معلمون ومعلمات: التعليم رسالة قادرة على صنع فارق في حياة الأجيال

ابوظبي - سيف اليزيد - إبراهيم سليم (أبوظبي)

أجمع معلمون ومعلمات في أبوظبي على أن التعليم رسالة قادرة على صنع فارق حقيقي في حياة الأجيال، وأن المجتمع ينظر إلى المعلم بتقدير واحترام كبيرين، لسعيهم الدائم للتأثير في الأجيال، بغرس الانتماء وحب الوطن، وتعزيز الأخلاق والقيم، باعتبارهم معلمين مسؤولين عن تمكين هذه الأجيال وتسليحهم بالعلوم المختلفة والحديثة، حيث يُعد المعلم رمزاً للعطاء ومصدر إشعاع علمياً وأخلاقياً ينعكس على المجتمع برمته، وهو ما يلمسونه من اهتمام على صعيد الأفراد والمسؤولين. والقيادة الرشيدة أولت اهتماماً خاصاً بالمعلم، كما أصبح ركناً أساسياً في التخطيط ورسم السياسات التعليمية بوزارة التربية والتعليم. 
جاء ذلك بمناسبة يوم المعلم الذي يصادف الخامس من أكتوبر من كل عام.
وأعرب المعلمون عن شعورهم بالفخر كونهم معلمين مشاركين في تنفيذ السياسات والخطط وتنمية العقول من أجل مستقبل مليء بالعلوم والمعرفة، قادر على تأهيل وإعداد جيل المستقبل لخوض غمار العمل، وللمعلم دور فاعل اكتسبه نظير حرصه والتزامه وتفانيه وإخلاصه بالعمل في قطاع التعليم بالدولة، مؤكدين أن المعلمين في دولة الإمارات يحظون باهتمام بالغ برفع كفاءتهم 
وتزويدهم بأحدث أدوات التعليم الحديثة ليتمكنوا من توظيفها في الميدان، ورفد المعلمين بأفضل الممارسات والأساليب العصرية في التعليم، ليتمكنوا من تأدية رسالتهم على الوجه الأكمل.

دعم المعلم وتمكينه 
أكد أحمد سعيد الزعابي، «معلم أول» دراسات اجتماعية، مدرسة نعمة ح3- ذكور، أنه «في يوم المعلم، وبعد سنوات من العطاء، أعتبر أن أهم ما أحمله كمعلم وما أقدمه من رسالة تربوية هو غرس حب الوطن والانتماء إليه، وتعزيز قيم الاحترام المتبادل والتعاون بين الطلاب، وأحرص، وكل معلم أيضاً، على أن تكون هذه القيم جزءاً من ممارسات يومية من خلال الحوار المستمر مع الطلاب، وتشجيعهم على العمل بروح الفريق، إذ إن أهم القيم التي تمثل جوهر الرسالة التربوية، هي غرس حب الوطن».
وأكد أن «يوم المعلم هو لحظة تقدير واعتزاز، يذكرني بأن جهودي لم تذهب سُدى، وأن كل كلمة أو توجيه قد تصنع فرقاً في حياة طالب. وبالنسبة لي، هذا اليوم يجدّد عزيمتي على الاستمرار في العطاء».
وأوضح أن «التجربة لدولة الإمارات العربية المتحدة مُلهمة في دعم المعلم وتمكينه، إذ إن ما يميز دولة الإمارات رؤيتها الواضحة في تمكين المعلم، سواء عبر الدورات التدريبية المتقدمة أو البيئة المدرسية الحديثة أو حتى الدعم النفسي والمعنوي. هذا الاهتمام جعلنا أكثر ثقة بقدرتنا على مواكبة التغيرات العالمية في التعليم وتقديم الأفضل لطلابنا».
والمعلم هو قائد تربوي، وعليه أن يترك أثراً إيجابياً ومُلهماً في مسيرة الأجيال، ومعنى أن تترك بصمة في حياة الأجيال يعني أن تكون لهم مصدر إلهام، وأن تساعدهم في اكتشاف قدراتهم وصناعة أحلامهم. بالنسبة لي، أعظم أثر هو أن أرى طلابي بعد سنوات قادة ناجحين يذكرون أن معلماً آمن بهم في يوم من الأيام».

