قضى الفنان خالد زكى أكثر من خمسين عاماً فى الوسط الفنى، قدم خلالها ما يزيد على 330 عملاً فنياً ما بين المسرح والسينما والدراما، عاش متمكناً من أدائه المتميز، استطاع خلال الخمسين عاماً أن يحافظ على مكانته الفنية بين الجمهور ومنها شخصية سيادة الرئيس فى «طباخ الريس» ورجل الأمن فى السفارة فى العمارة، وغيرها من الأعمال الفنية التى سكنت أذهان المشاهدين حتى الآن.

تميز الفنان القدير خالد زكى فى الأدوار الجادة والشخصية الحادة الشديدة التى تتولى مسئوليات مهمة ودوراً بارزاً فى العمل الفنى، بينما استطاع أن يترك بصمة فى كل شخصية جسدها خلال مسيرته الفنية، فضلاً عن نبرة صوته المميزة لدى الجمهور الذى نجح خلال المسيرة الفنية المشرفة أن يكسب ثقة الجمهور ما يعطى أهمية لأى عمل فنى مشارك فيه.

تحدثت «الخليج 365» مع الفنان القدير خالد زكى عن مشواره الفنى وأدواره التى أثرت بشكل كبير فى مسيرته، فضلاً عن أعماله الفنية الحالية والمقرر عرضها خلال الفترة القليلة المقبلة، فتح «زكى» كتيب ذكرياته والحديث عن كواليس فيلم طباخ الريس الذى كان نقلة مهمة فى حياته خاصة بتجسيد دور رئيس الجمهورية فى ذات الفترة التى تم عرض الفيلم فيها، وإلى نص الحوار:

<< فى البداية.. حدثنا عن الأعمال الفنية الحالية التى تطل بها على جمهورك؟

- أوجه الشكر للجمهور على ثقتهم وحبهم المتبادل معى، وأكن كامل الاحترام لكل صناع الأعمال الفنية الحالية التى لها دور مهم فى طرح المشكلات المجتمعية من خلال الدراما والسينما وتسليط الضوء عليها، وعن الأعمال الحالية، هناك مسلسلان أشارك فيهما، الأول مسلسل «أمير العوامرى» الذى أظهر فيه ضيف شرف فى أول مرة فى تاريخى الفنى ولكن لتجسيد شخصية مهمة فى مجرى أحداث المسلسل وتبنى عليها أحداث المسلسل كله، حيث إن مسلسل أمير العوامرى عمل ضخم يضم مجموعة من الفنانين قريبين إلى قلبى وسبق التعامل معهم فى أعمال فنية سابقة.

<< وماذا عن دورك فى مسلسل ابن حرام وتعاونك مع الفنانة رانيا يوسف؟

-- سعيد جداً بالتعامل مع الفنانة رانيا يوسف، والفنان مدحت صالح وجميع الفنانين الزملاء المشاركين فى العمل، كلهم أبنائى وأصدقائى وأخواتى، حيث إننى على يقين وثقة فى المجموعة المشاركة فى العمل الفنى لمسلسل «ابن حرام» لنقدم جميعاً صورة تليق بكل الفريق المشارك، إضافة إلى التعاون المميز مع المخرج المتألق محمد خضرى والمؤلف خالد الغيطانى، حيث إن العمل حتى يخرج للنور فى صورته المنتظرة الناجحة لا بد أن يكون هناك اتحاد لكل صناع العمل، وأوكد أن فريق العمل أكثر من هائل إنتاجاً وإخراجاً وجميع ما وراء الكاميرا، أما عن شخصيتى فى مسلسل ابن حرام، فهو رجل أعمال قوى الشخصية، لا توجد لديه عواطف ولا مشاعر عنيف لأبعد حدود، كما أن لديه عقلاً فقط دون مشاعر ولا أحاسيس، ويعد ذلك من أهم أسباب قبولى تجسيد الشخصية، لأنه إذا توافر عمل فنى قوى وشخصية محورية مؤثرة فى مجرى المسلسل لا يصح أن أرفضها خاصة أننى أستطيع تأديتها بشكل احترافى أتمنى أن ينال إعجاب الجمهور كما كسبت ثقتهم فى أعمال كثيرة سابقة.

