ارتـفــاع حــالات التنــمـر بـين الطـلاب

كتب - عبدالمجيد حمدي:

كشفت الدكتورة منال عثمان استشاري مشارك الطب النفسي للأطفال والمراهقين بمؤسسة حمد الطبية عن زيادة حالات التنمر بين طلاب المدارس والمشاكل النفسية التي تنتج عنه خلال السنوات الأخيرة لافتة إلى وجود نوع جديد من التنمر بين الطلاب والمراهقين وهو التنمر الإليكتروني الذي يتركز على إرسال رسائل نصية على مواقع التواصل الاجتماعية تتضمن نوعًا من السخرية أو الاستهزاء بين هذه الفئات.

وقالت الدكتورة منال عثمان في حوار لـ  الراية  إن أسباب هذه الزيادة ترجع في المقام الأول إلى الانفتاح الكبير على وسائل التكنولوجيا الحديثة وممارسة الألعاب التكنولوجية العنيفة التي تنعكس على شخصيتهم وسلوكياتهم، لافتة إلى أن أغلب الفئات العمرية التي ينتشر بينها التنمر هي ما بين 10-18 عامًا. وتابعت إنه يتم تحويل الحالات إلى قسم الطب النفسي للأطفال والمراهقين من خلال المراكز الصحية التابعة لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية أو من أقسام الطواريء أو من خلال المدارس مباشرة وذلك من خلال موقع إليكتروني خاص بالقسم حيث يتم تعبئة استمارة على الموقع ولكن لابد أن يكون بموافقة الأهل وأن تتضمن الاستمارة أرقامم التليفونات الخاصة بالأهالى لتسهيل التواصل معهم، موضحة أنه يتم قبول حالات أيضا بدون تحويلات وذلك من خلال قدوم الأهالى بأبنائهم مباشرة حيث لا يتم رفض أي حالة طارئة تحتاج إلى العلاج النفسي.

وأضافت أن مؤسسة حمد الطبية تضم قسمًا خاصًا للأمراض النفسية للمراهقين والأطفال حتى سن 18 عامًا، لافتة إلى أنه يوجد 6 عيادات متخصصة على مدار 4 أيام لهذا الغرض فى منطقة منفصلة لهذه الفئة في معيذر بإجمالي 24 عيادة أسبوعيًا تستقبل ما يقرب من 240 مراجعًا ما بين مريض جديد لأول مرة وحالات أخرى تتابع باستمرار في العيادات وذلك لعلاج جميع الأمراض النفسية ومنها الأمراض الناتجة عن التنمر، لافتة إلى أن هناك فريقًا كاملاً من الأخصائيين النفسيين وأخصائيين اجتماعيين وأخصائيين للعلاج الوظيفي بالإضافة إلى الممرضين المدربين على الطب النفسي.

وأضافت أن التنمر هو أي سلوك عدواني يحدث من طالب تجاه طالب آخر وينم على عدم وجود مساواة في القوة بينهما وينشأ عنه نوع من أنواع الإهانة أو العنف تجاه أحد الطلاب لافتة إلى أنه فى معظم الأحيان يكون متكررا وهو أحد أكثر المشاكل الأساسية التي تحدث بين الأطفال والمراهقين ويتم استتقبال حالات من المدارس بهذا الخصوص.

 

التنمر يؤدي لإصابة الطالب بالاكتئاب

 

أشارت د. منال عثمان إلى أن أصعب حالات التنمر التي يتم تحويلها إلى قسم الطب النفسي للأطفال والمراهقين هي التى يصاب فيها الطالب بالاكئتاب الشديد والعزلة ورفض الذهاب للمدرسة خاصة في حالة إذا كان الأهل لا يعرفون شيئاً عن معاناة الطالب من التنمر ولديهم الوعي لكيفية التعامل معه لمواجهة هذه المشكلة. وتابعت إن نقص الوعي لدى الأهالي لمواجهة المشكلة قد يزيد الأمر صعوبة على الطالب ومن ثم فلابد للأهالي أن يبدأوا بالإنصات للطفل وتقدير المشكلة التي يواجهه الطالب ونقل الشعور إليه أنهم سيقومون بمساعدته من خلال الذهاب إلى المدرسة ومناقشة الأمر مع مدرس الصف أو الأخصائي الاجتماعي.

 

 

التعاون بين الأهالى والمدارس للقضاء على التنمر

 

قالت د. منال عثمان إنه لابد من وضع خطة لحل مشكلة الطفل الذي تعرض للتنمر أو المجموعة التي تسببت فى هذه المشكلة وهذا الأمر يكون من خلال مشاركة الأهالي مع المسؤولين بالمدرسة لافتة إلى أن الأطفال الذين يقومون بالتنمر أحيانًا يكون لديهم مشكلة أيضا ولابد من التدخل النفسي لعلاج سلوكياتهم بالتعاون مع الأهالي أيضًا حيث إنه لابد أن يكون العلاج على خطين متوازيين في المدرسة وفي المنزل.

