إلى أي مدى تعيد هيمنة الصين على الطاقة النظيفة تشكيل ملامح صناعة الطاقة عالمياً؟

شكرا لقرائتكم خبر عن إلى أي مدى تعيد هيمنة الصين على الطاقة النظيفة تشكيل ملامح صناعة الطاقة عالمياً؟ والان مع بالتفاصيل

دبي - بسام راشد - أخبار الفوركس اليوم FX News Today

2025-11-14 19:19PM UTC

المنقح: محمد غيث

الكاتب: يوسف عمر

تدقيق: خالد سلطان

انطلقت يوم الاثنين في البرازيل أعمال مؤتمر الأمم المتحدة السنوي للمناخ، COP30، وسط غياب لافت للولايات المتحدة. ففي خطوة سياسية غير مسبوقة، لم ترسل واشنطن أي تمثيل رفيع المستوى إلى المؤتمر، الذي يُعدّ أكبر وأهم فعالية دولية من نوعها. ويأتي هذا الغياب بعد قرار إدارة ترامب الانسحاب من اتفاق باريس للمناخ. وبينما تتراجع أكبر اقتصاد في العالم عن مبادرات إزالة الكربون والطاقة النظيفة، يواصل باقي العالم التقدم بوتيرة متسارعة.

ويرى كثير من الخبراء أن التحول الأمريكي بعيدًا عن توسيع مشاريع الطاقة النظيفة يفتح المجال أمام منافسين، وعلى رأسهم الصين.

فرغم أن الرئيس الصيني شي جين بينغ لن يحضر قمة COP30، فإن الحضور والتأثير الصينيين سيكونان قويين. وجاء في تقرير لموقع “سمافور” أن “القمة ستُظهر حجم التقدم الذي حققته الصناعة الصينية للتكنولوجيا النظيفة في أمريكا اللاتينية”، مضيفًا أن “البرازيل اختارت سيارات كهربائية صينية لنقل المشاركين، في إشارة إلى أن العالم يمضي قُدمًا حتى من دون القيادة السياسية والتكنولوجية الأمريكية”.

ويبدو هذا القول في محله. فعلى المستوى العالمي، يواصل العالم تحقيق مكاسب تاريخية في نشر الطاقة المتجددة وتوسيع جهود التحول الكهربائي، إذ تجاوزت مصادر الطاقة المتجددة هذا العام الفحم كأكبر مصدر لإنتاج الكهرباء عالميًا، في إنجاز تاريخي. وقد أضافت الصين وحدها 300 غيغاواط من قدرات الطاقة الشمسية والرياح منذ بداية العام، وهو ما يقارب خمسة أضعاف إجمالي القدرة المتجددة في المملكة المتحدة.

وليس الأمر مقتصرًا على الصين وأوروبا والدول الغنية وحدها. فعدد متزايد من الدول النامية—من أمريكا الجنوبية وأفريقيا وجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط—بات ضمن أسرع الدول نموًا في اعتماد الطاقة النظيفة.

ويعود ذلك إلى تغيّر اقتصاديات الطاقة المتجددة، ولا سيما انخفاض تكلفة تقنيات الطاقة الشمسية وتوفرها بكميات كبيرة. فبفضل فيض من الألواح الشمسية الرخيصة ومكونات توربينات الرياح القادمة من الصين، تجاوزت دول مثل البرازيل وتشيلي والسلفادور والمغرب وكينيا وناميبيا الولايات المتحدة في مساراتها نحو الطاقة النظيفة. ووفقًا لتقديرات “ييل إنفيرونمنت 360”، فإن نحو 63% من أسواق الطاقة الناشئة في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية تعتمد على الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء بنسبة أكبر من الولايات المتحدة.

وتشير شبكة CNN إلى أن “بعض الدول تحقق انتقالات سريعة ومذهلة للطاقة، حيث تضيف الطاقة الشمسية بوتيرة جعلتها مصدرًا رئيسيًا للكهرباء خلال سنوات قليلة—لا عقود”. ومن الأمثلة البارزة باكستان، التي أصبحت “واحدة من أكبر الدول الجديدة اعتمادًا للطاقة الشمسية” في فترة زمنية قصيرة للغاية.

وقال يان روزنوه، رئيس برنامج الطاقة في معهد التغيير البيئي بجامعة أكسفورد، لإذاعة NPR هذا العام: “لم نشهد من قبل نشر الطاقة الشمسية بهذا الحجم وفي فترة زمنية قصيرة كهذه في أي مكان حول العالم”.

هذا التحول الهائل لم يكن ليحدث لولا الانخفاض الحاد في تكاليف تقنيات الرياح والطاقة الشمسية، وهو انخفاض ما كان ليحدث لولا التصنيع الصيني واسع النطاق. وقال لارس نيتر هافرو، رئيس أبحاث الاقتصاد الكلي للطاقة في “ريستاد إنرجي”، لشبكة CNN: “لقد بدأ العالم يجني فوائد هذا التوسع، ما مكّن الاقتصادات الناشئة من اغتنام الفرصة والقفز إلى عصر الطاقة الجديد”.

وقد عزّز هذا الحجم الكبير من التصنيع الصيني للطاقة النظيفة—إلى جانب انخفاض تكلفته—هيمنة الصين شبه الكاملة على سلاسل توريد الطاقة النظيفة عالميًا، وأكسبها نفوذًا متزايدًا في اقتصادات ناشئة عبر العالم. كما أنه يُعدّ العامل الوحيد الذي يبقي إزالة الكربون ممكنة بالنسبة لكثير من الدول، بعد فشل خطط أخرى لتمويل الانتقال الطاقي—بما في ذلك الوعود غير المحققة بالتمويل المناخي.

أخبار متعلقة :