<< هل ترى أن شخصيتك فى «ابن حرام» واقعية فى المجتمع وكيف التعامل معها؟

- بالفعل هذه الشخصية موجودة فى أماكن كثيرة سواء فى العمل أو المنزل أو وسط المعارف والأهالى، الشخصية الجادة الحاسمة مطلوبة لكن مع عدم توافر مشاعر تصبح خطراً فى التعامل معها، الجدية والقوى خاصة فى التعامل المجتمعى مطلوبة بالتأكيد لكن يجب توافر الإحساس بالآخرين ونبض المشاعر حتى يتسنى لنا أن نرحم أنفسنا وتكون هناك مودة ومعروف دائم فى العلاقات، تلك الأمور لا نراها فى شخصيتى بمسلسل «ابن حرام» حيث إن الشخصية قوية ودون مشاعر ولا معانى الإحساس بالآخرين متوافرة لديها، الإنسان الصح قوى الشخصية فى الأوقات التى يفترض فيها القوة، ولا بد أن يكون متسامحاً مع نفسه ولديه عواطف وإحساس بالآخرين.

<< الفنان خالد زكى.. هل له شروط معينة لقبول العمل الفنى؟

اختيار وقبول تجسيد الدور يكون على أساس كتابة السيناريو وهل يتوافق معى شخصياً ومع تاريخ المشوار الفنى أم لا؟ إضافة إلى قراءة السيناريو جيداً حتى أتاكد من تجسيد الدور على أكمل وجه، ولا يمكن أن أقدم عملاً فنياً دون المستوى الجيد ويمر الدور مرور الكرام، لا بد أن العمل الفنى يؤثر فى المشاهدين ويكون له دور بارز ويسكن عقول الجمهور، لذا فإن العمل الناجح يقود الفريق بالكامل للنجاح.

<< هل تفضل أدوار الشر على الكوميدية.. ولماذا؟

- من وجهة نظرى، أرى دائماً أن اختيار الشخصية والعمل الفنى يبنى على كتابة السيناريو، حيث إن الكتابة القوية مع تمكين الفنان بالأداء المميز فى هذه الدور ينتج شخصية ودوراً ناجحاً، وبالرغم من ذلك إننى أجسد أدوار شر كثيرة لأنها تكون جميلة للفنان المتميز ولذلك فإن الأدوار الشريرة والقوية تحتاج إلى مجهود ودراسة كثيفة حتى تتمكن من تجسيدها، ولا يقبل تلك الشخصية غير الفنان الموهوب الذى يقبل بأدوار شر تحتاج إلى مجهود أكثر لكى يظهر للمشاهدين بعمل فنى لا يمحى من الذاكرة لسنوات طويلة.

<< ما سبب غيابك لسنوات عن السينما؟

- أوجه الشكر لكل الزملاء وجمهورى العزيز للاطمئنان بشكل مستمر على حالتى الصحية، حيث إننى فى أفضل صحة حالياً ولا أعانى من أى شىء الحمد الله وفضله، أما بخصوص غيابى سينمائياً فإنه يتمحور فى عدم وجود نص جيد يليق بتاريخى الفنى وصورتى أمام جمهورى الذى أكن له كل الاحترام، لأن الفكرة ليس فى التواجد السينمائى وكفى بقدر التواجد المؤثر والجيد.

أما فى الدراما، فلا بد أن يكون العمل الفنى قوياً والدور أقوى، حيث اننى طالبت العديد من المرات فى كتابة الأعمال بأن الشخصيات الكبيرة فى السن لا بد أن تأخد حقها وتوظيف الفنان فى المكانة التى تليق بالعمر ومشواره الفنى، حيث إن كل المراحل العمرية موجودة فى الدراما الحياتية، و«من الواجب يستفيدوا من الفنانين ذوى المشوار الفنى الكبير طالما إحنا أحياء لأنكم متعرفوش الزمن مخبى إيه».

