كتبت أسماء لمنور في الخميس 27 نوفمبر 2025 04:59 مساءً - يقول أفغان فروا من حركة طالبان وينتظرون منذ سنوات السفر إلى الولايات المتحدة للاستقرار فيها إن سبيلهم الأخير إلى بر الأمان صار مسدودا منذ أن جمدت واشنطن النظر في كل حالات الهجرة الأفغانية بعد إطلاق نار قرب البيت الأبيض.
وقالت دائرة خدمات المواطنة والهجرة الأمريكية في وقت متأخر من أمس الأربعاء إنها أوقفت فحص طلبات الأفغان إلى أجل غير مسمى، بعد ساعات من إطلاق أفغاني النار على اثنين من أفراد الحرس الوطني في واشنطن مما أسفر عن إصابتهما بجروح خطيرة.
ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الهجوم بأنه “عمل إرهابي” وأمر بمراجعة ملفات الأفغان الذين دخلوا للبلاد خلال فترة رئاسة سلفه جو بايدن.
وبالنسبة لأفغان لجأوا إلى باكستان وينتظر عشرات الآلاف منهم قرارات السفر والاستقرار في الولايات المتحدة، بدا الأمر وكأن آخر طريق آمن لهم قد أغلق.
وقال أحمد صميم نعيمي (34 عاما) الذي كان يعمل مذيعا تلفزيونيا ومستشارا صحفيا في عهد الحكومة الأفغانية السابقة المدعومة من الولايات المتحدة “شعرت بحزن شديد عندما سمعت هذا الخبر. أكملنا جميع إجراءات المراجعة اللازمة”. وأضاف عن عودته إلى أفغانستان “إذا عدت، فستسمعون يوما ما خبر اعتقالي أو مقتلي”.
وتزايدت صعوبة البقاء في باكستان، حيث شنت السلطات حملة على الأفغان الذين لا يحملون صفة لاجئ رسميا. ورحّلت باكستان أكثر من نصف مليون أفغاني خلال العام المنقضي وكثفت الاعتقالات في المدن الكبرى.
وحتى الأفغان الذين يحملون تأشيرات دخول سارية أو وثائق من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تم إيقافهم عند نقاط التفتيش وطردهم، وقال بعضهم إن القائمين على نقاط التفتيش طلبوا منهم دفع رشوة للمرور.
ولم ترد وزارتا الإعلام والداخلية الباكستانيتان بعد على طلبات للتعليق، وكذلك وزارتا اللاجئين والشؤون الخارجية في أفغانستان. وقالت حركة طالبان في وقت سابق إن أفغانستان الآن تنعم بالسلام وآمنة لعودة المواطنين إلى ديارهم.
وتقول منظمات معنية بالدفاع عن الحقوق إن موظفين حكوميين سابقين وصحفيين وجنودا ومن ربطتهم صلات بالقوات الغربية معرضون للاعتقال أو الإخفاء القسري أو الإعدام في ظل حكم طالبان كما تواجه النساء قيودا شاملة على التنقلات والعمل والتعليم.
وقال أفغاني آخر من مقدمي طلبات إعادة التوطين في الولايات المتحدة يعيش في باكستان، وهو موظف مدني سابق من كابول عمره 40 عاما رفض الإفصاح عن اسمه لأسباب أمنية، إن تجميد البت في الطلبات قضى على كل ما بنى عليه مستقبل عائلته. وقال عن العودة إلى أفغانستان “لا يمكنني أن أعرض نفسي وعائلتي لخطر الدمار”.
ووظفت القوات الأمريكية ووكالات الإغاثة آلاف الأفغان للعمل في الترجمة وفي وظائف داخل أفغانستان خلال أطول حرب أمريكية، والتي انتهت عندما استولت طالبان على السلطة في عام 2021.
وبعد الانسحاب من أفغانستان، أعلنت إدارة بايدن عن عملية أطلقت عليها “مرحبا بالحلفاء” لتوفير ملاذ للأفغان المعرضين بشكل خاص لخطر الاضطهاد بسبب صلاتهم بالولايات المتحدة.
وحدد مسؤولون هوية المسلح المشتبه به في واشنطن بأنه رحمن الله لاكانوال (29 عاما)، الذي وصل بموجب هذا البرنامج وحصل على حق اللجوء في وقت سابق من هذا العام. وتقول السلطات إنه خدم في الجيش الأفغاني وليس لديه سجل جنائي.
أخبار متعلقة :