ابوظبي - سيف اليزيد - طه حسيب (أبوظبي)
تشارك الإمارات بقمة منتدى «أبيك» بعد أيام قليلة من نجاحها في استضافة «المؤتمر العالمي للحفاظ على الطبيعة»، الذي انعقد في أبوظبي خلال الفترة من 9 إلى 15 أكتوبر، بهدف توحيد الجهود العالمية لحماية الطبيعة وتطوير حلول مستدامة لمواجهة التحديات البيئية، بما يؤكد ريادة الإمارات في حماية الطبيعة والتنوع البيولوجي، كما رسخت الدولة اهتمامها بالطبيعة بإصدار قرار بتعيين رزان خليفة المبارك مبعوثاً خاصاً لشؤون الطبيعة في وزارة الخارجية. وراكمت الدولة مساهماتها الكبرى في مؤتمرات الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، تكللت بخطوات كبرى في «كوب28» وإقرار «اتفاق الإمارات التاريخي» الذي نص للمرة الأولى على التحول نحو التخلي التدريجي عن الوقود الأحفوري.
والتركيز على الاستدامة، كإطار ناظم لمسيرة التنمية الإماراتية يظهر بوضوح عبر مبادرة «عام الاستدامة» التي انطلقت عام 2024 وتواصلت في عام 2024 من أجل نشر الوعي بقضايا حماية البيئة واستدامة الموارد وفتح الباب لمزيد من مشاركات أبناء المجتمع في الجهود الوطنية المرتبطة بقضايا حماية البيئة ومواجهة تداعيات التغير المناخي.
ونجحت الإمارات بالشراكة مع إندونيسيا، الدولة العضو في منتدى «أبيك»، في إطلاق «تحالف القرم من أجل المناخ» في عام 2022 خلال «كوب27» الذي انعقد بمدينة شرم الشيخ المصرية، مؤكدة جهودها الدولية في تحفيز العمل المناخي القائم على الطبيعة، والذي يحفظ التنوع البيولوجي ويكافح الاحترار في آن معاً.
وفي إطار التحالف الذي أطلقته الإمارات، أعلنت هدفها بزراعة 100 مليون شجرة قرم بحلول عام 2030، وأصبح التحالف يضم 43 دولة تتعهد بتوسيع رقعة أشجار القرم كأحد الحلول القائمة على الطبيعة لكبح التغير المناخي، والحد من ارتفاع حرارة الأرض والإبقاء عليها في حدود درجتين ونصف مئويتين فقط بحلول عام 2030.
وقبل 3 سنوات تقريباً، ومن أجل تعزيز أمن الطاقة ونشر تطبيقات التكنولوجيا النظيفة ودعم العمل المناخي، وقّعت الإمارات مع الولايات المتحدة الأميركية، العضو في «أبيك»، اتفاقية لاستثمار 100 مليار دولار في تنفيذ مشروعات للطاقة النظيفة تبلغ طاقتها الإنتاجية 100 غيغاواط في البلدين، وأيضاً بمختلف أنحاء العالم بحلول عام 2035.
وفي يناير 2023، أبرمت الإمارات اتفاقاً مع جمهورية كوريا العضو في منتدى «أبيك» لإبرام شراكة استراتيجية شاملة توفر منصة مشتركة لتعزيز التعاون في مجالات الطاقة النظيفة مثل إنتاج واستخدام الهيدروجين والأمونيا، واستخدام البنية التحتية للطاقة النظيفة.
استراتيجية الحياد المناخي
وتشارك الإمارات في قمة «أبيك» برصيد كبير من العمل المناخي الذي يتضمن تدشين مؤسسات واستضافة فعاليات متخصصة في التصدي للخطر المناخي، ففي 2016، أسّست الدولة مجلس الإمارات للتغير المناخي والبيئة، بهدف تعزيز دور القطاع الخاص في جهود مواجهة التغير المناخ، واستضافت أبوظبي في نهاية يونيو 2019 «اجتماع أبوظبي للمناخ»، بهدف حشد الزخم السياسي للالتزام باتفاقية باريس للمناخ، وشارك في الاجتماع 2000 من صناع القرار والخبراء والمختصين وممثلين عن الشباب، بحضور الأمين العام للأمم المتحدة.
وأطلقت الإمارات مبادرتها الاستراتيجية للحياد المناخي عام 2021، وبعدها دشّنت «المسار الوطني للحياد المناخي» عام 2022، بمضامين تجعلها قاطرة للنمو الاقتصادي، عبر خلق 200 ألف فرصة عمل جديدة بقطاعات الطاقة النظيفة والبطاريات والهيدروجين الأخضر، وزيادة الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3 في المائة، وتعزيز فرص للتصدير.
وقبل أيام من استضافتها النسخة الثامنة والعشرين من مؤتمر الدول الأطراف الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، أطلقت حكومة الإمارات «استراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050»، كخطوة رائدة في العمل المناخي، ومن دونها ستبلغ انبعاثات الدولة 210 ملايين طن سنوياً.
أخبار متعلقة :