الارشيف / فن ومشاهير

معبد هيبس يستقبل فتيات ملتقى أهل مصر للمحافظات الحدودية بالوادى الجديد

ياسر رشاد - القاهرة - هنا تلتقى الحضارات ..

 على أرض الوادي الجديد، حيث عاش المصرى القديم، حيث تلتقى الحضارات، ومن هذا المنطلق وصل قطار الملتقى الثقافي الخامس عشر للفتاة والمرأة بمشروع "أهل مصر" والمقام برعاية د. نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، إلى معبد هيبس.

 

جاء ذلك في حضور الدكتورة دينا هويدي مدير عام ثقافة المرأة والمشرف التنفيذي للملتقى، وفتيات ومشرفى الملتقى، وفرع ثقافة الوادي الجديد.

واستقبل المسؤولون عن المعبد فتيات الملتقى بترحاب شديد، واصطحب الدكتور عادل عبدالحميد مدير ترميم الآثار بمدينة الخارجة، الجميع فى جولة بين احضان الحضارة المصرية التليدة وعبق التاريخ.

بدأ الدكتور عادل عبدالحميد كلامه قائلا: يعد معبد هيبس بالوادى الجديد من المقاصد السياحية الرئيسية فى الواحات، حيث يقع على بعد 1 كيلومتر شمال مدينة الخارجة.

وأضاف : «هيبس» الاسم القديم لمدينة الخارجة، والاسم اليونانى للكلمة المصرية القديمة هبت (Hibit)، والتى تعنى «المحراث»، وأطلق هذا الاسم على مدينة الخارجة والمعبد ذاته، حيث كانت تقع مدينة هيبس القديمة على مساحة 1 كيلو متر مربع تقريبا عند الطرف الجنوبى لجبل الطير الذى يحيط بالجانب الشمالى الغربى بواحة الخارجة على مقربة من تل الناضورة، حيث كانت مدينة هيبس القديمة ملتقى لمعظم الطرق الرئيسية للتجارة التى تربط بين واحتى الخارجة والدخلة وبين مصر والسودان عبر طريق درب الأربعين.

معبد «هيبس»
وأشار إلى أن هيبس المعبد الحجرى الوحيد الباقى من العصر الصاوى الفارسى للأسرتين الـ 26 و27 (660 - 330 ق م) من عهد الملكين بسماتيك الثانى، واح ايب رع (إبريس)، واستكملت معظم نقوش المعبد فى العصر الفارسى للأسرة الـ 27 فى عهد الملك (دارا الأول 522 ق.م).. وأغلب الظن أن المعبد قائم على أساسات معبد يرجع إلى الدولة الوسطى أو الحديثة.
واوضح "عبدالحميد"  أن تخطيط المعبد العام عبارة عن بناء من الحجر الرملى مستطيل الشكل، وطوله حوالى 45 مترًا، وعرضه حوالى 19 مترًا، بالإضافة إلى البوابات والمرسى، يتجه محور المعبد من الشرق إلى الغرب، ويماثل فى تخطيطه المعبد المصرى فى الدولة الحديثة، والذى كان يتكون من ( الصرح - الفناء المكشوف - صالة الأعمدة - قدس الأقداس).
وقال مدير ترميم الآثار بالخارجة إن البوابة الرومانية يليها طريق للكباش على الجانبين، عبارة صفين من التماثيل من الحجر الرملى بجسم أسد ورأس كبش يرجع تاريخه للعصر البطلمى، ثم تأتى البوابة البطلمية التى ترجع إلى عهد بطليموس الثانى وتبلغ 11 مترًا، ويزين أعلى الواجهة الشرقية لها قرص الشمس المجنح والمحاط بحيتى الكوبرا، كما يحوى الجدار الجنوبى الداخلى للبوابة منظرًا يصور الملك بطليموس الثانى يقدم القرابين لمجموعة من المعبودات المختلفة، منها آمون والمعبودة موت والمعبود خنسو والمعبود أتوم والمعبود شو والمعبودة تف موت.

