انت الان تتابع خبر السوداني يحصد "إعادة ثقة المواطن بالسياسة": المشاركة الأعلى منذ عقد.. وثلث المشاركين جاءوا من "الأغلبية الصامتة" والان مع التفاصيل
بغداد - ياسين صفوان - حتى الأرقام الأولية التي كشفت عن التقدم الكبير الذي سجلته قائمة السوداني بوصفها قائمة جديدة، الا انها لم تكن مفاجئة وكان تقدمها متوقعا مسبقا، لكن المفاجأة الأبرز في العملية الانتخابية بالمجمل كانت "نسبة المشاركة" تحديدًا.
الكثير من المعطيات كانت من المفترض ان تشير الى ان نسبة المشاركة لن تختلف كثيرا عن انتخابات 2021، بل كان اخرون يتطلعون الى انها ستنخفض اكثر، فالتيار الوطني الشيعي قاطع هذه الانتخابات، والتيارات المدنية التي كانت متحشدة في انتخابات 2021 والذين كانوا تحت تأثير أجواء تشرين، قرر عدد منهم المقاطعة بعد الخذلان الذي تلقوه من تفتت قائمة امتداد والتحاق أعضائها بالاحزاب الكلاسيكية القديمة، كما ان منع من يحمل البطاقة الالكترونية من الاقتراع وحصرها بمن يحمل بطاقة بايومترية كان من المفترض ان يكون سببا إضافيا بانخفاض نسبة المشاركة، فهناك اكثر من 7 ملايين شخص يحمل بطاقة الكترونية لم يحدث بياناته ولا يسمح له بالانتخاب خلافا لـ2021 حيث كان متاح لمن يحمل أي نوع بطاقة ان يشارك بالاقتراع.
لكن رغم هذه الأسباب الثلاثة، جاءت نسبة المشاركة اعلى من انتخابات 2021، وليس كذلك فحسب، بل اعلى من انتخابات 2019 أيضا، فمنذ 2014 أي منذ اكثر من 10 سنوات بدأت نسبة المشاركة في الانتخابات تنخفض تدريجيًا، ما جعل ارتفاع النسبة اليوم الى 55% هي الأعلى منذ 10 سنوات، بل عدد المصوتين هم الأعلى أيضا منذ 10 سنوات.
في انتخابات 2021 شارك 9 ملايين ناخب، وفي انتخابات 2018 شارك اقل من 11 مليون ناخب، لكن عدد المشاركين في انتخابات 2025 تجاوز الـ12 مليون ناخب وهو الأعلى منذ 2014 عندما بلغ عدد المصوتين حينها 13 مليون ناخب.
تشير المعطيات الى ان حوالي مليون صوت صدري قاطع الانتخابات، لكن التحق 4 ملايين شخص جديد للتصويت مقارنة بـ2021، الامر الذي حقق النسبة المرتفعة البالغة 55%، هذا الرقم الذي قرأه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بأنه "انجاز اللحظات الأخيرة"، فكان مبدأ إعادة ثقة المواطن بالعملية السياسية، على صدارة المنهاج الحكومي، واستقطاب 4 ملايين ناخب جديد الى العملية الانتخابية من اصل 12 مليون ناخب شارك بالانتخابات، مصداق واضح على ان التحاق هؤلاء الناس بالتصويت والمشاركة جاء بتحفيز من عودة ثقته بالعملية السياسية، والتحاقا بمشروع السوداني، الذي كان يراهن على تحفيز الطبقة الرمادية او الطبقة الصامتة المقاطعة.
أخبار متعلقة :