منذ آلاف السنين، وقبل أن يظهر شعار “تمكين المرأة” بقرون طويلة، كانت هناك امرأة مصرية كسرت كل القواعد، وتحدّت كل الأعراف، وارتدت زي الرجال ليس لتتخفى، بل لتعلن أنها قادرة على أن تكون “الملك” لا “الملكة”.. إنها الملكة حتشبسوت، واحدة من أعظم حكام مصر القديمة، التي جلست على عرش البلاد في القرن الخامس عشر قبل الميلاد، وأدارت شؤون الدولة بحكمة ودهاء جعلتها من أبرز رموز التاريخ الإنساني.
حتشبسوت لم تكن ملكة عادية، بل كانت أول امرأة تتولى الحكم كفرعون كامل الصلاحيات، وعندما رأت أن لقب “الملكة” قد ينتقص من مكانتها أمام الكهنة والجيش، قررت أن تظهر بمظهر الفرعون الرجل، إذ ارتدت التاج المزدوج، واللحية المستعارة، والنقبة الملكية، وتحدثت في النقوش عن نفسها بصيغة المذكر، لا خضوعًا للعرف، بل ذكاءً سياسيًا لتؤكد شرعيتها في حكم دولة لا تعرف سوى الملوك الرجال.
لكن خلف هذه المظاهر الذكورية، ظلت روح الأنثى المصرية القوية هي المحرك الحقيقي لكل قراراتها، حيث شيدت المعابد، وأطلقت البعثات التجارية إلى بلاد بونت، وأقامت أروع الصروح في الدير البحري، ليظل اسمها محفورًا في ذاكرة التاريخ كرمز للقوة والعظمة والريادة.
ولدت الملكة حتشبسوت ابنة للملك تحتمس الأول والملكة أحمس، ونشأت في القصر الملكي تتعلم فنون الحكم والإدارة، وتزوجت من أخيها غير الشقيق تحتمس الثاني، وبعد وفاته تولت الوصاية على العرش باسم ابن زوجها الصغير تحتمس الثالث، لكنها سرعان ما أصبحت الحاكم الفعلي لمصر.
كسرت حتشبسوت القاعدة وأعلنت نفسها فرعونًا كامل الصلاحيات، فحكمت البلاد لأكثر من عشرين عامًا اتسمت بالسلام والازدهار، إذ ازدهرت في عهدها التجارة المصرية مع بلاد بونت، وشيدت المعابد والمقاصير، وأقامت صروحًا معمارية خالدة أبرزها معبدها الجنائزي في الدير البحري الذي صمّمه مهندسها المبدع سنموت، ليظل شاهدًا على عظمتها حتى اليوم.
واليوم يمكن لزوار المتحف المصري الكبير أن يروا تمثالها الراكع المهيب، القادم من الدير البحري، وكأنه يروي قصة امرأة سبقت عصرها، جلست على عرش مصر لتؤكد أن القيادة لا تُقاس بجنس الحاكم، بل بحكمته وإنجازه.
وإذا كنا في القرن العشرين قد شاهدنا فيلم “للرجال فقط” بطولة سعاد حسني ونادية لطفي، وهما تتنكران في زي رجال للعمل في مهنة هندسية كانت حكرًا على الرجال، فإن الملكة حتشبسوت سبقت هذا المشهد السينمائي بآلاف السنين، فقد كانت أول من كسر تابوه أن الحكم للرجال فقط، وأثبتت أن القدرة لا تحددها الأزياء، بل العقل والإرادة والإنجاز.
حتشبسوت لم تكن مجرد امرأة جلست على العرش، بل كانت رسالة خالدة تقول إن القيادة ليست امتيازًا لجنس دون آخر… إنها مسؤولية من يملك الرؤية والقوة على حملها.
مروة فتحي – بوابة روز اليوسف
كانت هذه تفاصيل خبر قاهرة مقولة “للرجال فقط” لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.
أخبار متعلقة :