تعد سلسلة جبال التاكا التي تحتضنها مدينة كسلا حاضرة ولاية كسلا بشرق السودان من أجمل المعالم الطبيعية التي تتميز بمناظرها الخلابة وموقعها الذي يجمع بين الطبيعة والأسطورة، لتضاريسها الفريدة، وتمتد السلسلة على مساحة واسعة، تتميز بالتنوع الذي يجمع بين القمم الشاهقة والوديان العميقة، والتكوينات الصخرية الفريدة.
وتعتبر سلسلة “جبال التاكا” جزءا من النظام الجبلي المتصل بالسلاسل الجبلية الممتدة عبر دول القرن الأفريقي على ساحل البحر الأحمر، ما يجعلها تشكل أهمية جغرافية وبيئية عالية، حيث تمثل هذه السلسلة الجبلية الرائعة صرحا شامخا يحكي قصة الأرض وتاريخها العريق، ولا تقتصر أهميتها على كونها رمزا جغرافيا فحسب، بل تتعدى ذلك لتقف شاهدا حيويا على التطورات الجيولوجية والتاريخية والثقافية للمنطقة على مر العصور.
يبلغ ارتفاع جبال التاكا حوالي 851 مترا فوق مستوى سطح البحر، أي ما يعادل (2792 قدما)، مما يعطي للأجواء حول التاكا بعض البرودة والاعتدال مقارنة ببعض المناطق الأخرى، وهي تمثل مجالا بيئيا مهما لتنوّع النباتات كالدوم وبعض أشجار الظل التي تنبت في هذه البيئة الصخرية، ومن المظاهر الطبيعية أن هذه الجبال مكونة من صخور صلبة تصمد للتعرية، مما جعلها تحافظ على شكلها الأملس والمنحوت بواسطة عوامل الطبيعة كالمطر والرياح والتغيرات الحرارية، حيث توحي الصخور الملساء والقباب المدورة، بأنها نتاج طويل للتعرية بفعل التغيرات المناخية التي أحدثت تآكلا صخريا، إلى أن وصلت لأشكالها الحالية.
وحسب المؤرخين، فإن جذور “جبال التاكا” تعود إلى عصور جيولوجية قديمة، حيث تشكلت عبر ملايين السنين نتيجة للانفجارات البركانية وحركات الصفائح الأرضية، وهو ما كون طبيعة هذه الجبال من صخور بركانية ورواسب معدنية متنوعة، ما يجعلها ذات قيمة علمية كبرى لدراسة تطور الأرض في هذه المنطقة، بالإضافة إلى ذلك، فهي تضم أنواعا نادرة من النباتات والحيوانات التي تأقلمت مع الظروف المناخية والتضاريس الذي تشكل طبيعة المنطقة، مما يعزز أهمية المحافظة على الحياة البيئية للمنطقة.
وفي سياق متصل، لعبت جبال التاكا دورا بارزا ومهما في إثراء التاريخ المحلي والثقافي للسكان الذين استوطنوا المنطقة من قبائل البجا وغيرهم من القوميات السودانية، فقد كانت ملجأ وحصنا طبيعيا في فترات الحروب والنزاعات، واحتضنت العديد من القبائل التي بنت حضاراتها حول هذه الجبال، كما توجد في هذه المنطقة العديد من النقوش الصخرية والآثار التاريخية التي تعكس حياة الشعوب القديمة وتقاليدها، مما يجعل جبال التاكا كنزا ثقافيا حقيقيا.
وبفضل جمالها الطبيعي الأخاذ وتنوعها البيئي، أصبحت جبال التاكا وجهة مفضلة لمحبي الطبيعة والمغامرات في شرق السودان، فإن طبيعة الجبال المتنوعة والشاهقة تمثل فرصا متميزة لرياضات التسلق، والمشي لمسافات طويلة، والتعرف على الحياة البرية، إلى جانب استكشاف القرى المحلية التي لا تزال تحافظ على تراثها العريق.
ومن المعالم الطبيعية البارزة لسلسة جبال التاكا، جبل توتيل، الذي يُعرف بـ”الجبل الأسطورة”، وتعد التكوينات الصخرية الملساء فيه من أكبر الصخور الملساء في العالم، وتتميز صخور التكوينات الجبلية بأنها مستديرة القمم، وملساء إلى حد كبير، مما يميزها عن الجبال حادة الزوايا، ويضم الجبل أيضا “بئر توتيل” وهي نبع صاف من بين الصخور، وقد اكتسبت البئر مكانة روحية وأسطورية لدى السكان المحليين، حيث يُعتقد أن ماءها العذب به بركة، ويزورونه لاستخدامه بغية الاستشفاء من الأمراض، ومن الأنشطة السياحية التجول حول الجبال، وكذلك الجلوس على الصخور الملساء، والتأمل عند الغروب، والتصوير الفوتوغرافي، والتحرك في رحلات قصيرة من المدينة إلى سفوح الجبال، للاستمتاع بالهواء الطبيعي والمناظر الخلابة، وكثيرا ما تذكر الجبال في الشعر الشعبي لأهل كسلا والبدو في شرق السودان في عروض شعرية وغنائية في الهواء الطلق عند سفوح وفي أعالي الجبال، في مشاهد تصورها رمزا للعزة والجمال.
الشرق القطرية
اسماء عثمان
محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.
كانت هذه تفاصيل خبر سلسلة جبال التاكا شرق السودان.. رحلة عبر الزمان وشموخ يحكي عظمة المكان لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.
أخبار متعلقة :