«دبي بودفست 2025».. وصفات نجاح للبودكاست العربي وتعزيز انتشاره ودعم صُنّاعه

ابوظبي - سيف اليزيد - دبي (الاتحاد)

تحت رعاية سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، رئيس مجلس دبي للإعلام، تنطلق في دبي غداً أعمال النسخة الخامسة من «دبي بودفست 2025»، الحدث الأكبر من نوعه على مستوى العالم العربي، بتنظيم «نادي دبي للصحافة»، وبمشاركة لفيف من أهم وأبرز صُناع المحتوى الصوتي والمعنيين بقطاع البودكاست ومسؤولي المنصات الإعلامية الرقمية في المنطقة، بأجندة موسعة تناقش جملة من الموضوعات المحورية المتعلقة بمستقبل البودكاست والسبل الكفيلة بتنمية قطاع إعلامي بات يستقطب اهتمام شريحة كبيرة من المتابعين عربياً وعالمياً.

وفي هذه المناسبة، أعربت منى غانم المرّي، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام، رئيس نادي دبي للصحافة، عن ترحيبها بجميع المتحدثين والمشاركين في النسخة الخامسة من الحدث الذي أطلقه النادي قبل خمس سنوات في إطار سعيه الدائم لمواكبة أهم المستجدات في المشهد الإعلامي العربي، وتأكيد فرص مؤسساته في النجاح والازدهار.
وقالت: «نعتزّ بإسهام دبي بودفست كمنصة سنوية رائدة لطرح الرؤى ومناقشة الموضوعات المتعلِّقة بحاضر ومستقبل صناعة البودكاست في العالم العربي، وذلك باعتبارها من أكثر القطاعات الإعلامية تطوراً وأوفرها حظاً من اهتمام جمهور الإعلام الجديد. وقد حرصنا في اختيار موضوعات أجندة هذا العام على ملامسة المسائل الجوهرية التي تهم العاملين في هذا القطاع، سواء من ناحية الفرص التي يوفِّرها، أو التحديات التي يواجهها، وصولاً إلى بلورة مسارات واضحة لمتطلبات المرحلة المقبلة، بما يضمن استدامة البودكاست وتطوره عربياً».  
وأضافت: «في نادي دبي للصحافة، ومن خلال هذا الحدث، نعمل على بناء حوار شامل يجمع المبدعين، والمختصين، وصنّاع القرار، لإيجاد بيئة معرفية غنية، توفر تصورات عملية ورؤى مبتكرة تسهم في إحداث نقلة نوعية في صناعة البودكاست، وتوسيع نطاق تأثيرها الإيجابي في المجتمعات العربية. ولا شك في أن انطلاق هذا الحراك من دبي هو نتاج مكانتها كوجهة رئيسة للتطوير الإعلامي والإبداع، ودورها الحيوي كقوة دفع في اتجاه النهوض بالقطاعات الإعلامية كافة، بمبادرات رائدة هدفها فتح المجال أمام الشباب ورواد الفكر والإبداع لتقديم محتوى نوعي يتسم بالمهنية والابتكار، ويخاطب تطلعات الجمهور محلياً وإقليمياً ودولياً». 

مشاركة عربية 
تتضمن أجندة «دبي بودفست 2025»، والذي تجرى مناقشاته على مدار يوم واحد في فندق ريتز كارلتون، مركز دبي المالي العالمي، طيفاً واسعاً من الموضوعات، والتي سيتم استعراض مختلف جوانبها عبر سلسلة من الجلسات النقاشية وورشات العمل والفعاليات المصاحبة، بمشاركة صنَّاع البودكاست وحضور جمع من الإعلاميين ومسؤولي المؤسَّسات والمنصَّات الإعلامية في دولة الإمارات والعالم العربي. 

مسارات واضحة 
وأوضحت مريم الملا، مدير نادي دبي للصحافة، أنَّ أجندة «دبي بودفست 2025» تستلهم دور دبي كمنصة للإبداع ومركز للتطوير الإعلامي وما تطمح إليه من تقدُّم في مختلف قطاعات الإعلام، وذلك باستعراض موضوعات حيوية ترسم مسارات واضحة لدفع صناعة البودكاست نحو آفاق أوسع، وقالت: «نحن في نادي دبي للصحافة لا نكتفي بمواكبة التطورات الحاصلة في مجال الإعلام، بل نعمل على أن يكون لنا دور داعم لصياغة مستقبله، بما يعزِّز مكانة دبي كقوة دفع رئيسة للنهوض بالإعلام خاصة ضمن قوالبه وقطاعاته الجديدة، والمساهمة في تمكين المبدعين من تحويل أفكارهم إلى أصوات مؤثرة يتجاوز نجاحها المنطقة ليصل إلى العالمية». 

