بوليتيكو: أزمات الشرق الأوسط تؤكد أهمية الرياض حليفاً لواشنطن

الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من واشنطن: تتوالى التحليلات السياسية التي ترصد الوزن الثقيل للسعودية في معادلات السياسية والاقتصاد على المستوى العالمي تزامناً مع زيارة ولي العهد الأمير لواشنطن اليوم (الثلاثاء)، فقد أشارت "بوليتيكو" إلى أن أزمات الشرق الأوسط المتفاقمة في العامين الأخيرين، لها مفعول السحر في قاعة الولايات المتحدة بأهمية الرياض كشريك استراتيجي لا غنى عنه.

فقد شهدت واشنطن هذا الأسبوع نشاطًا سياسيًا واقتصاديًا ملحوظًا قبل اللقاء المرتقب بين الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء. وتعكس هذه الخطوة نفوذ الرياض في العاصمة الأميركية، وصولًا إلى الكونغرس ومراكز التأثير.

وسيحضر ولي العهد غداءً وعشاءً مع ترامب، بينما يستعد عشرات من كبار الرؤساء التنفيذيين للمشاركة في منتدى الاستثمار السعودي–الأميركي في مركز كينيدي، وفقًا لموقع "بوليتيكو".

تشير المصادر الأميركية إلى أن انضمام إلى "اتفاقيات أبراهام" لم يعد شرطًا لفتح أبواب الشراكة الأوسع بين واشنطن والرياض، وفقًا للتقرير.

يقول جايسون غرينبلات، أحد مهندسي اتفاقيات أبراهام خلال إدارة ترامب الأولى، إن انضمام السعودية للاتفاقيات مفيد للولايات المتحدة وإسرائيل، "لكن في حال تعذر ذلك حاليًا، تبقى واشنطن بحاجة إلى سعودية آمنة ومستقرة".

وترى مصادر أميركية مطلعة على ملفات العلاقات الأميركية أن اضطرابات الشرق الأوسط، من حرب غزة وتداعياتها إلى ضربات لبنان والتغيرات في سوريا، أسهمت في تعزيز النظرة الأميركية لدور المملكة.

وصرح أحد هذه المصادر: "عامان من الصراع جعلا المؤسسات الأميركية تدرك أهمية وجود حليف قوي وموثوق في المنطقة مثل السعودية".

في مايو (آيار)، عاد كبير الجمهوريين مايكل ماكول من زيارة إلى الرياض ضمن وفد برلماني مشترك قاده مايك لولر وشيلا شيرفيلوس–ماكورميك.
أكد المتحدث باسم لولر أن الشراكة الأميركية–السعودية "أساسية لعزل إيران ووكلائها وتوسيع اتفاقيات أبراهام وتعزيز الاستقرار الإقليمي"، مشيرًا إلى مشروع قانون قدمه النائب لتسريع مراجعات صفقات الأسلحة للدول الشريكة.

إلى جانب الملفات الأمنية، تدرس الإدارة الأميركية اتفاقًا واسعًا يشمل ترتيبات جديدة مع السعودية، منها تسهيل حصول الرياض على الشرائح الأميركية المتطورة (AI chips) ودعم برامج الطاقة النووية السلمية.

وفقًا لتسريبات صحافية، تتعامل شركات التقنية بحذر في التعليق العلني على هذه المشاريع، لكن وجودها في الرياض خلال مؤتمرات كبرى مثل "مبادرة مستقبل الاستثمار" يعكس ثقل السعودية في المشهد التكنولوجي العالمي.

ووثق مراسلون حضروا مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" ظهور ولي العهد خلال الجلسات، بما في ذلك الجلسة التي حضرها إلى جانب دونالد ترامب الابن، وشارك فيها رئيس سوريا، أحمد الشرع.

ويعتبر مراقبون أن هذا "المشهد الرمزي" يعكس تحولات موازين القوى في المنطقة، ويظهر أن الاضطراب الإقليمي عزز دور الرياض كركيزة أساسية في الحسابات الجيوسياسية الأميركية، وفقًا للتقرير.

أخبار متعلقة :