كتبت: ياسمين عمرو في السبت 25 أكتوبر 2025 09:58 صباحاً - عادة ما تنشغل غالبية النساء الحوامل بمتابعة شكل البطن ونمو الجنين، بينما يغفل بعضهن تفاصيل أساسية تتعلق بتغذيتهن وصحتهن النفسية، وحتى الفحوصات الضرورية التي عليهنّ القيام بها، والتي تنقذ حياتهن وحياة أطفالهن. وهنا يطرأ سؤال قد يبدو بسيطاً وهو: هل تعرفين ما يكفي عن حملك؟
وفقاً للدراسات الطبية عن الحمل، هناك نحو 40% من النساء الحوامل في العالم العربي لا يحصلن على المتابعة الطبية المنتظمة خلال الحمل، مما يزيد من خطر المضاعفات لكل من الأم والجنين.
التقرير التالي يضم دليلاً مبسّطاً لكل امرأة حامل خلال رحلتها نحو الأمومة، ليكون بمثابة رفيق لكل امرأة حامل أو تنتظر خبراً سعيداً قريباً؛ من خلال اختبار بسيط وأسئلة مباشرة، تتبعها نصائح عملية مبنية على أحدث التوصيات الطبية الدولية، أشرف عليها الدكتور محمود سعيد، أستاذ أمراض النساء والتوليد.
الحمل رحلة فريدة
الحمل لا يشبه أي تجربة أخرى في حياة المرأة، فهو مزيج من القلق والفرح، من الضعف والقوة، من الخوف والأمل، لكن المعرفة والتزود بالمعلومات تظل المفتاح الذي يزيل المخاوف ويفتح أبواب الثقة، وتأكدي أن كل معلومة صحيحة تكتسبينها اليوم؛ قد تنقذك غداً، وقد تمنح صغيرك حياة أكثر أماناً.
أولاً: أسئلة عن التغذية وإجاباتها الشاملة
- ماذا تعرفين عن العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها جسمك خلال الحمل؟
- هل تتناولين كمية كافية من الحديد والكالسيوم؟
- هل تعرفين الفرق بين الأطعمة المفيدة والمضرّة خلال الحمل؟
التعليق والنصائح:
التغذية السليمة هي حجر الأساس في صحة الأم والجنين، فالجسم خلال الحمل يحتاج إلى ضعف العناية، وليس ضعف كمية الطعام كما تظن بعض النساء.
الحديد يساعد في تكوين الدم ومنع فقر الدم، والكالسيوم ضروري لبناء عظام الجنين وأسنان الأم، بينما حمض الفوليك يقي من التشوهات الخلقية.
يُنصح بتناول وجبات متوازنة تحتوي على الخضروات الطازجة، البروتينات الخفيفة، الحبوب الكاملة، مع تقليل الأطعمة المصنعة والمقلية.
تذكّري أن الإفراط في السكريات لا يمنحكِ طاقة حقيقية، بل يزيد خطر الإصابة بسكري الحمل، إضافة إلى ضرورة الحرص على شرب الماء بانتظام، فالجفاف قد يسبب تقلصات مبكرة أو دوخة متكررة.
ثانياً: أسئلة عن الفحوصات الطبية وإجاباتها
- ماذا تعرفين عن مواعيد الفحوصات الأساسية خلال الحمل؟
- هل تعرفين ما هو فحص السكر التراكمي؟
- هل زرتِ طبيب النساء بانتظام منذ بداية الحمل؟
التعليق والنصائح:
الفحوصات الطبية ليست رفاهية، بل ضرورة لإنقاذ الأرواح؛ فزيارات الطبيب المنتظمة تمكّنكِ من متابعة ضغط الدم، مستوى السكر، نمو الجنين، ووضع المشيمة.
فحص السكر التراكمي -على سبيل المثال- يكشف خطر الإصابة بسكري الحمل؛ الذي قد يظهر في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل، أما فحص الدم العام فيُظهر نسبة الحديد والهيموغلوبين.
المتابعة المنتظمة تساعد الطبيب في الكشف المبكر عن ارتفاع ضغط الدم الحملي أو تسمم الحمل، وهما من أكثر الأسباب شيوعاً لوفيات الأمهات في العالم العربي.
لهذا، احرصي على زيارة الطبيب مرة كل شهر في بداية الحمل، وكل أسبوعين في منتصفه، ثم أسبوعياً في الأسابيع الأخيرة.
ثالثاً: أسئلة عن ممارسة الحامل للرياضة وإجاباتها
- ماذا تعرفين عن النشاط البدني للحامل؟
- هل تعرفين أي نوع من الرياضة المناسبة للحمل؟
- هل تعرفين فوائد المشي أو تمارين التنفس للحامل؟
التعليق والنصائح:
الرياضة خلال الحمل ليست ممنوعة، بل هي وسيلة للحفاظ على الحيوية والصحة النفسية.