وأشار الى انه يلى البوابة البطلمية ممر يؤدى إلى البوابة الفارسية التى ترجع إلى عهد الملك الفارسى (داريوس الأول)، والتى يعلو الواجهة الداخلية لها من الناحية الشمالية منظر للملك الفارسى داريوس الأول يقدم القرابين التى تتمثل فى الخس للمعبود (آمون كا موت اف)، والتى تصور فى شكل المومياء ممسكا بالصولجان، ويواجه هذا منظر للملك الفارسى داريوس الأول يتقدم مائدة القرابين التى تحوى الخبز والثيران والأوز والجعة وأوانى والثالوث الطيبى (آمون - موت - خنسو)

وأضاف: ويلى البوابة الفارسية الفناء المكشوف أو المقصورة التى ترجع للأسرة الـ 30 (عهد الملوك نختانبو الأول والثانى)، والتى تحمل بعض النقوش لتقديمه القرابين والتقرب للآلهة المختلفة، ثم صالة الأعمدة التى تحوى 12 عمودا من عهد الملك هكر أو اكوريس من الأسرة الـ 29، ثم الصالة المستعرضة التى تحوى أربعة من الأعمدة، يتم من خلالها الوصول إلى صالة قدس الأقداس التى تفتح على عدد من الحجرات الجانبية، التى كانت تستخدم لوضع الأدوات المستخدمة فى إقامة الشعائر والطقوس اليومية بالمعبد.

وأوضح أن قدس أقداس المعبد يعد أقدم وأهم جزء فى المعبد، حيث يحتوى على 569 شكلاً لمعبودات تعتبر تصويرا لجميع الآلهة المصورة داخل قدس أقداس معابد مصر، حيث يحمل الجدار الشمالى تصويرا لآلهة الوجه البحرى.. ويحمل الجدار الجنوبى تصويرا لآلهة الوجه القبلى، بينما صورت على الجدار الغربى مجموعة الآلهة التى كانت تُعبد فى طيبة وهيليوبوليس. وأوضح أن معبد هيبس كُرس لعبادة الثالوث المقدس «آمون وموت وخنسو» بجانب «أوزوريس وإيزيس وحورس»، كما بنيت بالطابق العلوى للمعبد مقصورة خصصت لعبادة الإله أوزير، كما يوجد بالجانب الجنوبى الغربى للمعبد الماميزى (بيت الولادة).
من ناحيتها قدمت الدكتورة دينا هويدي المشرف التنفيذي للملتقى، جزيل الشكر  وعظيم الامتنان لمسؤولي المعبد وللدكتور عادل عبدالحميد لحسن الاستقبال وتقديم الشرح الوافى والاجابة عن جميع أسئلة فتيات الملتقى.

يذكر ان  الملتقى يستضيف 143 سيدة وفتاة من  محافظات "أسوان، مطروح، شمال سيناء، جنوب سيناء، البحر الأحمر، أسوان"، بجانب سيدات وفتيات الأسمرات من القاهرة، وتستمر فعالياته حتى 12 فبراير الحالي. ويقام بإشراف الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة د. حنان موسى، وتنظمه الإدارة العامة لثقافة المرأة، بالتعاون مع إقليم وسط الصعيد الثقافي برئاسة ضياء مكاوي، وفرع ثقافة الوادي الجديد برئاسة ابتسام عبد المريد.

مشروع "أهل مصر" أحد أهم مشروعات وزارة الثقافة لأبناء المحافظات الحدودية، ضمن برامج العدالة الثقافية، ويهدف إلى تشكيل الوعي، وتعزيز قيم الانتماء والولاء للوطن، ورعاية الموهوبين، ويستهدف ثلاث فئات وهي المرأة والشباب والأطفال.
 

Advertisements

قد تقرأ أيضا