ابوظبي - سيف اليزيد - هالة الخياط (أبوظبي)
أكد مشاركون ومتخصصون في مجال التنقل الذكي والأنظمة الذاتية، خلال فعاليات اليوم الثاني من «دريفت إكس 2025»، أن الحدث يمثل منصة استراتيجية لتعزيز الابتكار وتطوير حلول النقل المستدام، ويعكس ريادة أبوظبي عالمياً في قطاع الأنظمة ذاتية الحركة.
وأشار الخبراء إلى أن مشاركة الشركات الوطنية والدولية في المعرض تؤكد قدرة إمارة أبوظبي على استقطاب أحدث الابتكارات وتوظيفها لتطوير قطاع النقل بأمان وكفاءة، سواء على الأرض، الجو أو البحار.
وقالوا: إن التجربة العملية للأنظمة الذاتية الذكية في المعرض توفر نموذجاً واقعياً لتقييم مدى جاهزية الحلول للتطبيق التجاري.
ويأتي «دريفت إكس 2025» ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للأنظمة ذاتية الحركة، الذي يعد حدثاً دولياً يجمع بين أحدث التقنيات في المركبات الذكية، النقل الجوي، والحلول اللوجستية.
ويعتبر المعرض منصة مهمة لتبادل الخبرات بين القطاعين الحكومي والخاص، واستعراض قدرات الشركات الوطنية في مواجهة تحديات التنقل المستدام، سواء في المدن أو المناطق النائية.
ويتيح الحدث فرصة للشركات لتقديم حلول عملية، وتجربة الأنظمة الذكية على أرض الواقع، مما يساهم في تعزيز مكانة أبوظبي مركزاً عالمياً للابتكار في قطاع النقل المستدام، كما يسهم في دعم «رؤية الإمارات 2031» لتحقيق المدن الذكية والنقل الآمن والفعال.
وقال بيات القبيسي، نائب المدير العام لشركة بلو جلف جروب: «مع عرض قاربنا المسير، نبرز كيف يمكن للابتكار الوطني تقديم حلول ذكية في المراقبة البحرية والبحث العلمي، مع تقليل المخاطر على العنصر البشري، وتحقيق مستويات أعلى من الدقة والاعتمادية».
من جانبه، أكد عمر حافة، مدير العمليات في «ستير إي» أن «المعرض يتيح لنا استعراض مركبتنا البرية COREX وتجربة حلول التنقل الذكي على أرض الواقع، وهو فرصة مثالية للتواصل مع الشركاء المحليين والدوليين وتطوير قطاع المركبات ذاتية القيادة». وبين أن «مركبة COREX تمثل مستقبل التنقل البري الذكي، حيث تجمع بين السرعة، الأمان، والدقة العالية، مع توفير حلول عملية للبيئات الصحراوية».
وأوضح طالب الهنائي، المدير العام لـ«آرتشر للطيران» في الإمارات، أن «دريفت إكس» يعد «منصة استراتيجية لتطوير التاكسي الجوي الذكي، ويتيح لنا عرض تقنياتنا أمام الخبراء وصناع القرار، ما يسهم في دعم رؤية الإمارات للنقل الحضري المستدام».
وأكد الهنائي أن «آرتشر للطيران»، بالتعاون مع «طيران أبوظبي»، ماضية في إطلاق تاكسي الركاب الجوي الذكي «آرتشر ميدنايت» في 2026، مع بدء التجارب المأهولة في النصف الأول من العام المقبل.
ويتميز التاكسي الجوي بتصميمه الآمن وسهولة التحكم، ويعد خطوة مهمة نحو اعتماد الطيران الحضري الذكي في الإمارات. وقدمت الشركة الصينية ARIDGE مركبة أرضية قابلة للقيادة برخصة عادية، تعمل بتقنية 800 فولت من كربيد السيليكون، مع مدى قيادة يتجاوز 1000 كيلومتر ونظام دفع 6×6.
كما عرضت الطائرة الكهربائية العمودية eVTOL Aircraft، بتصميم سداسي المراوح ومقصورة بانورامية 270 درجة، تجمع بين التحكم اليدوي والآلي.
