منذ اندلاع الحرب الأخيرة فى غزة، بدا واضحًا أن موازين القوى العسكرية لا تزال منحازة لإسرائيل. هذا أمر لا يختلف عليه أحد: ترسانة ضخمة، دعم غربى مُعلَن، وتفوق تقنى واستخباراتى. لكن خلف هذه الصورة العسكرية، هناك جبهة أخرى لا تقل أهمية، وهى جبهة الرأى العام العالمى. هنا، لم تكن النتائج فى صالح إسرائيل كما اعتادت، بل العكس تمامًا.
طوال عقود، نجحت إسرائيل فى توظيف قوتها الناعمة، من خطاب «الدولة الديمقراطية الوحيدة فى الشرق الأوسط»، إلى سردية «الحق فى الدفاع عن النفس». هذه الخطابات حصدت لها تعاطفًا كبيرًا فى الغرب، ومكّنتها من تبرير جرائمها ضد الفلسطينيين. غير أن مشاهد المجازر اليومية فى غزة – صور الأطفال تحت الركام، المستشفيات المدمرة، والنساء اللواتى يبحثن عن لقمة الخبز وسط الحصار – هزّت هذه السرديات من جذورها.
اليوم، لم يعد من السهل على إسرائيل أن تسوِّق نفسها كضحية. آلاف المظاهرات خرجت فى العواصم العالمية: فى نيويورك، ولندن، وباريس، وجوهانسبرغ، وحتى مدن صغيرة لم تكن القضية الفلسطينية جزءًا من خطابها العام. كما شهدت الجامعات الغربية اعتصامات غير مسبوقة، رفع فيها الطلاب شعارات صريحة تدين الاحتلال وتطالب بوقف الدعم العسكرى لإسرائيل. هذه المشاهد وحدها تكشف حجم التحول فى الرأى العام العالمى.
فعليًا، حصد الفلسطينيون دعمًا معنويًا غير مسبوق، وأصبحت القضية الفلسطينية موضوعًا للنقاش اليومى فى وسائل الإعلام العالمية، وأصبح الكثير من النشطاء الفلسطينيين وجوهًا بارزة فى الحملات الرقمية. كما انعكس هذا الدعم فى محاولات للوصول إلى غزة لكسر الحصار، وتوالت الاعترافات الغربية بدولة فلسطين، حتى وإن كانت إمكانية وجود هذه الدولة الفعلى غير مؤكدة حتى الآن. نعلم أن هذا الدعم لم يغير بعد موازين القوة على الأرض، لكنه بلا شك أعطى الفلسطينيين سلاحًا معنويًا مهمًا، وأعاد الاعتراف بإنسانيتهم أمام آلة تحاول نزعها منهم.
فالقوة العسكرية تستطيع أن تحاصر مدينة، لكن لا تستطيع أن تحاصر مشاهد الدماء حين تتسرب إلى العالم. قد تكسب إسرائيل جولة أو جولات ميدانية عديدة، لكنها تخسر معركة صورتها أمام الضمير الإنسانى. فما يجرى اليوم ليس مجرد حرب عسكرية، بل أيضًا مواجهة معنوية. فالعالم الذى كان يومًا يتبنى رواية إسرائيل بدأ يتغير، وارتفعت الأصوات: غزة ليست وحدها. هذه الحقيقة كافية لتؤكد أن الشعوب، مهما كانت موازين القوة، قادرة أن تكتب روايتها وأن تفرض حضورها، حتى وإن طال الزمن.
نادين عبدالله – المصري اليوم
اسماء عثمان
محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.
كانت هذه تفاصيل خبر حين تفقد إسرائيل قوتها الناعمة لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.
أخبار متعلقة :