جدية: لم تكن دعوة الفرح مجرد دعوة زواج، بل كانت تذكرة سفر إلى الزمن الجميل

Advertisements

كانت فرحتي عظيمة، وسعادتي لا توصف، وأنا ألبّي دعوة فرح كريمة من المذيعة المميزة والإنسانة الراقية أماني عبد الرحمن السيد، مذيعة الأخبار بتلفزيون السودان، بمناسبة زواج ابنها المهندس الخير عارف الخير ذلك الشاب الذي يشبه اسمه خُلقا وصدقا، حقا وحقيقة. وكما يُقال لكل امرئ من اسمه نصيب فألف مبروك له وبيت مال وعيال، وأسأل الله أن يسعده وزوجته الأميرة الجميلة، وأن يحفظهما ويرعاهما ويكتب لهما حياة ملؤها المودة والطمأنينة.

لكن هذا الفرح كان بالنسبة لي فرحين؛ فرح المناسبة، وفرح اللقاء. لقاء زملاء المهنة… قدامى وجدد… تلك الوجوه الجميلة التي حملتني في رحلة عميقة إلى أيام لا تنسى، إلى تلفزيون السودان… وما أدراك ما تلفزيون السودان.

ذلك الصرح العظيم، وتلك المدرسة الحقيقية التي شهدت أولى خطواتي في عالم الإعلام، حين كنت صغيرة السن قليلة التجربة والمعرفة، لكن كبيرة الحلم والطموح. من هناك انطلقت، ومنه عبرت إلى العالم، وتعددت القنوات، وكبرت التجربة حتى أصبحت خبرة ذات ابعاد مختلفة لكن الجذور بقيت هناك… راسخة صادقة، لا تتغير.

حين كان صوت الموسيقى يعلو، والفنان يصدح، كنت أسرح مع كل لحن ومع كل وجه رأيته في تلك الليلة. وجوه أعادتني سنوات إلى الوراء، رأيت الأيام حاضرة أمامي، وأنا أتجول في ممرات واستديوهات ذلك الصرح الذي لم يكن مجرد مبنى أو شاشة، بل كان وجدان السودان.

كان جسرا حقيقيا أوصلنا بأهلنا في الداخل والخارج، وكيف لا، وهو وجدانهم الأول، ونافذتهم الأصدق قبل ظهور القنوات وتعدد المنصات.

لم تكن دعوة الفرح مجرد دعوة زواج، بل كانت تذكرة سفر إلى الزمن الجميل، وموعدا مع أسماء لها مكانتها، وذكريات نادرة تفجّرت محبة وحنينا عانقت الجميع، وكأنني أعانق الوطن نفسه… وطنا نحبه رغم الجراح، ونشتاق إليه كما كان.

شكرا لك أماني عبد الرحمن، السيدة الرقيقة، المهذبة، الأصيلة. كنتِ كما عهدناك دائما على العهد والوعد قائمة، فجمعتِني بأناس يسكنون القلب، ولا يغيبون عنه مهما ابتعدت المسافات.

طيلة ساعات ذاك الفرح كنت أتمنى من القلب عودة قريبة إلى سودان مستقر آمن بلا حرب… سودان يليق بأهله، وبذاكرته، وبمدارسه العريقة صروحه العظيمة وفي مقدمتها تلفزيون السودان.

فالأوطان، مثل الذكريات الجميلة، لا تموت… بل تنتظر لحظة سلام لتعود أجمل.

مسافات… جدية عثمان

القاهرة 25 ديسمبر 2025

كانت هذه تفاصيل خبر جدية: لم تكن دعوة الفرح مجرد دعوة زواج، بل كانت تذكرة سفر إلى الزمن الجميل لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

أخبار متعلقة :