وقالت إنه بمجرد أن يشعر الطفل الذي تعرض للتنمر أنه قد حصل على حقه وتمت معاقبة الطالب الذي قام بالتنمر ضده يكتسب الثقة في نفسه مرة أخرى وكثيرا ما تنتهي هذه المشكلة بسهولة، داعية جميع المدارس بأن يكون لديها استراتيجية للتعامل مع التنمر بحيث يكون هناك إجراءات عقابية وسياسة محددة للحد أو لمنع حدوث هذه الظاهرة في المدارس.

ونصحت الأهالي بضرورة مراقبة أبنائهم جيدًا واكتشاف أي أعراض غير طبيعية عليهم مثل وجود أعراض جسدية في المقام الأول كأن يكون قد تعرض للضرب ، ثم الحرص على رصد أي تغيير فى السلوكيات مثل شعور الطفل بالخوف والقلق أو العزلة وعدم الرغبة في الحديث أو الاندماج مع أي شخص ما يتطلب ضرورة التدخل والتحدث معه لاكتشاف الأمر مبكرا والتعامل معه بشكل يؤدي إلى نتيجة إيجابية وتسهم فى إنهاء هذه المشكلة بأسرع وقت.

 

 

علاج آثارالتنمر بالأدوية

 

قالت إنه فى حال لم يستطيع الأهالى اكتشاف المشكلة بأنفسهم مع استمرار هذه الأعراض على الطالب فإنه لابد من زيارة المدرسة والسؤال على أحوال الطالب وعن كيفية التعامل معه ونقل حالته إلى المدرسة والمعلمين حتى يمكنهم اكتشاف السبب ووضع الحل اللازم حتى لا تتأثر شخصية الطالب نفسيا ومن ثم ينعكس على مستواه التعليمي. وتابعت إنه فى بعض الحالات لا يقتصر الأمر على الحديث مع الطفل الذي تعرض للتنمر من خلال جلسات الإرشاد النفسي والتحدث معه فقط لتطبيق العلاج السلوكي في البداية.

 

 

التكنولوجــيا الحـديثة عــززت ســلوك التنمـر

 

أضافت أن هناك تعاونًا بين المدارس وقسم الصحة النفسية لمواجهة هذا الأمر وذلك من خلال استقبال تحويلات لبعض الحالات التي تتعرض للتنمر والتي ينتج عنها مشاكل نفسية للطالب موضحة أن الغالبية العظمي للحالات التي يتم تحويلها هي للطلاب الذين يتعرضون للتنمر مشيرة في الوقت نفسه إلى أن الطالب الذي يمارس التنمر ضد الآخرين في أحيان كثيرة يكون محتاجًا إلى تدخل لتعديل السلوك . وأضافت أن التنمر له أشكال عديدة منها الشكل البدني أو اللفظي أو الاجتماعي والأحدث حاليًا هو التنمر التكنولوجي من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والتليفونات الذكية لإرسال رسائل مسيئة أو مهينة للآخرين أو إرسال صور مهينة وتسمية أحد الأشخاص بها ما يعتبر شكلاً من أشكال التنمر. وتابعت أن الأطفال أو الطلاب الذين يتعرضون للتنمر يحدث لهم تأثيرات نفسية سلبية كالخجل وعدم الثقة فى النفس مما يجعله صامتا فى الصف ولا يشارك مع الطلاب أو المدرسين في الصف ما يؤثر على تحصيله التعليمي، موضحة أن من الأعراض النفسية الجسدية غير المفهومة بسبب القلق والاكتئاب الناتج عن التنمر الذي يمارس ضده.

ولفتت إلى أن التنمر قد يؤدي بالطالب إلى رفض الذهاب إلى المدرسة أو المذاكرة بالإضافة إلى الإصابة بالقلق واضطراب النوم والتقلبات المزاجية ورؤية الكوابيس أو الأحلام المزعجة موضحة أن بعض الأهالى قد يجدون أنفسهم يتلقون اتصالات من المدارس لإخبارهم بمعاناة أبنائهم من حالات نفسية غير معروفة أو عدم الرغبة في الدراسة وهذا الأمر يكون بسبب التنمر الذي يتعرض له في المقام الأول.

كانت هذه تفاصيل خبر ارتـفــاع حــالات التنــمـر بـين الطـلاب لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على الراية وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.