الكرسي الفارغ

كم من مقعدٍ امتلأ جسدًا، وظلّ فارغًا فكرًا، وإحساسًا، وموقفًا.

الكرسي لا يمنح الهيبة، بل من يجلس عليه هو من يمنح المكان معناه.

المدرب… حين يغيب التأثير:

المدرب الذي لا يملأ مقعده، هو من يكرّر المعلومات دون أن يُحدث تحولًا في العقول. يشرح بجمود، ويتحدث بثقة زائفة، ثم يغادر دون أن يترك بصمة.

الحل أن يفهم أن التدريب رسالة لا مهنة، وأن حضوره يقاس بتغيير الفكر والسلوك بعده.

وعندما يغيب هذا الإدراك، يتحول التدريب إلى ترفٍ ممل، ويفقد المجتمع طاقاته الواعدة التي تحتاج إلى من يشعل فيها شرارة الوعي.

المدير… حين يغيب القرار:

المدير الذي لا يملأ كرسيه، يهرب من المسؤولية بحجة المشورة، ويُغرق فريقه في اجتماعات لا تنتهي.

الحل: أن يدرك أن القرار جزء من القيادة، وأن التردد يقتل الكفاءة.

وعندما يغيب المدير الفاعل، تُصاب المؤسسة بالجمود، وتتحول بيئة العمل إلى طابور انتظار طويل بلا توجيه.

القائد… حين يغيب الإلهام:

القائد الذي لا يملك رؤية، لا يملك أتباعًا بل موظفين.

الحل: أن يزرع في فريقه الإيمان لا الخوف، وأن يرى في كل فرد طاقة لا أداة.

غياب القائد الملهم يعني غياب الاتجاه، فتضيع الجهود، ويضعف الولاء المؤسسي، ويختفي الشغف الذي يصنع التميز.

المعلم… حين يغيب الوعي برسالته:

المعلم الذي يجلس على كرسيه ليؤدي واجبًا، لا ليصنع إنسانًا، يفرغ التعليم من رسالته.

الحل: أن يدرك أنه يربّي أجيالًا لا يلقّن دروسًا.

وحين يغيب وعيه، يتخرّج طلاب يعرفون الحروف ويجهلون المعنى، فيُصاب المجتمع بسطحية الفكر وضعف الانتماء.

الإعلامي… حين يغيب الضمير:

الإعلامي الذي لا يملأ كرسيه بالمصداقية، يصبح أداة تضليل لا منبر وعي.

الحل: أن يضع الحقيقة فوق المصلحة، وأن يدرك أن الكلمة مسؤولية.

وعندما يغيب ضميره، يضيع وعي الجمهور، ويتحول الإعلام إلى سوقٍ للضجيج بدل أن يكون منارة للحق.

الطبيب… حين يغيب الإحساس بالإنسان:

الطبيب الذي يرى في المريض رقمًا لا روحًا، ملأ كرسيه علمًا وفرّغه إنسانية.

الحل: أن يتذكر أن الطب ليس مهنة إنقاذ فقط، بل مهنة رحمة.

وحين يغيب هذا البعد الإنساني، يفقد المريض الثقة، ويصبح الألم مضاعفًا، جسديًا ونفسيًا معًا.

الحاكم أو القاضي… حين يغيب العدل:

الحاكم أو القاضي الذي يغفل ضميره، يملأ الكرسي رهبة لا هيبة.

الحل: أن يُحيي في قراراته ميزان العدالة قبل أي شيء.

فحين يغيب العدل، ينهار الولاء الوطني، ويُصاب المجتمع بتآكل الثقة في مؤسساته.

الزوج والزوجة… حين يغيب الوعي بالعلاقة:

العلاقة التي تخلو من الإدراك والمسؤولية، هي كرسيان متقابلان لا روح بينهما.

الحل: أن يفهما أن الزواج ليس عقداً اجتماعياً فحسب، بل رسالة إنسانية تبني مجتمعاً متماسكاً.

وحين يغيب الوعي، يتفكك البيت، وينتج جيل لا يعرف معنى التوازن ولا الاحترام.

خاتمة

الكرسي ليس شرفًا، بل تكليف.

وليس مكانًا يُحتل، بل مساحة تُملأ بالحكمة والإخلاص.

فالمجتمعات لا تنهض بالكراسي الممتلئة بالأجساد، بل بالعقول والقلوب التي تعرف وزنها حين تجلس… وتعرف متى تنهض.

د.حصة خامد المرواني – الشرق القطرية

كانت هذه تفاصيل خبر الكرسي الفارغ لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

أخبار متعلقة :