ما حكم من كان متعاونا مع المتمردين الدعامة وكيف نتعامل معهم؟

متعاونون مع المتمردين

السؤال :

ما حكم من كان متعاونا مع المتمردين الدعامة وكيف نتعامل معهم؟ وما حكم اسرهم وعيالهم بحكم أنهم جيران لنا؟

الجواب :

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.

فهؤلاء الذين ارتضوا لأنفسهم أن يعملوا مرشدين أو عيوناً أو متعاونين مع شرار الخلق – من هؤلاء المتمردين القتلة منتهكي الفروج وأكلة أموال الناس بالباطل، الذين روَّعوا الآمنين وأظهروا في الأرض الفساد – هؤلاء كأولئك في الشر، بل لعلهم أخس منهم وأكثر وضاعة وأضل سبيلا؛ لأنهم خونة لئام قد عاشوا بين الناس بوجهين، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (وتجدون شر الناس ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه) والواجب على من ولاه الله الأمر متى ما قامت البينة على أحدهم أن ينزل به من العقوبة والنكال بقدر ما تسبب فيه من جرم؛ فإن المتسبِّب – شرعاً – كالمباشر.

وبيان ذلك أن هؤلاء قد كانوا ردء لأولئك القتلة السفاحين، من حيث كونهم قد حرضوا وباشروا الدلالة على أماكن معصومي الدم ليقتلهم أولئك الأشرار، ومنهم من دلهم على أماكن الأموال والسيارات وغيرها من النفائس التي تتعلق بها نفوس أصحابها؛ كل ذلك قد فعله أولئك عليهم من الله ما يستحقون، فتساوى أثرهم في الأفعال التي أوقعت الضرر بالناس؛ فكانت أفعال أولئك الأشرار مبنيَّة ومسبَّبة على فعل أولئك المتعاونين؛ فهم شركاء لأولئك في الإثم والعار في الدنيا والآخرة.

وقد روى مالك في الموطأ أن عمر رضي الله عنه قال في رجل تمالأ عليه جماعة من أهل اليمن: (لو تمالأ عليه أهل صنعاء لقتلتهم جميعاً) وقال خليل بن إسحاق في المختصر: وتقتل الجماعة بالواحد والمتمالئون… والمتسبب مع المباشر.

أما ذووهم من النساء والأطفال فلا ذنب لهم فيما جنى آباؤهم؛ وفي شرعنا لا يجني والد على ولده، {ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى} وكان مما أنزل الله على أنبيائه إبراهيم وموسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم {ألا تزر وازرة وزر أخرى. وأن ليس للإنسان إلا ما سعى. وأن سعيه سوف يرى. ثم يجزاه الجزاء الأوفى} وقال عز وجل {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى} فهذه كلها نصوص دالة على أنه لا يؤخذ بريء بجريرة مذنب، وإنما {كل امرئ بما كسب رهين} وعليه فإنه لا يجوز معاقبة هذه الأسر بإخراجها من ديارها، ولا أن يعاملوا بالإهانة والتحقير، أما المجرم الذي تعاون مع أولئك الأشرار فإنه يؤخذ بذنبه وينال عاقبة خيانته وغدره، وأسأل الله تعالى أن ينزل بأسه وعذابه بكل من آذى الأبرياء من أهل السودان، وأن يري فيهم عجائب قدرته، والله الموفق والمستعان.

الخرطوم – أخبار الخليج 365

اسماء عثمان

محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.

كانت هذه تفاصيل خبر ما حكم من كان متعاونا مع المتمردين الدعامة وكيف نتعامل معهم؟ لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

أخبار متعلقة :