<< «وديتوا الشعب فين يا حاتم» طباخ الريس من الأعمال الفارقة لديك.. حدثنى عن الكواليس؟

- يعد أول فيلم فى تاريخ السينما يجسد رئيس الجمهورية فى وقت عرض الفيلم تحديداً، كانت مسئولية ضمخة جداً ربنا وفقنا فيها، كان فريق عمل أكثر من هائل، رحمة الله على العبقرى طلعت زكريا، وأشرف زكى، ولطفى لبيب، والكاتب يوسف معاطى، والمخرج سعيد حامد، حيث إن المسئولية فى العمل تدفعك لأن تكون دقيقاً فى تجسيد الشخصية.

وعن إعادة إنتاج جزء ثانٍ من فيلم طباخ الرئيس، قال «زكى» إن عمل جزء ثانٍ لفيلم طباخ الرئيس لا أعتقد أنه يحقق نجاح أول جزء، وذلك لأن هناك أعمالاً نجاحها تخطى حدود المتوقع والوصف فلا يمكن أن يعيد ذلك النجاح فى أجزاء أخرى.

واستطرد حديثه: «اتعرض عليا فى البداية المشاركة فى الفيلم، لكن فى دور غير الرئيس ولكنى رفضت، وكان دور الرئيس معروضاً فى البداية على الزعيم عادل إمام، وثم محمود عبدالعزيز، وبعد عدة شهور كلمونى مرة أخرى وعرضوا عليا دور الرئيس ووافقت، بعدها علمت أن الفنان القدير عادل إمام كان هيقدم الدور بلغتهم قائلاً: تعظيم سلام للزعيم».

<< هل هناك أعمال سينمائية يتم الاستعداد لها خلال الفترة الحالية؟

- التواجد السينمائى مرتبط بعمل فنى قوى، حيث إننى لو عرض على دور مميز ويمكن أن أقدم خلاله شخصية فعالة سأوافق، حيث إن السينما ليس فقط مجرد التواجد بينما يلزم الممثل أن يختار بعناية شديدة دوره، لذلك فإن العمل الجيد والمتميز يدوم أكثر، وأحمد ربنا سبحانه وتعالى أن غالبية ما قدمته نال ثقة الجمهور.

<< برأيك.. هل الأعمال الدرامية المكونة من 15 حلقة تكون أقوى وأسرع تأثيراً؟

- يجب ألا نربط الأعمال الدرامية جميعاً على عدد الحلقات، بينما يتوقف على النص والسيناريو، وكم يحتاج إلى توصيل الفكرة والهدف من المسلسل، لذلك فإن مسلسل يحتمل الـ15 حلقة وتكتمل فكرته وهدفه، ونرى نصاً آخر فى مسلسل يحتاج إلى 30 حلقة وهكذا، لذا أعتفد أن فكرة عدد الحلقات يتوقف على النص هو الذى يحكم عملية عدد الحلقات.

<< بعد مشوار فنى طويل وملىء بالنجاحات.. ما هى نصائحك للفنانين الشباب؟

- أحيى الوجوه الجديدة فى الوسط الفنى، حيث إن بعضهم حقق نجاحات كبيرة فى وقت قصير ما يؤكد أن هناك وجوهاً جديدة قادرة على تولى قيادة الفن المصرى وظهوره بالشكل الذى يليق به، متمنياً أن يحرص على الاستمرارية والنجاج ويكون فى وسائل دعم كبيرة لهم.

جدير بالذكر أن الفنان خالد زكى، شارك فى السباق الرمضانى 2023 فى مسلسل «الأجهر»، وشاركه البطولة الفنان عمرو سعد، سيد رجب، ناهد السباعى، نور النبوى، ومجموعة كبيرة من النجوم، وإخراج ياسر سامى، كما شارك فى الجزء الثالث لمسلسل «المداح»، بطولة الفنان حمادة هلال، دنيا عبدالعزيز، خالد سرحان، لوسى، والإخراج أحمد سمير فرج.