تحت رعاية الشيخة فاطمة.. نهيان بن مبارك يفتتح مؤتمر التمريض السنوي الثاني

ابوظبي - سيف اليزيد - تحت رعاية سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، فعاليات المؤتمر السنوي الثاني للتمريض الذي ينظمه مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي يومي 12 و13 نوفمبرالجاري، بمشاركة نخبة من الممارسين والقيادات والطلاب وخبراء التعليم السريري والمبتكرين في قطاع الرعاية الصحية.

وينعقد المؤتمر تحت شعار: «الممرض الذكي: دمج التكنولوجيا مع الخبرة السريرية لتشكيل مستقبل رعاية المرضى»، مسلًّطاً الضوء على كيفية تسخير التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي في تطوير نموذج الرعاية التمريضية المتمحورة حول المريض، ودفع عجلة التحول نحو رعاية صحية رقمية متكاملة تركز على احتياجات الإنسان وجودة الحياة.

وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، في كلمته خلال افتتاح المؤتمر: «يُسعدني أن أرحّب بكم جميعاً في هذا المؤتمر السنوي الثاني للتمريض، الذي يُعقد تحت الرعاية السامية لسموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، حفظها الله. إنّ سموّها، بجهودها الرائدة وعطائها المستمر، تكرّس رؤيتها الملهمة في دعم التعليم والصحة وتمكين الإنسان، إيماناً منها بأنّ العالم يزدهر حينما يُتاح للمهنيين الفرصة لتحقيق إمكاناتهم الكاملة في بيئة تُعلي من شأن المعرفة والرحمة والخدمة العامة».

وأضاف معاليه: «لقد آمنت سموّ أم الإمارات بأنّ ازدهار المجتمعات مرتبط بتمكين كوادرها الصحية، من ممرضين وأطباء وقابلات، بالعلم والمهارة والإحساس الإنساني، وهو ما جعل من دولة الإمارات نموذجاً في الجمع بين التميّز المهني والالتزام الأخلاقي في خدمة الإنسان. ورؤيتها هذه، التي تُنير طريقنا الوطني، أسهمت في ترسيخ ثقافة الرعاية المتقدمة والإنسانية في آنٍ واحد».

وأكد معاليه أنّ رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، كانت وما تزال القوة الدافعة وراء النهضة الشاملة التي جعلت من أبوظبي ودولة الإمارات مركزاً عالمياً للتقدّم الطبي والعلمي والابتكار الإنساني، مشيراً إلى أنّ قيادة سموّه الحكيمة أرست نموذجاً يُحتذى به في الجمع بين التنمية الاقتصادية والبنية التحتية المتقدمة وثقافة المعرفة والتسامح.

وأضاف معاليه: «نحن على مشارف الاحتفال بالذكرى الرابعة والخمسين لتأسيس دولة الإمارات، وخلال هذه العقود، استطاعت بلادنا أن ترسّخ مكانتها بين الأمم المتقدمة من خلال التزامها الصادق برفاه الإنسان وجودة الحياة، لتصبح منارةً للعلم والرحمة والابتكار في المنطقة والعالم».

وتابع معاليه: «إنّ اجتماعكم اليوم في هذا المؤتمر يعكس التزامكم العميق بالتميّز في مهنة التمريض، وهي مهنة تجمع بين العلم والإنسانية، وبين التقنية والرحمة. فالممرض هو الجسر الذي يصل بين المعرفة والعناية، وهو أول من يمدّ يد العون للمريض وآخر من يغادر سريره، وصوته الدافئ ويده الحانية هما ما يبقيان الأمل حيّاً في النفوس».

وأوضح معاليه أنّ الممرضين في العصر الحديث لا يواكبون التغيير وحسب، بل يقودونه بثقةٍ وبصيرةٍ أيضاً، وقال: «في زمن يشهد تسارعاً تكنولوجياً هائلاً، أصبح الممرضون شركاء أساسيين في الابتكار. إنهم قادة ومبدعون يسعون إلى ضمان أن تبقى التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي أدواتٍ لخدمة الإنسان، لا بديلاً عن إنسانيته. فالتكنولوجيا قد تُساعد، لكنها لا تُلهم، وما يمنحها معناها الحقيقي هو الحكم الإنساني، والتعاطف، والبصيرة الأخلاقية».