صناعة البودكاست 
أشارت محفوظة عبدالله، مديرة «دبي بودفست»، إلى أن نسخته الخامسة تضم إضافة إلى الجلسات النقاشية، مجموعة كبيرة من ورشات العمل التي يقدمها نخبة من الخبراء المتخصصين في مجال صناعة البودكاست والمسؤولين التنفيذيين لمنصات رائدة في هذا المجال، مشيرة إلى أن الهدف من وراء ورشات العمل هو توسيع دائرة النقاش، وإشراك جمهور الحضور من المعنيين بهذا القطاع في تجربة حيوية تتناول مختلف جوانبه، وتقدم مجموعة من النصائح العملية المستقاة من تجارب وقصص نجاح واقعية صنعها مبدعون حرصوا على تقديم إضافة نوعية للمشهد الإعلامي الجديد في سياقه الرقمي. 

جلسات نقاشية 
تبدأ جلسات «دبي بودفست» بجلسة رئيسة تعقد تحت عنوان «أرباح خارج الصندوق» وتستضيف برايان بارليتا، رئيس «بودكاست موفمنت»، ويحاوره خلالها ستيفانو فلاحة، المؤسس والرئيس التنفيذي لمنصة «بوديو»، حيث يتناول النقاش الجانب الاقتصادي في صناعة البودكاست وتحديداً سبل تحقيق الربحية التي تمكن صانع البودكاست من الاستمرارية في تقديم محتوى متطور ومبدع، مع استعراض نقاط رئيسة تتعلق بأوجه الرعاية والتمويل والدعاية والإعلان، وأثرها في تحديد مستوى وآفاق نجاح البودكاست. 
وفي جلسة عنوانها «إعلام يصنع الوعي.. تجربة الصندوق الأسود» يتحدث عمار تقي، مقدم بودكاست «الصندوق الأسود» وتناقشه منى الرئيسي، مقدمة بودكاست «مرايا»، حول المميزات التي تمنح البودكاست تفرده مقارنة بالإعلام التقليدي، وأثر هذا الشكل الإعلامي في تنمية الوعي السياسي، وأثر علاقة الجمهور بالمحتوى السياسي في مستوى صعود المحتوى الرقمي والموضوعات التي يرغب المستمع العربي في متابعتها عبر البودكاست.

اللغة البصرية 
خصّص الحدث جلسة لمناقشة «مستقبل البودكاست على منصات البث»، يشارك فيها عبدالله المضف، الشريك المؤسس والمدير التنفيذي لمنصة «شاشا»، ومعين جابر، منتج ومستشار استراتيجية البودكاست والصوت - مجموعة إم بي سي، وسارة الجرمن، رئيس القنوات التلفزيونية والإذاعية في «دبي للإعلام»، ويدير الجلسة محمد قيس، مقدم بودكاست «عندي سؤال»، وتستعرض الجلسة تعزيز اللغة البصرية وأساليب السرد في تعزيز الانتشار في ضوء تجارب واقعية وأهمية بناء الشراكات مع شبكات البث، والفرص الواعدة عربياً وعالمياً.

منظور اقتصادي 
لم يُغفِل «دبي بودفست» مناقشة الجانب الاقتصادي في صناعة البودكاست، حيث تمثل استمرارية الدخل المادي ضمانة رئيسة لاستدامتها، إذ أفرد الحدث جلسة بعنوان «مستقبل سوق الإعلانات في البودكاست العربي»، ويستضيف من خلالها كلاً من بولين راضي، المدير الإداري الإقليمي وقيادة شؤون العملاء في «دبليو بي بي» للإعلام والإعلان والتسويق، ولوكا علّام، مقدم بودكاست «إنسايت تراك»، ولمياء سلطاني، الشريك المؤسس والمديرة التجارية في شركة NBM.
وتستضيف جلسة «تجارب عربية ملهمة» كلاً من محمد الوهيبي، مقدم بودكاست «الغرفة»، وأحمد الشبلي، مقدم منصة بودكاست، وإلهام زدوحية، مقدمة بودكاست «إلهاميات»، وراوية خذر، مؤسِّسَة مهرجان البودكاست التونسي، ويحاورهم جاسم الشحيمي، مقدم بودكاست «مع الشحيمي».
وتُختتم جلسات «دبي بودفست 2025» بجلسة عنوانها «الفن والإبداع بين الصوت والكاميرا».

أخبار متعلقة :