مسؤولة دولية لـ«الاتحاد»: السودان يمر بأحلك مراحله التاريخية

ابوظبي - سيف اليزيد - أبوظبي (الاتحاد)

أكدت مسؤولة لدى المجلس النرويجي للاجئين في السودان، ماتيلد فو، إن ملايين السودانيين يعيشون أوضاعاً إنسانية بالغة الخطورة، جراء تزايد حدة التصعيد العسكري ورفض الدخول في هدنة إنسانية، مما يجعل السودان يمر بواحدة من أحلك المراحل في تاريخه.
وأضافت ماتيلد، في تصريح لـ «الاتحاد»، أنه بعد أكثر من عامين ونصف عام من اندلاع النزاع، تشرّد الملايين من منازلهم، وانهارت الخدمات الأساسية، وانقطعت مجتمعات بأكملها عن المساعدات الإنسانية، موضحة أنه في شمال دارفور، وصل الوضع إلى مستوى كارثي.
وأشارت إلى أن المدنيين ظلوا على قيد الحياة خلال الأشهر الماضية بفضل الجهود البطولية لعدد محدود من المجموعات المحلية والمتطوعين الذين يخاطرون بحياتهم كل يوم لمساعدة الآخرين. 
وذكرت ماتيلد أن مناطق جنوب كردفان تشهد قتالاً متصاعداً ومتوسعاً، ومدن بأكملها مثل كادوقلي والدلنج محاصرة منذ أكثر من عام، والمنظمات الإنسانية التي يُفترض أن تُدخل الغذاء لا يُسمح لها بالدخول، في ظل ارتفاع الأسعار بشكل جنوني، والفئات الأشد ضعفاً بدأت تأكل الحشائش لتبقى على قيد الحياة.
وأوضحت أن من يحاول الفرار، يُهاجم أو يُحتجز أو يُبتزّ في الطريق، وحتى من يصل إلى مناطق أكثر أمناً، يبقى وضعه الإنساني مأساوياً، وفي مدينة طويلة مثلاً، تنام آلاف العائلات في العراء بلا طعام أو ماء أو مأوى يحميهم من حرّ النهار أو برد الليل.
ونوهت المسؤولة الدولية بأن أكثر من نصف سكان البلاد يواجهون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، وملايين الأطفال يواجهون خطر الجوع والمرض، في ظل تدهور الخدمات الصحية وانهيار البنية التحتية، مشددة على أن استمرار القتال يعمّق الكارثة، ويقوّض قدرة المنظمات الإنسانية على الوصول إلى المحتاجين، داعية جميع الأطراف إلى الالتزام بوقف إطلاق النار فوراً والسماح بتدفق المساعدات من دون عوائق.

أخبار متعلقة :