الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من الدوحة: حكمت قطر، على زعيم الطائفة البهائية في البلاد ريمي روحاني بالسجن لمدة خمس سنوات، بعد نشره منشورًا على وسائل التواصل الاجتماعي قيل إنه "يلقي بظلال من الشك على أسس الدين الإسلامي"، وفقًا لمسؤولين في الأمم المتحدة ومنظمات بهائية وتقارير إعلامية دولية.
تم اعتقال ريمي روحاني، 71 عاما، لأول مرة في 28 أبريل (نيسان)، وقال مصدر مطلع لـ هيومن رايتس ووتش إن المحاكم القطرية رفضت طلب محامي روحاني بمراجعة وثائق المحكمة التي تحدد التهم والأدلة ضده.
وقالت الجماعة البهائية العالمية إن المنشورات ناقشت "مبادئ مثل العدالة والمساواة بين الرجال والنساء، وتكريم الوالدين وتربية الأبناء بأخلاق حميدة، والدعوة إلى الأعمال الصالحة وخدمة الإنسانية".
انتهاك المبادئ والقيم الاجتماعية
كما وجهت إلى روحاني تهمة انتهاك المبادئ والقيم الاجتماعية باستخدام تكنولوجيا المعلومات، بموجب المادة 8 من قانون منع الجرائم الإلكترونية لعام 2014، ونشر مواد تدعو إلى تبني "مبادئ هدامة" وتروج لاعتمادها، بموجب المادة 47 (ب) من قانون المطبوعات والنشر لعام 1979، استنادا إلى وثائق المحكمة التي راجعتها هيومن رايتس ووتش.
وفي يوم الأربعاء، أدانت لجنة مؤلفة من ثلاثة قضاة من المجلس الأعلى للقضاء في قطر روحاني، ورفضت محاولات الدفاع لتخفيف العقوبة. وذكرت التقارير أن زعيم البهائية البالغ من العمر 71 عامًا يعاني من مشكلة في القلب، مما دفع الدفاع إلى طلب تخفيف العقوبة ضده.
حرية الدين والمعتقد
ووصفت ممثلة مكتب جنيف لدى الأمم المتحدة، صبا حداد، قرار المجلس بأنه "خرق خطير وانتهاك جسيم للحق في حرية الدين أو المعتقد، وهجوم على ريمي روحاني والمجتمع البهائي في قطر".
ودعا مكتب حداد في منشور على تويتر المجتمع الدولي "إلى حث حكومة قطر على الالتزام بالقانون الدولي وضمان الإفراج الفوري عن السيد روحاني".
انتهاك حقوق الإنسان
قالت حداد لـ هيومن رايتس ووتش: "إن سجن ريمي روحاني بناءً على سلسلة من التهم الباطلة، المتجذرة فقط في هويته الدينية وأنشطته، يُعدّ انتهاكًا خطيرًا لقانون حقوق الإنسان وانتهاكًا جسيمًا للحق في حرية الدين أو المعتقد". وأضافت: "هذا الهجوم على ريمي روحاني هو هجوم على جميع البهائيين في قطر، وعلى مبدأ حرية الضمير بحد ذاته".
قال مايكل بيج، نائب مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: "إن سجن ريمي روحاني لخمس سنوات، بناءً على سلسلة من التهم الجائرة المتجذرة حصرًا في هويته الدينية وأنشطته داخل الطائفة البهائية القطرية، يُعد انتهاكًا خطيرًا لقانون حقوق الإنسان. على السلطات القطرية احترام الحريات الأساسية والإفراج الفوري عن روحاني".
الاعتقال في شتاء 2024
يُزعم أن روحاني قد اعتُقل من قبل السلطات القطرية في 23 ديسمبر (كانون الأول) 2024، بتهمة جمع التبرعات دون إذن من مديري هيئة تنظيم الأعمال الخيرية في عامي 2013 و2014. وقد غُرِّم 50 ألف ريال قطري وحُكم عليه بالسجن لمدة شهر.
وزعمت الجماعة البهائية في ذلك الوقت أن "المحكمة القطرية اتهمت السيد روحاني في قضية تحيزية تم الحكم عليها غيابيا".
الدوحة ترحل البهائيين
في حين تركز العديد من التقارير على إساءة إيران للمجتمع الديني ، فقد سبق لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أن أدانت ترحيل الدوحة لقادة البهائيين.
وأصدرت السلطات القطرية أمر ترحيل بحق وحيد بهجي في يناير (كانون الثاني) 2025، بزعم "الإخلال بالنظام العام".
غادر بهجي، أحد أعضاء الجمعية الروحية الوطنية للبهائيين، في شهر مارس/آذار، ومنذ ذلك الحين وجد نفسه مدرجًا على القائمة السوداء في البلد الذي أقام فيه منذ ولادته.
ولم تكن لدى بهجي أية مشاكل قانونية على الإطلاق مع الحكومة، ولم يتم تقديم أي مبرر له فيما يتعلق بترحيله، وفقًا لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان.
ما هي الديانة البهائية؟
البهائية، هي ديانة إبراهيمية توحيدية تؤكد في مبدأها الأساسي على الوحدة الروحية للجنس البشري. وترتكز الديانة البهائية على ثلاثة أعمدة تشكل أساس تعاليم هذه الديانة: وحدانية الله، بمعنى أن هناك خالق واحد فقط وهو الله الذي هو مصدر كل الخلق.
ووحدة الدين، أي أن جميع الديانات الكبرى لديها نفس المصدر الروحي، وتأتي من نفس الخالق، ووحدة الإنسانية، والتي تعني بأن جميع البشر قد خُلقوا متساوين رغم تنوعهم، حيث يتم النظر إلى التنوع العرقي والثقافي على أنه يزيد من جمال العائلة الإنسانية، ويُشار إليه في الكتابات البهائية بـ الوحدة في التنوع.
وفقًا للكتابات البهائية، الغرض من حياة الإنسان هو تهذيب الروح وتهيئتها لحياتها الأبدية في العوالم الأخرى، وكل جهد للفرد في تمثله بالصفات الإلهية والفضائل والقيم هو بمثابة صقل لمرآة الروح.
كما أن تفعيل القدرات الروحية الكامنة في جوهر الإنسان هي عملية تستمر مدى الحياة وتساعد في التقرب إلى الله. وحسب اعتقاد البهائيين، يمكن معرفة ومحبة الله من خلال وسائل متعددة، مثل الدعاء والصلاة وسائر العبادات، وممارسة التأمل والتفكير، والعمل بموجب التعاليم الإلهية، وخدمة الإنسانية.
وتؤسس الأقلية الدينية عقيدتها على الباب وبهاءالله، وهما رجلان مقدسان يعتبران رسولين إلهيين، وقد أعلن الباب في منتصف القرن التاسع عشر أنه مقدر له أن يحول الحياة الروحية للبشرية من خلال رسالة إلهية.
في حين أن البهائيين يعترفون بالعديد من الشخصيات الدينية الإبراهيمية والمعترف بها دولياً كمعلمين إلهيين، بما في ذلك إبراهيم، وكريشنا، وزرادشت، وموسى، وبوذا، وعيسى، ومحمد، فقد واجهوا الاضطهاد والتمييز في الشرق الأوسط.
أخبار متعلقة :