أطفال ضحايا فاجعة سيول الأردن و"مخالفة مدرسية".. ماذا حدث في البحر الميت؟

محمد اسماعيل - القاهرة - كتب – محمد الصباغ:

تصلي المملكة الأردنية الهاشمية غدًا الجمعة في مساجد المدن المختلفة على وقع حادث أليم أسفر عن مقتل 18 شخصًا معظمهم من الأطفال، وذلك إثر انجرافهم بسبب السيول القوية نحو البحر الميت.

ودعت وزارة الأوقاف الأردنية إلى أداء صلاة الغائب عقب صلاة الجمعة على أرواح "شهداء" حادث حافلة طلاب المدارس، والذي تسبب أيضًا في إصابة 35 شخصًا.

كان ملك الأردن عبدالله الثاني يتابع بشكل مباشر تطورات عملية الإنقاذ التي استمرت لساعات، في محاولة للخروج بأقل الأضرار بسبب السيول. وأوفد إلى موقع الحادث رئيس الوزراء عمر الرزاز ومعه عدد من الوزراء وقادة الجيش.

وعلقت الملكة رانيا عبدالله على الحادث، وقالت "قلوبنا انفطرت من هول الفاجعة". بينما أعربت عدد من الدول على رأسها مصر والسعودية والإمارات عن تعازيها لملك وشعب الأردن بعد الحادث.

البداية

خرج طلاب مدرسة فكتوريا بمنطقة مرج الحمام وهم من الصفين السابع والثامن، في رحلة إلى منطقة البحر الميت، وكان عددهم بحسب الدفاع المدني الأرني 44 شخصًا، بينهم 37 طالبًا و7 مرافقين.

وبينما كان الطلاب أسفل أحد الجسور القريبة من البحر الميت، طالتهم السيول الناجمة عن الأمطار الغزيرة، وجرفتهم إلى البحر.

وبحسب أحد الغواصين التابعين للدفاع المدني الأردني، فإن أحد الطلاب ويدعى عمر أخبره بأن الأمواج التي جاءتهم من فوقهم كانت مرتفعة جدًا، وجرفتهم نحو البحر.

حمل هذا المنقذ الطفل على كتفيه مسبح به لأمتار وسط الرياح القوية نحو الشاطئ. وبحسب آخر إحصائية نقلتها وكالة الأنباء الأردنية (بترا) فقد لقي 18 شخصًا معظمهم من الطلاب، وتم التعرف على 11 ويبقى 7 غير معروفين.

وتجمع الأهالي أمام عدد من المستشفيات أبرزهم مستشفى الشونة الجنوبية الذي استقبل العديد من المصابين في حين تم تحويل مصابين آخرين إلى مستشفيات في العاصمة عمّان ومدينة السلط.

ولصحيفة الرأي الأردنية، قال أحد أهالي الضحايا إن نجله قد توفي نتيجة الحادث، مضيفًا أنه كان "وحيدًا" ويؤنسه بعد رحيل والدته قبل شهر.

محاولات الإنقاذ

أعلن الملك عبدالله الثاني أنه يتابع بنفسه تطورات الوضع بالمنطقة، وتوجه رئيس الوزراء عمر الرزاز سريعًا مع عدد من المسئولين على رأسهم قائد الجيش ووزير الداخلية إلى موقع الحادث بمنطقة الأغوار بالبحر الميت حيث موقع الحادث.

شاركت قوات من الجيش الأردني في عمليات البحث والإنقاذ، واستمرت المروحيات والقوارب في العمليات بمساعدة الغواصين بالبحرية الملكية لساعات قبل أن يتم تعليق البحث في الساعات الأولى من صباح الجمعة.

وبحسب الدفاع المدني الأردني فقد تم استخدام قنابل تنويرية في عمليات البحث بسبب الأجواء المظلمة والغائمة بالمنطقة.

ونقل الإعلام المحلي الأردني عن المتحدث باسم مديرية الدفاع المدني، العميد فريد الشرع، أن تعليق البحث جاء بشكل مؤقت بسبب عدم وجود بلاغات عن مفقودين.

من المسئول؟

قال رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز إن السلطات سوف تحاسب المقصرين والمسئولين عن هذه الكارثة التي طالت أطفالًا أردنين.

وأشار إلى أن المخاطبات بين المدرسة التي ينتمي إليها الطلاب والتي قامت بالرحلة، وبين وزارة التعليم كانت حول رحلة إلى منطقة "الأزرق" وليس البحر الميت.

وذكر أن هناك عدم التزام واضح بالتعليمات، وبالتالي سيتم محاسبة كل المخطئين والمتسببين في وفاة الطلاب.

وقررت السلطات إغلاق الطرق المؤدية إلى منطقة البحر الميت، وذلك وسط توقعات بتجدد هطول الأمطار التي ستؤدي إلى السيول. وطالبت المواطنين بالبتعاد عن أماكن "تشكل السيول ومجاريها".

كما أعلنت المتحدثة باسم الحكومة جمانة غنيمات البدء في تحقيق بشأن مخالفة المدرسة للترخيص الممنوح لها والتوجه إلى منطقة البحر الميت.

أخبار متعلقة :