ابوظبي - سيف اليزيد - أحمد مراد (الخرطوم، أبوظبي)
حذّر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للاتحاد الأفريقي بارفيه أونانغا-أنيانغا، خلال إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي، أمس، من تصاعد النزاعات وتعقيدها في بعض مناطق قارة أفريقيا، مشيراً إلى أن الصراع الدائر في السودان يمثل أكبر أزمة إنسانية ونزوح قسري في العالم، مرحباً بالجهود الدبلوماسية الأخيرة لإنهائه.
وأوضحت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أفريقيا مارثا بوبي، خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي الدوري حول التعاون بين الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية، بما في ذلك الاتحاد الأفريقي، أن قرار مجلس الأمن رقم 2719 يمثل خطوة مهمة لسد فجوة طويلة الأمد في هيكل السلام والأمن بالاتحاد الأفريقي؛ بهدف تعزيز قدرته على الاستجابة للنزاعات المسلحة بدعم من المجتمع الدولي.
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الخرطوم، عدنان حزام، إن الأوضاع الإنسانية في السودان تشهد تدهوراً متسارعاً، جراء استمرار النزاع المسلح الدائر منذ أبريل 2023، مما يفاقم معاناة ملايين المدنيين، الذين يجدون صعوبة بالغة في الحصول على مياه نظيفة وغذاء آمن.
وأضاف حزام، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن النزاع المسلح أسفر عن تدمير البنية التحتية، بما في ذلك المرافق الأساسية مثل المياه والكهرباء، إضافة إلى انهيار العديد من المرافق الصحية في مختلف المناطق، مما تسبب في انتشار مرض الكوليرا بشكل خطير.
ونوه بأن التقارير الميدانية لفرق اللجنة الدولية للصليب الأحمر تشير إلى سرعة انتشار الكوليرا، في ظل تعرض البنية التحتية الأساسية لأضرار بالغة ودمار هائل، مؤكداً أن السودان يشهد أسوأ تفش للكوليرا في السنوات الأخيرة، لا سيما مع حرمان ملايين الأشخاص من الوصول إلى المياه النظيفة والرعاية الصحية.
وأشار حزام إلى أن ما يشهده السودان حالياً يتطلب تحركاً سياسياً ودبلوماسياً وإنسانياً عاجلاً لا يقتصر على الاستجابة الفورية للاحتياجات الأساسية للمدنيين، بل يضمن أيضاً وصول المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب وبشكل فعال، مؤكداً أن الأوضاع الراهنة تستدعي التزاماً جاداً بالقانون الدولي الإنساني، وحماية العمل الإنساني من قبل جميع أطراف النزاع، باعتباره التزاماً قانونياً وواجباً جماعياً لتخفيف معاناة المدنيين.
وطالب منظمات المجتمع الدولي بعدم غض الطرف عن حقيقة الواقع المأساوي في السودان، لا سيما أن تدهور الأوضاع الإنسانية لا يقتصر تأثيره على المدنيين داخل البلاد فحسب، بل يمتد أثره إلى دول الجوار والمنطقة بأكملها.
وذكر حزام أنه خلال النصف الأول من العام الجاري، تمكنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتعاون مع بعض الشركاء المحليين والإقليميين من إيصال المساعدات الإنسانية لنحو 1.1 مليون شخص متضرر، خاصة في مجالات المياه والغذاء والصحة، مؤكداً أن هذا الدعم لم يكن ممكناً لولا المساهمات المقدمة من الدول المانحة، وفي مقدمتها الدول الخليجية، التي تلعب دوراً محورياً في التخفيف من حدة الأزمة الإنسانية المتصاعدة.
أخبار متعلقة :