5400 انتهاك حوثي ضد القطاع الصحي في اليمن

ابوظبي - سيف اليزيد - أحمد شعبان (عدن، القاهرة)

أكد تقرير حقوقي أن ميليشيا الحوثي الإرهابية ارتكبت 5423 انتهاكاً بحق القطاع الصحي والعاملين فيه في عدد من المحافظات اليمنية، خلال الفترة من 2017 حتى 2024م.
وأوضحت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، في تقريرها، أن الانتهاكات شملت القتل والإصابة والاختطافات والإخفاء القسري وتدمير المرافق الصحية، إلى جانب الاستيلاء على سيارات الإسعاف والمساعدات الطبية وتحويلها لأغراض عسكرية.
تزامناً، تشهد بعض المحافظات اليمنية تفشياً متزايداً لمرض «الكوليرا»، مما يفاقم تداعيات الأزمة الإنسانية الحادة التي يُعانيها ملايين اليمنيين منذ أكثر من 10 أعوام. وبحسب تقديرات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، فإن اليمن سجل في الـ18 شهراً الماضية أكثر من 332 ألف إصابة بالكوليرا، و1073 حالة وفاة.
واعتبر مدير مكتب حقوق الإنسان في أمانة العاصمة صنعاء، فهمي الزبيري، أن الكوليرا في اليمن يُعد وباءً يتغذى على الحرب التي أشعلتها جماعة الحوثي، وأدت لانهيار البنية التحتية، بما في ذلك شبكات المياه والصرف الصحي، مما أجبر ملايين السكان على استهلاك مياه ملوثة. وأوضح الزبيري، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن تلوث مياه الشرب واختلاطها بالصرف الصحي في القرى والمدن شكل بيئة مثالية لانتشار مرض الكوليرا، مشيراً إلى أن الفقر وانعدام الأمن الغذائي جعل أجساد الأطفال والنساء أكثر هشاشة أمام الأمراض المعدية. وقال: إن الأطفال والنساء هم الضحايا الأبرز للوباء، إذ يشكل الأطفال دون سن الخامسة الفئة الأكثر عرضة للوفاة، بسبب الجفاف الناجم عن الإسهال الحاد، إضافة إلى أن تفشي المرض يفاقم أزمات الفقر والنزوح. 
من جانبه، أوضح وكيل وزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان اليمنية، نبيل عبد الحفيظ، أن اليمن يواجه حالة صحية صعبة مع تزايد الإصابات بمرض الكوليرا خلال فصل الصيف، مشيراً إلى أن وزارة الصحة اليمنية تبذل جهوداً متواصلة للتعامل مع المرض في المناطق الخاضعة للحكومة الشرعية، لكن المشكلة تكمن في مناطق سيطرة الحوثيين، لا سيما السواحل الغربية، حيث تزداد حالات الإصابة بالوباء.
وقال عبد الحفيظ، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن جماعة الحوثي تعمدت إغلاق بعض المستشفيات، وخصصت بعضها لعلاج عناصرها، فيما حرم المواطنون من خدماتها.
وأضاف أن الجماعة الانقلابية رفضت توزيع اللقاحات خلال جائحة «» واعتبرتها سلاحاً خارجياً، مما أدى إلى وفاة مئات المواطنين، مشيراً إلى أنها حولت وزارة الصحة في مناطق سيطرتها إلى سوق سوداء للأدوية بعد نهبها وإعادة بيعها بأسعار مرتفعة.