ابوظبي - سيف اليزيد - هدى جاسم (بغداد)
أعلنت وزارة الدفاع الأميركية «بنتاغون»، أمس، أن الجيش الأميركي سيبدأ في تقليص وجوده في العراق، في خطوة تعكس ما وصفه بالنجاح المشترك في الحرب ضد تنظيم داعش المتطرف.
وفي نهاية أغسطس، أشارت مصادر أمنية إلى أن بعض القوات الأميركية ستغادر قواعد في العراق، من بينها قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار، وقاعدة فيكتوريا قرب مطار بغداد.
وتقود الولايات المتحدة تحالفاً دولياً ضد تنظيم «داعش» الإرهابي في العراق وسوريا.
وبدأت الحملة العسكرية بعد أن سيطر التنظيم على مساحات واسعة من البلدين عام 2014.
ورحبت مصادر داخل «الإطار التنسيقي»، الذي يجمع القوى السياسية الحاكمة في العراق، أمس، بإعلان البنتاغون تخفيض تواجده العسكري والانتقال إلى مرحلة شراكة استراتيجية، معتبرين الخطوة تصب في مصلحة العراق وسيادته.
وعدّت المصادر هذا القرار بأنه يمثل تحولاً مهماً في طبيعة العلاقة بين العراق والولايات المتحدة، من علاقة عسكرية ميدانية إلى علاقة شراكة تقوم على التعاون الاستراتيجي في المجالات الأمنية والاقتصادية والتكنولوجية، بما يُعزز قدرات العراق ويحفظ سيادته الوطنية.
ويأتي موقف الإطار التنسيقي عقب تصريح مسؤول أميركي، أمس، بأن الولايات المتحدة ستخفّض عدد قواتها إلى أقل من 2000 جندي في العراق بعد قرار تقليص المهام العسكرية في تلك البلاد.
في غضون ذلك، قال مسؤول عسكري أميركي: «لم يعد تنظيم داعش يشكّل تهديداً مستمراً للحكومة العراقية أو لأميركا انطلاقاً من الأراضي العراقية»، واصفاً هذا الأمر بأنه إنجاز كبير يمكّننا من نقل المزيد من المسؤولية إلى العراق ليقود جهود الأمن في البلاد.
وكان للولايات المتحدة ما يقرب من 25000 جندي في العراق في بداية عام 2025 وأكثر من 900 جندي في سوريا، ضمن التحالف الذي تشكّل في عام 2014 لمحاربة تنظيم داعش أثناء اجتياحه للبلدين.
وقال المتحدث باسم «البنتاغون» شون بارنيل، في بيان حول الانتقال في العراق، إن الولايات المتحدة وشركاؤها في التحالف سيقومون بتقليص مهمتها العسكرية في العراق.
واعتبر هذا التقليص بأنه يمثل نجاحنا المشترك في محاربة داعش، ويمثل جهداً للانتقال إلى شراكة أمنية دائمة بين الولايات المتحدة والعراق، بما يتماشى مع المصالح الوطنية الأميركية، والدستور العراقي، واتفاقية الإطار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق.
وتابع المتحدث باسم البنتاغون القول: إن هذه الشراكة ستدعم الأمن الأميركي والعراقي، وتُعزز قدرة العراق على تحقيق التنمية الاقتصادية، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتولي دور قيادي في المنطقة، مؤكداً أن الحكومة الأميركية ستواصل التنسيق الوثيق مع حكومة العراق وأعضاء التحالف لضمان انتقال مسؤول ومنظم.
أخبار متعلقة :