ابوظبي - سيف اليزيد - أحمد عاطف (عدن، القاهرة)
اقتحم مسلحون حوثيون، أمس، مقر الهيئة الطبية الدولية في العاصمة اليمنية صنعاء، واحتجزوا عدداً من العاملين فيها. وقال مصدر محلي مطلع، إن عناصر حوثية مسلحة اقتحمت مقر «الهيئة»، جنوبي صنعاء، واعتقلت عدداً من الموظفين المحليين للتحقيق معهم. وأضاف المصدر أن «العناصر الحوثية عبثت بمحتويات المقر وصادرت بعض الأجهزة».
وأوضح محمود الطاهر، المحلل السياسي اليمني، أن ما تقوم به ميليشيات الحوثي بشن حرب على المنظمات الإنسانية العاملة في مناطق سيطرتها ينعكس سلباً على ملايين اليمنيين، مشيراً إلى أن الجماعة الانقلابية تمارس ضغوطاً متزايدة على العاملين في المنظمات الدولية، وتفرض قيوداً على تحركاتهم، وتمنع بعضهم من مزاولة مهامهم من دون إذن مسبق من أجهزة الأمن الحوثية.
وقال الطاهر، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن هذه الإجراءات تهدف إلى إخضاع النشاط الإنساني لمنظومة تابعة للجماعة، والتي تعمل على استبدال المنظمات الدولية بكيانات خاضعة لسيطرتها.
في السياق، قال الخبير في الشؤون الأمنية، ياسر أبو عمّار، إن صنعاء فقدت منذ فترة طويلة مقومات البيئة الآمنة لعمل المنظمات الدولية، لكن التصعيد الأخير ضد موظفي الإغاثة والمنظمات الإنسانية يكشف عن تحول نوعي في طريقة تعامل الحوثيين مع الوكالات الأممية والدولية.
وأضاف أبو عمار، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن ميليشيات الحوثي لم تعد تكتفي بمراقبة أنشطة المنظمات الإنسانية، بل انتقلت لمرحلة الاستهداف الممنهج للعاملين فيها، عبر الاعتقالات والملاحقات الأمنية. وأشار إلى أن هذه الممارسات تهدف إلى تحقيق هدفين، الأول توجيه رسالة إلى الداخل والخارج بأن صنعاء لا يمكن أن تتحرك فيها أي جهة من دون إذن الحوثيين، والثاني يتمثل في السيطرة على موارد المساعدات الإنسانية وإعادة توزيعها، بما يخدم مجهودهم الحربي.
أخبار متعلقة :