ترامب يبدأ عملية تصنيف فروع لـ«الإخوان» منظمات إرهابية

ابوظبي - سيف اليزيد - شعبان بلال (واشنطن، القاهرة)


وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، أمراً تنفيذياً لمباشرة إجراءات تصنيف بعض من فروع جماعة الإخوان «منظمات إرهابية أجنبية».
 وجاء في الأمر التنفيذي «يطلق هذا الأمر عملية يتم بموجبها اعتبار بعض من فروع جماعة الإخوان أو أقسامها الفرعية منظمات إرهابية أجنبية»، مع الإشارة خصوصاً إلى فروع الإخوان في لبنان ومصر والأردن. ويشير الأمر التنفيذي إلى أن تلك الفروع ترتكب أو تسهل أو تدعم العنف وحملات زعزعة الاستقرار التي تضر بمناطقها، ومواطني ومصالح الولايات المتحدة. 
 وشدد خبراء ومحللون، في تصريحات لـ«الاتحاد»، على أهمية الإجراءات الأميركية الرامية إلى تصنيف جماعة الإخوان منظمة إرهابية، مما يهدد بالقضاء على مستقبل التنظيم المتورط في العديد من الانتهاكات والجرائم في دول عدة. 
 وقال الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والجماعات الإسلامية، منير أديب، إن التوجه الأميركي نحو وضع جماعة الإخوان على قوائم الإرهاب، نقطة تحول حقيقية في مستقبل التنظيم، لا سيما أن تأثير هذا التوجه لن يقتصر على الولايات المتحدة وحدها، بل سيمتد إلى أوروبا والشرق الأوسط أيضاً، مضيفاً أن رفع الغطاء الأميركي عن الإخوان وعن الجمعيات المرتبطة بهم سيضعف التنظيم بصورة كبيرة ويقوض حضوره.
وأوضح أديب، في تصريح لـ «الاتحاد»، أن دولاً ومدناً أخرى ستتأثر بشدة إذا اتخذت واشنطن هذا القرار، وعلى رأسها العاصمة البريطانية لندن، مما سيؤدي إلى تراجع القوة السياسية للتنظيم، وضرب مصادر تمويله المتنوعة، وهي الركيزة الأساسية لبقاء الجماعة.
 وبين أن القرار الأميركي المنتظر قد يمثل بداية النهاية للتنظيم الإخواني، بحيث لا يبقى منه سوى أفكار قد تعود للظهور من حين لآخر، ولكن من دون وجود تنظيمي أو هيكلي. 
 وأشار أديب إلى أن التحرك الأميركي ستكون له انعكاسات واضحة على وجود الإخوان في منطقة الشرق الأوسط التي واجهت التنظيم بقوة خلال السنوات الماضية، منوهاً بأن واشنطن ستتجه إلى التعامل مع الدول التي دعمت الجماعة ولا تزال، سواء سياسياً أو مادياً، مما يعني أن المواجهة القادمة لن تقتصر على التنظيم، بل ستشمل شبكات الدعم والأطراف التي تقف خلفه.
من جانبه، أوضح إسلام الكتاتني، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن جماعة الإخوان كانت تستخدم طوال العقود الماضية كأداة رئيسية لتنفيذ العديد من مخططات تفكيك المنطقة، وأن الوضع السياسي الحالي في واشنطن يختلف عما كان عليه سابقاً، حيث يمتلك الرئيس الأميركي ترامب الآن الأغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب، مما يمنحه القدرة التشريعية لتمرير قرار حظر الجماعة بسهولة إذا توافرت الإرادة السياسية.
وأفاد الكتاتني بأن تفعيل هذا القرار سيكون له تداعيات خطيرة ومصيرية على مستقبل الجماعة، التي قد تنهي التنظيم فكرياً وتنظيمياً، حيث إن مثل هذا القرار سيشجع دولاً أخرى على اتخاذ المنحى نفسه، خاصة في ظل وجود رفض شعبي ورسمي متزايد للجماعة في المنطقة العربية، وإجراءات تضييق مستمرة في دول أوروبية، مثل فرنسا وألمانيا والنمسا والسويد.
وأوضح عمرو فاروق، الباحث في شؤون الجماعات الأصولية وقضايا الأمن الإقليمي، أنه رغم الانطباع الإيجابي لتصريحات الرئيس ترامب حول تصنيف الإخوان على قوائم الإرهاب، في محاصرة التنظيم في العمق العربي والغربي، ورفع الدعم المالي والسياسي والإعلامي عن قواعده التنظيمية، فإن القرار يحمل مجموعة من التحفظات التي ربما تعرقل مسار تحقيقه عملياً، أهمها أن قرار تصنيف الإخوان يخضع لمجموعة من الإجراءات والموافقات المرتبطة بعدد من الجهات، منها وزارة الخارجية ووزارة الخزانة وهيئة المخابرات الأميركية وهيئة الإدارة الفيدرالية والكونغرس الأميركي، فضلاً عن عرضه على المحكمة القضائية قبل إعلانه في السجل الفيدرالي.
وأشار فاروق، في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى أنه من ضمن الإشكاليات صعوبة التصنيف الشامل لجماعة الإخوان «الأم»، في ظل عدم وجود ما يعرف بجماعة الإخوان في الولايات المتحدة، وإنما مؤسسات مشهرة رسمية، مما يعني أن الجماعة تتحرك في إطار علني وليس سرياً، ولا تحمل لافتات الجماعة، وبالتالي فالتصنيف ربما يضع عدداً من المؤسسات المحسوبة فكرياً على المشروع الإخواني في حرج.

أخبار متعلقة :