مدينة أشباح
على الرغم من إعلان السلطات إعادة فتح المدارس، فإن الحياة في كياوكمي ما زالت شبه متوقفة. السوق الرئيس الذي كان يعجّ بالحركة بات خاليًا، وأغلق العديد من الباعة أكشاكهم فور رؤية الصحفيين المرافقين لبعثة حكومية نادرة.
وخلال الزيارة التي سُمح بها لمصور من وكالة «AP»، وضمن وفد إعلامي موالٍ للجيش، ظهرت آثار الدمار واضحة في مباني المحكمة ومركز الشرطة والمساكن الحكومية، بينما نُقلت أنشطة المستشفى إلى معبد صيني قريب، بعد تضرر مبناه بشكل كبير.
والصور التي التقطتها الوكالة أظهرت شوارع خالية تقريبًا، وسيارات إطفاء محترقة، بينما بقيت منازل المدنيين أقل تضررًا باستثناء تلك الواقعة قرب المنشآت الحكومية. مع ذلك، فرّ معظم سكان البلدة، البالغ عددهم نحو 46 ألف نسمة، ولم يعد سوى عدد محدود منهم.
تبادل للاتهامات
تبادل الطرفان المتحاربان الاتهامات بشأن المسؤولية عن حجم الأضرار، فالميليشيا العرقية التي كانت تسيطر على كياوكمي سابقًا، وهي جيش التحرير الوطني - التانغ، اتهمت القوات الحكومية باستخدام الغارات الجوية والأسلحة الثقيلة، بينما حمّل الجيش الميليشيا مسؤولية تدمير المباني في أثناء انسحابها.
موقع إستراتيجي
تتمتع كياوكمي بموقع إستراتيجي مهم على الطريق السريع الذي يربط وسط ميانمار بالصين، ما جعلها هدفًا متكررًا للقتال. وتبعد المدينة نحو 115 كيلومترًا شمال شرق ماندالاي، ثاني أكبر مدن البلاد، وانتقلت السيطرة عليها أكثر من مرة منذ الانقلاب العسكري الذي أطاح بحكومة أونغ سان سو تشي المنتخبة. وفي أغسطس 2024، سيطر جيش التحرير الوطني - التانغ، وهو فصيل مسلح يمثل أقلية بالونغ العرقية، على المدينة ضمن سلسلة من المكاسب الميدانية للمعارضة. لكن القوات الحكومية استعادت السيطرة عليها في الأول من أكتوبر 2025، بعد معركة استمرت ثلاثة أسابيع، في انتصار وصفته السلطات بأنه «إستراتيجي» قبل الانتخابات المقررة نهاية العام.
طريق مدمر
يمتد الطريق المؤدي إلى كياوكمي على مسافة 55 كيلومترًا من بلدة ناونغكيو، التي استعادها الجيش في يوليو الماضي. وعلى جانبي الطريق تنتشر المباني المدمرة بالقصف والرصاص، ونقاط تفتيش عسكرية كل نصف كيلومتر تقريبًا، يديرها جنود جدد، في مشهد يعكس التوتر الأمني المستمر. وعلى الرغم من أن الجسر الرئيس المؤدي إلى البلدة لا يزال قائمًا، فإنه تضرر ويخضع حاليًا للإصلاح، بينما تواصل السلطات تقييد حركة الصحفيين، ومنعتهم من دخول أحياء سكنية وصفتها بأنها «غير آمنة» بسبب الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة التي لا تزال متناثرة في المنطقة.
الخوف من العودة
أكد سكان محليون أن جزءًا صغيرًا فقط من الأهالي عاد إلى منازلهم منذ استعادة الجيش السيطرة على البلدة. وقال أحد السكان الذين بقوا على الرغم من القتال إن أغلب الأهالي فرّوا العام الماضي، وإن من تبقى فعل ذلك لعدم قدرته على مغادرة المنطقة.
وتقع كياوكمي حاليًا قرب خط المواجهة بين القوات الحكومية وميليشيات الأقليات العرقية، وسط حرب أهلية طاحنة لم تهدأ منذ الانقلاب العسكري قبل أربع سنوات. وفي حين يسعى الجيش إلى تعزيز سيطرته قبل الانتخابات المقبلة، تواصل الميليشيات العرقية حشد قواتها في التلال المحيطة، ما يجعل مستقبل البلدة وسكانها غامضًا في ظل غياب أي بوادر لتسوية سياسية قريبة.
كانت هذه تفاصيل خبر كياوكمي.. بلدة ميانمارية تنهار وسط صراع السيطرة لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على الوطن أون لاين وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.
أخبار متعلقة :