تابع الان خبر البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة يواصل ريادته العالمية بقصص نجاح طبية وإنسانية تمتد لـ35 عامًا حصريا على الخليج 365
بيروت - نادين الأحمد - يجسّد البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة مسيرة إنسانية وطبية رائدة على مدى 35 عامًا، مقدّمًا نموذجًا عالميًا فريدًا في عمليات فصل التوائم الملتصقة، ضمن الجهود النوعية التي تدعمها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ـ حفظهما الله. وقد عزّز البرنامج، التابع لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مكانة المملكة في المجال الطبي المتخصص بفضل مبادراته المتواصلة ورؤيته الإنسانية العميقة.
وبمناسبة اليوم العالمي للتوائم الملتصقة الذي يوافق 24 نوفمبر من كل عام، يستعرض المركز مسيرة طويلة من النجاحات التي حققها الفريق الطبي السعودي، والذي استطاع منذ تأسيس البرنامج قبل أكثر من ثلاثة عقود تقديم حلول طبية متقدمة لحالات من مختلف دول العالم. ونجح البرنامج في ترسيخ نفسه كمرجع طبي عالمي يُشار إليه، لما حققه من نتائج بارزة في هذا المجال الدقيق.
وتتجه أنظار العالم إلى التجربة السعودية بوصفها مزيجًا استثنائيًا يجمع بين العلم المتقدم والبعد الإنساني، إذ أسهمت عمليات الفصل في إنقاذ حياة عشرات الأطفال ومنحهم مستقبلًا جديدًا، بينما شكّلت مصدر طمأنينة لعائلات كانت تقف أمام واقع طبي شديد التعقيد. وقد ساهمت خبرات الكفاءات السعودية، ودقة التخطيط الطبي، في تحويل قصص معاناة إلى حكايات أمل تتناقلها القلوب قبل السطور.
ومن خلال توجيهات القيادة الرشيدة، أصبحت المملكة وجهة عالمية لاستقبال حالات التوائم الملتصقة من مختلف الدول، حيث يتكفل البرنامج بجميع مراحل العلاج، بدءًا من عملية التقييم الطبي ووصولًا إلى الجراحة والتأهيل، إضافة إلى تغطية تكاليف السفر والإقامة للمرضى وذويهم طيلة فترة وجودهم في المملكة، في خطوة تؤكد عمق الدور الإنساني السعودي وحرصه على دعم المحتاجين دون تمييز.
وخلال 35 عامًا، تمكن البرنامج من إجراء 67 عملية فصل ناجحة، بدأت أولها في عام 1990م بقيادة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة ورئيس الفريق الطبي والجراحي للبرنامج. كما قيّم الفريق 152 حالة من 28 دولة في خمس قارات، ما يعكس حجم الثقة الدولية بالخبرة السعودية في هذا المجال الطبي النادر.
وشاركت عدة جهات وطنية في تعزيز نجاح البرنامج، إذ يتولى قطاع الإخلاء الطبي بوزارة الدفاع نقل التوائم للعلاج، بينما يستضيف مستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال بالحرس الوطني الحالات ويُجري الفحوصات والعمليات اللازمة، في حين تسهم وزارة الخارجية بتسهيل إجراءات سفر المرضى وذويهم عبر سفارات المملكة في الخارج.
وفي عام 2024، نظم مركز الملك سلمان للإغاثة مؤتمرًا دوليًا بمناسبة مرور 30 عامًا على بدء البرنامج، برعاية خادم الحرمين الشريفين، وبمشاركة وزراء وخبراء دوليين متخصصين في المجال الطبي والإنساني. وجاء المؤتمر متزامنًا مع اليوم العالمي للتوائم الملتصقة، الذي تم اعتماده من قبل الأمم المتحدة بمبادرة سعودية، ليكون حدثًا عالميًا يُعنى بهذا التخصص النادر لأول مرة.
كما وقع المركز عددًا من الاتفاقيات المشتركة لتطوير خدمات ما بعد الفصل، من أبرزها اتفاقيات لتوفير الرعاية الصحية والتعليمية للتوائم في بلدانهم، وربط حالاتهم بقاعدة بيانات متخصصة لضمان متابعة متواصلة. ووقّع كذلك تعاونًا بحثيًا مع إمبريال كوليدج لندن ومستشفى جريت أورموند ستريت البريطاني لإجراء دراسات متقدمة حول التوائم الملتصقة.
ويخصص مركز الملك سلمان للإغاثة موقعًا إلكترونيًا للبرنامج يضم قاعدة بيانات متكاملة، وموادًا مرئية توثق الإنجازات، وطرق التواصل مع الفريق المختص، مما يسهم في تعزيز المعرفة الطبية حول هذا التخصص الإنساني الفريد.
أخبار متعلقة :