عاهل البحرين: الأمن الخليجي "قاعدة ذهبية"وأمير الكويت: الاعتداء على عضو هو اعتداء على الجميع

الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من المنامة: قال عاهل البحرين، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، إن حماية الأمن الخليجي تُشكّل "قاعدة ذهبية" لعمل مجلس التعاون لدول الخليج العربية، تقوم على وحدة المصير، واحترام السيادة الوطنية، ومبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.


وأشار إلى أن العمل الخليجي المشترك يستمد قوته من "وشائج الأخوة والقربى"، وأن مسيرة مجلس التعاون قامت منذ تأسيسه على مبادئ التكامل والاندماج، بما يعزّز مكانته كقوة مؤثرة في الإقليم والعالم.

جاء ذلك في كلمة ألقاها، يوم الأربعاء، في افتتاح أعمال الدورة السادسة والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بحضور قادة دول المجلس وممثليهم، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، والأمين العام لمجلس التعاون، جاسم محمد البديوي.

ملك البحرين: بناء نموذج تنموي قادر على المنافسة العالمية

وأشار عاهل البحرين إلى أن مجلس التعاون استطاع، بفضل التزام دوله، بناء نموذج تنموي قادر على المنافسة العالمية، يقوم على الاستقرار، والأمن، والازدهار.

وأشاد بما تحقق من تقدم في مسارات التعاون المشترك، خاصة في مجالات الوحدة الاقتصادية والمواطنة الخليجية، معربًا عن تطلع الدول الأعضاء إلى استكمال مشروع الاتحاد الجمركي، وتعزيز السوق الخليجية المشتركة، وتوسيع الشراكات في مجالات الأمن الغذائي، والمائي، والاقتصاد الرقمي، والطاقة المتجددة.

وفي سياق حديثه عن التطورات الإقليمية، تطرّق الملك حمد إلى أهمية تبني الحوار والخيارات السياسية لمعالجة قضايا المنطقة، وفي مقدّمتها القضية الفلسطينية.
وجدّد دعوته إلى تنفيذ خطة السلام في غزة، بما يُمهّد لوقف التصعيد، ويؤسس لحل دائم وعادل يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

وعلى صعيد الأمن الإقليمي، شدد ملك البحرين على ضرورة حماية الملاحة البحرية والتجارة الدولية من أي تهديد، والعمل على إبقاء المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، بالتعاون مع تحالفات المجلس وشركائه الدوليين.

أمير الكويت: المجلس تجاوز تحديات إقليمية ودولية معقّدة

من جانبه، ألقى الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت ورئيس الدورة السابقة للمجلس، كلمة أكّد فيها تقديره للبحرين وشعبها على حفاوة الاستقبال وحسن التنظيم، مشيدًا بقيادة الملك حمد للدورة الحالية.

وأعرب أمير الكويت عن اعتزاز بلاده بما تحقق خلال رئاستها للدورة الخامسة والأربعين، مشددًا على أن المجلس "تجاوز تحديات إقليمية ودولية معقدة عبر وحدته وتماسكه"، ومؤكدًا أن أي اعتداء على دولة عضو "هو اعتداء على جميع دول المجلس".

وجدّد دعم الكويت لحقوق الشعب الفلسطيني، ورفض الاحتلال والعدوان على غزة، مؤكدًا تمسّك بلاده بآلية حل الدولتين.

البديوي: الأمن الخليجي واحد لا يتجزأ

من جهته، أبرز الأمين العام لمجلس التعاون، جاسم محمد البديوي، ما شهده العام من أحداث أثبتت أن "الأمن الخليجي أمن واحد لا يتجزأ"، مشيرًا إلى الهجمات التي طالت دولة قطر، ومؤكدًا أن دول المجلس هبّت للدفاع عنها باعتبار أمنها جزءًا من الأمن المشترك.

واستعرض البديوي أبرز ما تحقق خلال عام 2025، ومنها توسيع الشراكات الدولية، وتعزيز التعاون العسكري، وتقدّم خطوات التكامل الاقتصادي، واعتماد الاستراتيجيات الأمنية الجديدة، وإطلاق مشاريع مستقبلية في الاقتصاد الرقمي، والصناعة، والتشريعات الخليجية الموحدة.

عقب ذلك، عقد القادة جلسة العمل المغلقة، برئاسة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، لبحث الملفات الاستراتيجية المطروحة على جدول أعمال القمة.

وتأتي القمة الخليجية السادسة والأربعون في ظل تغيرات إقليمية ودولية متسارعة، ما يمنح الاجتماعات الحالية أهمية خاصة في تعزيز وحدة الصف الخليجي، وتطوير مسارات التعاون الأمني والاقتصادي، ودعم القضايا العربية، وفي مقدّمتها القضية الفلسطينية.