الإمارات تحتفي بيوم العلم بتجديد الولاء والوفاء للقيادة والوطن

ابوظبي - سيف اليزيد - آمنة الكتبي (دبي) 

تتجدد في الثالث من نوفمبر من كل عام، مشاعر الفخر والانتماء في قلوب أبناء دولة الإمارات والمقيمين على أرضها، مع احتفال الدولة بـ «يوم العلم»، المناسبة الوطنية التي تجسد وحدة البيت الإماراتي، وتؤكد التلاحم بين القيادة والشعب تحت راية واحدة، وتمثل العزة والسيادة والكرامة، وفي تمام الساعة الحادية عشرة صباحاً، تتوحد الأيادي لرفع العلم في وقت واحد في مؤسسات الدولة الحكومية والخاصة والمدارس والجامعات، في مشهد يعبر عن الفخر بما تحقق من إنجازات في ظل قيادة حكيمة جعلت من الاتحاد نموذجاً تنموياً وإنسانياً يحتذى به.

قيمة وطنية متجددة
يصادف يوم العلم ذكرى تولي المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، الحكم، حيث لا يمثل يوم العلم مناسبة احتفالية فحسب، بل هو تجديد للعهد والولاء، وتأكيد على القيم التي قامت عليها دولة الإمارات، حيث يعبّر رفع العلم عن الإيمان بالوطن، والتمسك بالمبادئ التي أرساها الآباء المؤسسون، كما يجسد هذا اليوم روح الاتحاد التي توحدت من أجلها إرادة القادة والشعب، فكان العلم هو الشاهد الأول على ميلاد دولة شابة طموحة، آمنت بقدرات أبنائها وسعت لأن تكون في مصاف الدول المتقدمة.

رمز الاتحاد
تم اعتماد عَلَم دولة الإمارات العربية المتحدة حين رفعه لأول مرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في الثاني من ديسمبر عام 1971 في أعقاب الإعلان عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، ليصبح بذلك العَلَم الرسمي لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يعد الراية الرسمية التي تمثلها في المحافل والأزمنة كافة، ورمزاً لهويتها التاريخية، ويجسد طموحات شعبها وآماله، وهو رمز السلام والأمان والفرح والسعادة التي تتجسد خلال المناسبات الوطنية والاجتماعية، والفعاليات الرسمية والشعبية في المجالات كافة.
كما يعد رمزاً لسيادة الدولة وعزتها واستقلالها، وولاء أبناء الدولة ومؤسساتها لقيادتها الرشيدة، كما أنه تعبير عن هوية الدولة وتاريخها، مما يستوجب وضع الأطر اللازمة لضمان احترام عَلَم الدولة وسمو مكانته ورفعته، ولهذا قام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بسن قانون اتحادي رقم 2 الذي صدر بتاريخ 2 ديسمبر 1971 بشأن عَلَم دولة الإمارات العربية المتحدة، وتلا ذلك قيام مجلس الوزراء بإصدار قرار رقم (5) لعام 1996 بشأن لائحة قواعد رفع عَلَم الدولة، لتنظيم طريقة تعامل الأفراد والمؤسسات معه، وفقاً لأعلى أصول اللياقة.

الدولة الأولى
تعتبر دولة الإمارات هي الدولة الأولى التي أطلقت فعالية «يوم العَلَم»، لتكون مصدر إلهام عدد من دول العالم التي اتخذت هي الأخرى فعالية «يوم العَلَم» يوماً للاحتفال، وطالما كانت الإمارات سباقة في المبادرات الوطنية الفريدة من نوعها، حيث تعد هذه المناسبة تعبيراً واضحاً عن الاعتزاز بالهوية الوطنية التي يتسابق إليها الكبير قبل الصغير، وللتعبير عن مشاعر الفداء والوفاء التي تأتي لتوعية الأجيال الناشئة بأهمية الحفاظ على هوية دولة الإمارات، وتنمية روح الولاء والانتماء لديهم.

مشهد وطني موحّد
تحرص المؤسسات الاتحادية والمحلية والمدارس والجامعات والشركات على تنظيم فعاليات خاصة بهذه المناسبة، تتضمن مراسم رفع العلم، وترديد النشيد الوطني، ومسيرات وفعاليات ثقافية وتراثية، وعروضاً فنية للأطفال والشباب، وفي مشهد وطني، ترتفع الأعلام فوق الوزارات والمباني العامة، وفي الساحات والميادين، لتغدو الإمارات في هذا اليوم لوحة متكاملة من الألوان الوطنية، تعبّر عن وحدة الهدف والمصير.

ألوان تروي قصة الاتحاد
يعكس عَلَم دولة الإمارات طموحات وقيم شعب الإمارات، حيث تعني ألوان العلم أن الأبيض يرمز إلى عمل الخير والعطاء، ومنهج الدولة لدعم الأمن والسلام في العالم، والأخضر يعبر عن النماء والازدهار والبيئة الخضراء، والنهضة الحضارية في الدولة، ويرمز اللون الأسود إلى قوة أبناء الدولة ومنعتهم وشدتهم، ورفض الظلم، فيما يدل اللون الأحمر إلى تضحيات الجيل السابق لتأسيس الاتحاد، وتضحيات شهداء الوطن لحماية منجزاته ومكتسباته.

ساريات العَلَم
تضم كل إمارة، سارية خاصة بالعَلَم، حيث افتتحت سارية العَلَم في أبوظبي خلال 2007، ويبلغ طول العلم 30 متراً وعرضه 15 متراً، ويرفرف العَلَم على سارية بلغ طولها 123 متراً على كورنيش أبوظبي، بينما تحتضن دبي سارية عَلَم الاتحاد، حيث يرفرف العَلَم على ارتفاع 120 متراً فوق المبنى الذي شهد إعلان ميلاد دولة الاتحاد في دار الاتحاد «قصر الضيافة». وفي الشارقة، تحتوي جزيرة العَلَم على سارية بارتفاع 123 متراً، وفي عجمان، توجد سارية العَلَم في حديقة الغرفة بمنطقة الجرف في مدينة عجمان، على ارتفاع 120 متراً، بينما يرتفع عَلَم الدولة قرب مدينة محمد بن زايد في الفجيرة على سارية العَلَم التي يبلغ ارتفاعها 120 متراً، كما دشنت أم القيوين سارية العَلَم في حديقة الخور على ارتفاع 120 متراً، كما دشنت في العام نفسه رأس الخيمة سارية عَلَم بطول 120 متراً على خور رأس الخيمة.

مكونات العلم
علم دولة الإمارات العربية المتحدة مستطيل الشكل، عرضه نصف طوله، ويقسم إلى أربعة أقسام مستطيلة الشكل: القسم الأول منها رأسي ولونه أحمر، ويشغل ربع عرض العلم، ويشكل طرف العلم القريب من السارية. أما الأقسام الثلاثة الأخرى، فتشكل بقية العلم، وهي أفقية متساوية في الارتفاع والعرض ومتوازية، العليا منها خضراء، والوسطى بيضاء، والسفلى سوداء.

أخبار متعلقة :