كتبت: ياسمين عمرو في الأحد 28 سبتمبر 2025 08:07 صباحاً - لا أحد يستطيع أن يسيطر على شعور الأم بالحب والحنان واللهفة نحو مولودها الجديد الذي طال انتظاره؛ فهي لذلك لا تتوقف عن احتضانه وتقبيله، وعلى الرغم من أن هناك محاذير كثيرة حول ضرورة عدم تقبيل المولود من وجهه خصوصاً؛ فإن بعض الدراسات العلمية قد توصلت إلى أن هناك فوائد لقيام الأم فقط وحدها بتقبيل مولودها، وعليها الاهتمام بذلك دائماً.
إذا كان تقبيل الأم لمولودها مفيداً حسب تلك الدراسات؛ فهناك أضرار لو قام الغرباء والمحيطون بالمولود بتقبيله، ولذلك فقد التقت "الخليج 365 وطفلك"ـ في حديث خاص بها؛ استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة ورعاية الخدج الدكتور محمد أبو داود، حيث أشار إلى فوائد تقبيل الأم لمولودها خصوصاً من وجهه، وأضرار تقبيل الغرباء للمولود وفوائد تواصل الأم تحديداً معه الصحية والنفسية في الآتي.
فوائد تقبيل الأم فقط للمولود
- اعلمي أن الدراسات العلمية الحديثة قد توصلت إلى أنه من الضروري أن تقوم الأم بتقبيل الطفل خصوصاً في مرحلة ما بعد الولادة، ويمكن أن يكون التقبيل بضم الشفتين؛ لكي لا تنتقل أي عدوى محتملة من الأم إلى المولود. وتأتي هذه النصيحة بعد أن أثبتت الأبحاث العلمية الحديثة أن هناك فوائد كثيرة وصحية، خصوصاً لقيام الأم بتقبيل المولود، ولذلك كانت الأمهات قديماً يعتمدن طريقة شم المولود ومعانقته بالفم المغلق والأنف، أي التشمم لمدة طويلة وخلال أوقات متباعدة لتحقيق فوائد لم يتوصل إليها العلم الحديث إلا مؤخراً.
- اعلمي أن من أهم فوائد قيامك بتقبيل مولودك هو تعزيز مناعة الطفل، حيث إنك حين تقومين بتقبيل الطفل؛ فأنت تحملين من خلال شفتيك عينات من مسببات الأمراض التي تكون موجودة على سطح جلده، وقد تكون انتقلت إليه بطريقة ما وتنتقل هذه المسببات إلى جهازك الليمفاوي، حيث يقوم بتكوين أجسام مضادة له تنتقل من خلال حليب الرضاعة إلى الرضيع؛ ما يُسهم بشكل كبير في حمايته من الإصابة بهذه العدوى، ولذلك ترتبط خطوة تقبيل الرضيع بالرضاعة الطبيعية بشكل كبير لكي تكتمل دورة الحماية الربانية.
ما الهربس الفموي الذي ينتقل للمولود بسبب تقبيل الغرباء له؟
- لاحظي أنه من الضروري منع تقبيل الغرباء للمولود؛ لأن الهربس الفموي هو مرض جلدي شائع يُصيب الأطفال بسبب نوع من الفيروسات المعدية التي تختفي في خلايا الجهاز العصبي، ويكون السبب هو ضعف الجهاز المناعي عند الطفل خاصة إذا كان عمره أصغر من عمر عشر سنوات، ويمكن أن ينتقل هذا الفيروس عن طريق المصافحة ولمس الجروح المفتوحة واللعاب المتطاير ومص الأصابع الملوثة من الهواء.
- اعلمي أنه يمكن انتقال العدوى من الأم إلى الرضيع عن طريق الرضاعة الطبيعية، وتكون الأعراض بأن يعاني الطفل من ظهور بثور صغيرة مؤلمة أو تقيحات مفتوحة داخل وحول الفم، كما تظهر هذه التقرحات بأشكال متعددة في اللثة واللسان وطبقات الفم الداخلية.
- توقعي أن يحدث لدى رضيعك سيلان في اللعاب بكثرة، ويواجه الطفل صعوبات في الرضاعة وتناول الطعام عموماً، وفي الأطفال الأكبر سناً يحدث لديهم احتقان في البلعوم، ويجد الطفل صعوبة في بلع الريق.