المشي اليومي لمدة 20- 30 دقيقة؛ يعزز الدورة الدموية ويقلل من التورم، بينما تساعد تمارين التنفس والاسترخاء على تقليل القلق وتحضير الجسم للولادة.
يجب دائماً استشارة الطبيب قبل ممارسة أي نشاط بدني، خصوصاً في حال وجود مشاكل في عنق الرحم أو ضغط الدم.
تجربة اليوغا المخصصة للحمل أو تمارين السباحة الخفيفة، تساعدان في تقوية عضلات الحوض وتحسين المرونة من دون ضغط على المفاصل.
رابعاً: أسئلة عن الصحة النفسية للحامل
- ماذا تعرفين عن احتياج الحامل للدعم النفسي من محيطها؟
- هل قرأتِ عن علامات الاكتئاب أو القلق خلال الحمل؟
- هل تعرفين أين يمكنك طلب المساعدة النفسية إذا احتجتِ؟
التعليق والنصائح:
الصحة النفسية للحامل لا تقل أهمية عن صحتها الجسدية؛ فالتقلبات الهرمونية قد تسبب اضطرابات مزاجية أو قلقاً غير مبرر.
من المهم ألا تشعري بالذنب إذا راودتكِ مشاعر سلبية؛ فالاكتئاب والقلق أثناء الحمل أمران شائعان ويمكن علاجهما.
ابحثي عن الدعم في العائلة أو من مختص نفسي إن لزم الأمر، فالكتمان يضاعف المشكلة.
تُظهر دراسات حديثة أن النساء اللواتي يتلقين دعماً نفسياً مستمراً أثناء الحمل؛ تقل لديهن احتمالية الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة بنسبة تزيد على 40 بالمائة.
خصصي وقتاً للراحة والتأمل، استمعي إلى الموسيقى الهادئة، ولا تترددي في التحدث عمّا تشعرين به.
خامساً: أسئلة عن أصول التحضير للولادة
- ماذا تعرفين الفرق بين الولادة الطبيعية والقيصرية؟
- هل حضرتِ أي دورة تثقيفية حول الولادة؟
- هل لديكِ خطة واضحة لمكان الولادة ومن سيرافقك؟
التعليق والنصائح:
- هل تعلمين أن التحضير النفسي والمعرفي للولادة يقلل من الخوف والارتباك في اللحظات الأخيرة؟
- من المهم أن تعرفي الفروق بين الولادة الطبيعية التي تعتمد على التقلصات الطبيعية للرحم، والولادة القيصرية التي تُجرى بتدخل جراحي عند الحاجة الطبية.
- ضرورة حضور دورة تثقيفية، أو قراءة دليل موثوق يساعد على فهم مراحل الولادة والتنفس الصحيح أثناء الانقباضات.
- اختاري المستشفى مسبقاً، وجهّزي حقيبتك مع المستندات الضرورية، فالتنظيم يمنحك شعوراً بالأمان والسيطرة.
- يُستحب إشراك الزوج أو الأم في هذه التجربة، فوجود شخص داعم أثناء الولادة؛ له أثر كبير في تقليل الألم والتوتر.
التقييم المعرفي والحل:
- إذا وجدتِ أنك لا تعرفين إجابة أكثر من خمسة أسئلة من هذا الاستبيان -15 سؤالاً- فربما حان الوقت لتثقيف نفسك أكثر، ابدئي بالبحث في المصادر الطبية الموثوقة، مثل مواقع منظمة الوزارات الصحة المحلية أو منظمة الصحة العالمية.
- تابعي حسابات الأطباء المختصين على وسائل التواصل، وابتعدي عن التجارب الشخصية غير العلمية، ولا تترددي في طرح الأسئلة على طبيبك؛ فلا يوجد سؤال سخيف، عندما يتعلق الأمر بصحتك وصحة جنينك.
نصائح من أجل حمل صحي وآمن
- استشيري طبيبك بانتظام، ولا تنتظري ظهور الأعراض لتتصرفي.
- التزمي بتغذية متوازنة؛ تشمل الخضروات، الفواكه، البروتينات، والحبوب الكاملة.
- مارسي نشاطاً بدنياً مناسباً، حسب حالتك الصحية.
- اعتني بصحتك النفسية بقدر عنايتك بجسدك.
- تحضّري نفسياً لمرحلة الولادة، واقرئي عن الرضاعة والعناية بالمولود من الآن.
* ملاحظة من "الخليج 365": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.
أخبار متعلقة :