من جانبه، قال محمد علي الحمداني، اختصاصي اجتماعي، مدرسة الوليد بن عبد الملك، في يوم المعلم «رسالتي أن أغرس في طلابي حب التعلم، والاحترام، والمسؤولية، وأن أحرص دائماً على أن يروني قدوة لهم قبل أن أكون معلماً، ويوم المعلم ليس مجرد محطة لتجديد الإيمان بالرسالة، بل هو تذكير بأن التعليم ليس وظيفة فحسب، بل رسالة حياة».
وثمّن الدعم المقدم للمعلمين في دولة الإمارات، وتمكينه، ورفع مستوى أدائه المهني، حيث إن دولة الإمارات جعلت من المعلم محوراً للتطوير.. «وهذا انعكس علينا كمعلمين بتدريب متواصل وفرص كبيرة للتميز».
وأضاف أن «الدعم والاهتمام يجعلان التربوي حريصاً على ترك أثر إيجابي لدى الطلبة، ومن أسعد لحظات أي معلم أن يرى أثر غرسه في سلوك طلابه وإنجازاتهم، فهذا الإرث هو الباقي بعد مرور السنوات الطوال»، معرباً عن فخره بكونه معلماً مساهماً في بناء أجيال المستقبل.

من جانبها، قالت ذكريات محمد الحمدان، مديرة مدرسة ساس النخل، في يوم المعلم هذا اليوم الذي يحتفي به العالم بهذه الكوكبة «أود أن أشير إلى أن رسالتي التربوية كمديرة مدرسة، تتمحور حول غرس ثلاث قيم رئيسية هي: الاحترام، المسؤولية، والتميز». 
وأضافت: «أحرص بشكل دائم على أن يشعر الطالب بقيمته أولاً، وأن يدرك أن الاحترام المتبادل هو الأساس في بناء بيئة تعليمية إيجابية. من خلال القدوة الشخصية، والمواقف اليومية داخل الصف، أعزّز لدى الطلاب أهمية الالتزام، واحترام الوقت، وتقدير الجهد، كما أحرص على تحفيزهم باستمرار لتحقيق التميز، ليس فقط أكاديمياً، بل كذلك مجتمعياً في سلوكهم ومهاراتهم الحياتية. التعليم ليس تلقيناً أو نقلاً للمعرفة فقط، بل بناء إنسان متكامل».
وأضافت الحمدان أن «يوم المعلم يمثل بالنسبة لي وقفة تأمل وامتنان، أستحضر فيه معنى الرسالة والأمانة التي يحملها المعلم في بناء العقول وغرس القيم والأخلاق. 
في هذا اليوم، أستشعر فخر المجتمع واعتزازه بالدور الذي يؤديه المعلم، ويُجدد ذلك إيماني بأن التعليم هو حجر الأساس في تطور الأمم، وبأن لكل معلم بصمة لا تُمحى في رحلة طلابه وحياتهم. هو يوم يؤكد أن مهنة التعليم هي أهم مقومات التنمية المستدامة في كل مجتمع».
وأكدت مديرة مدرسة «ساس النخيل»: «تُعد دولة الإمارات نموذجاً رائداً في تمكين المعلم وتقدير دوره المحوري في مسيرة التنمية. من أبرز مظاهر هذا الدعم توفير بيئات تعليمية متقدمة، وفرص تدريب وتطوير مهني مستمرة، واعتماد استراتيجيات تعليم حديثة تعزز من دور المعلم كمُبتكر وموجِّه».
كما أن المبادرات الوطنية، مثل «جائزة محمد بن زايد لأفضل معلم»، و«جائزة خليفة التربوية» وغيرها من جوائز التميز، تعكس المكانة العالية التي يحظى بها المعلم في دولة الإمارات. هذا الدعم يمنح المعلم الدافع لتطوير ذاته ومهاراته باستمرار، مما انعكس إيجابياً على الأداء المهني، وتحقيق نتائج ملموسة على الطلبة.
وأكدت أن القيادة التربوية تعني مسؤولية بناء الإنسان، وترك الأثر الإيجابي لدى أجيال الغد هو جوهر هذه القيادة، ويتمثل في تحفيز الطاقات الكامنة في الطلبة، وتوجيههم نحو القيم النبيلة، وتمكينهم من أدوات المستقبل. 
«لذا فإن أكثر ما يسعدني هو رؤية طلابي يحققون النجاح، وهم يحملون في دواخلهم حب المدرسة ومعلميهم، هذا الأثر هو رسالتي التي أسعى لإيصالها كمديرة مدرسة».