وأضاف معاليه أنّ شعار المؤتمر «الممرض الذكي: دمج التكنولوجيا مع الخبرة السريرية لتشكيل مستقبل رعاية المرضى» يُجسّد هذا التوجه الإنساني الرفيع، موضحاً: «إنّ الممرض الذكي هو من يوظّف البيانات لتحسين الرعاية دون أن يستبدل بها المشاعر، ويستخدم الأدوات الرقمية لتوسيع نطاق العطاء دون أن يُفرّط في اللمسة الإنسانية. إنّ هذا المفهوم يعكس رؤية الإمارات التي تسعى دائماً إلى جعل الابتكار في خدمة الكرامة الإنسانية، وإلى الموازنة بين التقدّم العلمي والأخلاق المهنية الرفيعة».

وأكد معاليه أنّ دولة الإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تُدرك أنّ مستقبل الرعاية الصحية يكمن في الدمج بين الذكاء الاصطناعي والتعاطف الإنساني، وأنّ التكنولوجيا يجب أن تُسهم في تعزيز التواصل بين المريض ومقدّم الرعاية، لا أن تحلّ محله، وقال: «إنّ مهمتنا في وزارة التسامح والتعايش هي التأكيد على أنّ الابتكار يجب أن يخدم كرامة الإنسان، وأنّ الدقة والتعاطف يجب أن يسيرا جنباً إلى جنب، لأنّ جوهر الطب والتمريض هو الإنسانية ذاتها».

وقال معاليه مختتماً كلمته: «دعونا نُجدّد ثقتنا في مهنة التمريض بوصفها علماً وفنّاً ورسالة إنسانية نبيلة. فالممرضون والممرضات هم صُنّاع الأمل، وجنود الرحمة، وعنوان العطاء. إنّكم تُمثّلون الشجاعة والعقل والرحمة في أبهى صورها، وأنتم من يُشكّلون مستقبلاً تُسخّر فيه التكنولوجيا لخدمة الحياة، وتبقى فيه القيم الإنسانية في قلب كل رعاية. وأتوجّه إليكم جميعاً بأسمى مشاعر التقدير والعرفان، وأتمنى لكم مؤتمراً ناجحاً ومثمراً، يفتح آفاقاً جديدة للتعاون والإبداع، ويُعمّق الإيمان بدور التمريض في بناء مجتمعاتٍ أكثر صحةً وإنسانيةً».

وشهد اليوم الأول من المؤتمر مشاركة أكثر من 500 ممرض وممرضة من مختلف المؤسسات الصحية والتعليمية داخل الدولة وخارجها، وتضمّن جلسات متخصصة عن القيادة التمريضية في عصر الذكاء الاصطناعي، ومحاكاة تدريبية سريرية، ودراسات حالة تفاعلية تناولت أثر التطبيقات الرقمية على نتائج الرعاية السريرية.

ويتضمَّن اليوم الثاني عرضاً مباشراً من أكاديمية 42 أبوظبي للفكرة الفائزة في «هاكاثون الابتكار في الرعاية الصحية»، الذي يقدّم حلولاً قائمة على الذكاء الاصطناعي لمعالجة تحديات واقعية في الممارسات السريرية، تمهيداً لتطبيقها ضمن برنامج تدريبي تجريبي في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي.

وقالت إليزابيث جوفيرو، الرئيس التنفيذي للتمريض في كليفلاند كلينك أبوظبي: «يقف الممرضون عند تقاطع العلم والإنسانية، حيث تتحول المعرفة إلى شفاء، وتتحول الرحمة إلى فعل. في هذا العصر المليء بالابتكار السريع، توفر التكنولوجيا إمكانيات استثنائية، لكن قوتها العظمى لا تتجلى إلا عندما تُوجَّه بقلوب وأيادي الممرضين الذين يرون الإنسان خلف كل نقطة بيانات. من خلال المؤتمر السنوي للتمريض لهذا العام، نحتفل بمهمتنا المشتركة في احتضان الابتكار بروح التعاطف، لتمكين كل ممرض من القيادة بثقة، والرعاية بحكمة، واستخدام التكنولوجيا ليس فقط لتطوير الرعاية الصحية، بل لتحسين الحياة بالتعاطف».

ويُعزّز المؤتمر مكانته كمنصة رئيسية على جدول فعاليات التمريض في المنطقة، ويُبرز التزام مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي بتمكين الكفاءات التمريضية، ودعم الابتكار في القطاع الصحي، وترسيخ نهج القيادة الإنسانية القائمة على التسامح والمعرفة.

أخبار متعلقة :