- لاحظي أنه من أعراض الهربس الفموي أن ترتفع درجة حرارة الطفل إلى نحو 40 درجة في بعض الأحيان، كما يُصاب الرضيع بحالة من احتقان وضيق تنفس في مراحل الإصابة المتطورة.
- لا تستخفي بالهربس الفموي الذي قد ينتقل إلى رضيعك؛ لأن له مضاعفات خطيرة مثل أنه يتسبب في العمى للطفل أو ضعف البصر، لأن الفيروس قد يمتد للعينين وقد يصل إلى الأذنين فيصيب طبلتي الأذن ويسبب لهما التلف.
- اعلمي أن الهربس الفموي يصل في مراحل متقدمة إلى دم الطفل؛ ما يؤثر في الأعضاء الحيوية الأساسية الداخلية، وقد يؤدي إلى موت الطفل بسبب تأثر أعضاء جسمه الداخلية مثل الكليتين والكبد.
أهمية تواصل الأم المبكر مع المولود بشكل عام
- اعلمي أنه من الضروري أن تتواصلي مع مولودك باستمرار ومنذ ساعات ولادته الأولى، ولا تهملي هذه الخطوة على الإطلاق، حيث توصل العلماء إلى أن هناك أهمية التواصل البصري مع الطفل حديث الولادة، حيث اكتشفوا أن هناك علاقة كبيرة بين التواصل البصري بين الأم والمولود وتحفيز مهاراته فيما بعد، حيث إن هذا التواصل المبكر معه الذي يجب ألا ينقطع يعمل على تحفيز إفراز هرمون مهم في جسم طفلك، ويختص بتعزيز قدراته العقلية والإدراكيه، ويُعرف هذا الهرمون بأنه هرمون "oxytocin hormone".
- لاحظي أن اكتشاف هذا الهرمون يُسهم في المساعدة في نمو وتطور الدماغ عند رضيعك، ومع اكتشاف العلماء لعمل وفاعلية هذا الهرمون فقد توصلوا أيضاً إلى أن الصغار الرُّضَّع الذين تُطيل أمهاتهم النظر في وجوههم وتتأملهم جيداً وكثيراً وتبتسم في وجوههم وتلاعبهم وتغني لهم، حتى وهم في حالة النوم العميق؛ يتطور نموهم من كل النواجي المهمة التطورية، مثل تطورهم العقلي والحركي والإدراكي والسلوكي والمعرفي، وذلك بشكل أكثر كفاءة وسرعة من الرُّضَّع الذين لا تقوم الأمهات بالتواصل معهم عن طريق تأملهم أو النظر إليهم ولا يتحدثن أيضاً كثيراً معهم.
هل هناك طريقة أخرى مفيدة أيضاً لتواصل الأم مع المولود؟
- لاحظي أن اهتمامك بتدليك كف المولود سوف يفيده كثيراً سواء على صحته النفسية أو الجسمية؛ فبالإضافة إلى منحه الحب والحنان: فوائد كثيرة لتدليك يدي مولودك الصغيرة، فأول هذه الفوائد هي تعزيز الرابطة العاطفية بين المولود والأم؛ ما يفيد الأم والطفل ويحمي الأم خصوصاً من اكتئاب ما بعد الولادة.
- توقعي أن يُسهم تدليك كف رضيعك في التخفيف من الشعور بالانتفاخ والتخلص من الإمساك المزعج.
- لاحظي أن تدليك كفي الرضيع بالتبادل يعمل على تقليل بكاء المولود وتقليل التوتر لديه، وبالتالي تحسين مزاجه وإقباله على الرضاعة.
- توقعي أن قيامك بتدليك كف رضيعك يعمل على تحسين جودة نوم المولود بشكل كبير.
- لاحظي أن تدليك كفي الرضيع يسهم وبشكل كبير وفعَّال في تعزز نمو عضلات وعظام الطفل.
قد يهمك أيضاً: علاج هربس الأطفال الفموي في المنزل
* ملاحظة من "الخليج 365": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.
أخبار متعلقة :