قيم المواطنة الإيجابية والمساواة 
من جانبها، أكدت إيمان إبراهيم الحمادي، معلمة مجال بـ «مدرسة التقدم»، أن في يوم المعلم «أشعر بالفخر والاعتزاز كمعلمة، والتقدير الكبير للمعلم والوقوف احتراماً له على جهوده».  
 وأوضحت أنه بعد سنوات من العطاء، «نجد أن المعلم يسعى دائماً إلى غرس كل ما هو نبيل وإنساني في نفوس طلبته. وعلى المستوى الشخصي، أبدأ مع طلابي بالتأكيد على أهمية الاحترام والتقدير اللذين يندرج تحتهما المساواة للجميع، وكذلك قيم المواطنة الإيجابية والمسؤولة التي تُشعرهم بأمان دائم. هذا ما أشاركه مع طلابي بصورة دائمة، من خلال ربط الدروس بالقيم الجميلة التي أود أن يتحلى بها طلابي».
وقالت: «أتذكر في هذا اليوم جميع من تلقيت على يديهم التعليم، كما أتذكر جميع طلابي الذين درستهم، والطريق الذي قطعته لكي أوصلهم إلى ما هم عليه اليوم في مختلف القطاعات والتخصصات. كل واحد منهم أخذ مقعده الذي يستحقه في هذا الوطن. أتذكر أني أعطيتهم كل ما أملك من معارف، وغرست فيهم كل القيم التي تجعلهم مواطنين صالحين في هذه الدولة. وتجدد هذه الرحلة مع الطلبة في داخلي الإيمان بأن مهمة المعلم أبدية، وعطاءه لا محدود.
ويسعدني أن أتوجه في هذا اليوم بالشكر لبلدي الحبيب، دولة الإمارات، على الثقة التي منحها أهله لي كمعلمة ومربية أجيال، عندما وضعوا في يدي أغلى أمانة، وهي أبناؤهم، الأمر الذي يشعرني بالفخر، كما نحظى بدعم غير محدود من قبل وزارة التربية والتعليم، وذلك عبر العديد من برامج التطوير المهني التي تنفذها الوزارة على مدار العام، وما تتضمنه من ورش تدريبية تستهدف تمكيننا كمعلمين من توفير بيئة تعليمية نوعية، إلى جانب العديد من برامج الإيفاد الخارجية التي نطلع من خلالها كمعلمين على أفضل الممارسات العالمية في التعليم، فضلاً عن التدريب والتطوير المستمر على جميع المنصات التعليمية التي نحتاج إليها في الميدان التربوي، وبالتالي الإسهام في رفع مستوى أدائنا المهني».

قدوة للطلاب 
من جانبها، قالت خلود محمد الكعبي، اختصاصية مصادر التعلم بـ «مدرسة العطاء للتعليم الأساسي والثانوي»: «رسالتي كأمينة مكتبة تقوم على غرس حب القراءة وتنمية قيم المسؤولية والاحترام في نفوس طلابي. أحرص يومياً على أن أكون قدوة لهم، وأن أفتح أمامهم أبواب المعرفة بأسلوب ممتع يترك أثراً جميلاً في حياتهم. كما أحرص على الاحتفاء بإنجازاتهم، مهما كانت بسيطة، ليبقى التعلم بالنسبة لهم رحلة ممتعة تستمر مدى الحياة».
وفيما يتعلق بـ «يوم المعلم» بالنسبة لي «يعتبر محطة شكر وامتنان، أستعيد فيها رحلتي مع طلابي وما سعيت لغرسه فيهم من قيم ومعارف. وهو يوم يذكرني بأن التعليم رسالة قادرة على صنع فارق حقيقي في حياة الأجيال. يجدد هذا اليوم إيماني بأن ما أقدمه قد يلهم طالباً ويترك بصمة لا تُنسى، ويمنحني فرصة لأقف بامتنان لكل من كان لهم فضل في مسيرتنا، لنمضي جميعاً في دائرة الخير والعطاء من جيل إلى جيل».
وأثنت على تجربة دولة الإمارات في دعم المعلم، وهي تجربة ملهمة، والتي تنبع من رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، مؤسس الدولة الذي جعل التعليم والمعلم في مقدمة الأولويات الوطنية. 
وأضافت: «يواصل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ترسيخ هذه الرؤية، من خلال توفير برامج تطويرية متقدمة وبيئة تعليمية حديثة تمكّن المعلمين وتدعم رسالتهم. هذا الدعم المتواصل يجدّد شغفي وحماسي لتقديم أفضل ما لدي، ويساعدني على تنمية مهاراتي، وتبنّي أساليب تعليمية مبتكرة، بما يُلهم طلابي ويعزز عطائي، ليبقى أثر القيادة الإماراتية الخالدة حاضراً في كل ما أقدمه».
وقالت: كلي حرص على ترك أثر إيجابي وملهم في مسيرة الأجيال، وهذا الأثر يعني بالنسبة لي ما هو أبعد من مجرد تعليم أو نقل معرفة، فهو غرس للقيم، وإشعال لشغف التعلم، وتحفيز للطلاب على أن يقدموا أفضل ما لديهم. أشعر بسعادة غامرة عندما أرى ثمرة ما زرعته في طالب يتحلى بالمسؤولية، أو يبتكر فكرة جديدة، أو يشارك الخير مع مجتمعه. فهذا الأثر يمنحني القوة والشغف لمواصلة العطاء.

أخبار متعلقة :