وعرضت شركة إم إل جي الوطنية مجموعة من الحلول المتقدمة للجيل الجديد من النقل الذكي.
وقال محمد عبد العال، مدير التسويق: «حلولنا تمكن من إدارة النقل بكفاءة عالية، مع التركيز على الأمان والمرونة، وتدعم المدن الذكية، وتساهم في الاستدامة».
«روبوتاكسي» ذكي
عرضت شركة «وي رايد» المتخصصة في تقنيات القيادة الذاتية، مركبتها «روبوتاكسي جي إكس آر» المجهزة بأنظمة استشعار ذكية وتقنيات تحكم آلي متقدمة، لتقدم نموذجاً رائداً للحلول التجارية للنقل الذكي يجمع بين الأمان والكفاءة التشغيلية ويوفر تجربة تنقل مستقلة ومتطورة.
وأكد وليد العامري، مدير العمليات في «وي رايد»، أن المشاركة في المعرض تعكس التزام الشركة بدعم مستقبل النقل الذكي في الإمارات، وتعزز جهودها في تطوير حلول مبتكرة ومستدامة للنقل الحضري، بما يواكب رؤية الدولة للمدن الذكية والتنقل المستدام. وأضاف أن «روبوتاكسي جي إكس آر» يمثل خطوة حاسمة نحو دمج التكنولوجيا الحديثة في البنية التحتية للنقل، وتحقيق أعلى معايير السلامة والكفاءة في التنقل الذكي.
وتسعى «وي رايد»، من خلال تقنياتها، إلى تعزيز التكامل بين النقل البري الذكي والحلول المستقبلية للمواصلات الحضري.
طائرات «هيلي»
أعلنت شركة لود الوطنية، الرائدة في مجال النقل الجوي المتقدم، تقدمها في تطوير طائرتها الهجينة ذات الإقلاع والهبوط العمودي «هيلي»، ضمن جهودها لإعادة تعريف مستقبل لوجستيات الشحن الثقيل.
وأكدت«لود» أن يوم غدٍ الخميس سيشهد أول رحلة تجريبية لطائرة هيلي في مدينة العين، وتعد الطائرة جزءاً من رؤية الشركة لتقديم حلول شحن جوي سريعة وموثوقة ومستدامة، عبر أنظمة مستقلة تقلل الاعتماد على البنية التحتية الأرضية التقليدية.
وتتميز «هيلي» بقدرتها على حمل ما يصل إلى 250 كجم لمسافة تصل إلى 700 كم، بسرعة 180 كم/ساعة، مع نظام دفع هجين موزع يضم ثمانية محركات رفع ومحرك احتراق داخلي، وإمكانية إعادة الشحن أثناء الطيران. كما توفر مقصورة شحن معيارية قابلة للتكيف مع مختلف أنواع البضائع، بما في ذلك الشحن المبرد أو المتخصص.
وقال راشد المناعي، الرئيس التنفيذي لشركة لود: «هيلي تمثل تحولاً نوعياً في مجال اللوجستيات، حيث تجمع بين السرعة والموثوقية والاستدامة، ما يمكننا من سد الفجوة بين مراكز اللوجستيات والوجهات النهائية بسرعة وكفاءة».
وتم تصميم «هيلي» لتكون سهلة الاستخدام وآمنة وفق أعلى معايير السلامة الدولية، مع قدرة على العمل في مختلف البيئات والظروف المناخية، وتطبيقات متعددة تشمل التوصيل الطبي، نقل البضائع، والخدمات اللوجستية البحرية.
وبيّن المناعي أن تطوير «هيلي» يأتي ضمن رحلة بدأت بدراسات الجدوى في فبراير 2024، واختبارات النماذج المصغرة في ديسمبر، ووصلت الآن إلى مرحلة الاختبارات الأرضية قبل الرحلة الأولى المخطط لها غداً الخميس.
وأفاد المناعي أن الطائرة توفر استقلالية عن البنية التحتية، وإمكانية إعادة الشحن أثناء الطيران، ما يجعلها حلاً مثالياً للشحن الذكي والمستدام.
أخبار متعلقة :