفق آخر المعطيات، يمكن وصف المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا بأنها في مرحلة وضوح متزايد لكنها لم تصل بعد إلى قرار حاسم، والمفاوضات الحالية ليست سلاماً فورياً، بل محاولة لإدارة الصراع وإعداد أرضية لتسوية مستقبلية.
وأضاف فاخوري، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن روسيا تفاوض من موقع قوة نسبي، وتسعى لتحويل مكاسبها الميدانية إلى اعتراف سياسي مع خطوط حمراء محددة، بينما أوكرانيا تربط أي تقدم بضمانات دولية قوية، خصوصاً من واشنطن وحلفائها، موضحاً أن الاختلاف الرئيس عن المبادرات السابقة هو السياق الواقعي الذي جاء فيه الحوار، إذ إن قدرة الطرفين على تغيير الموازين العسكرية محدودة، والكلفة المستمرة للحرب باتت عبئاً لا يمكن تجاهله.
وأشار إلى أن المبادرات الحالية تهدف إلى تخفيف حدة الصراع، وفتح نوافذ تواصل طويلة المدى، وليس لحسم الحرب سريعاً، موضحاً أن إنهاء الحرب فعلياً يتطلب قراراً واضحاً بوقف القتال، اتفاق أمني شامل يطمئن الطرفين، ودور أوروبي فعال، ووقف إطلاق نار مستدام ضمن مسار سياسي واضح، ومن دون هذه العناصر، ستبقى المفاوضات أدوات لإدارة الصراع وليس لإنهائه.
أخبار متعلقة :