ما زال الموقف من وقف حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، يلقي بثقله على الداخل البريطاني، حيث يعتزم الحزب الوطني الاسكتلندي التقدم مجددا باقتراح إلى مجلس العموم للتصويت على وقف إطلاق النار في غزة بعد الإخفاق الذي حصل يوم الأربعاء الماضي ومشاهد الفوضى التي شهدها البرلمان بعدما تجاوز رئيسه، ليندساي هويل، عرفا برلمانيا، حيث لم يكتف بطرح التعديل الذي تقدمت به الحكومة على اقتراح الحزب الوطني الاسكتلندي المعارض، بل سمح أيضا بتلقي تعديل آخر من حزب العمال المعارض، خلافا للعرف الذي لا يسمح بتلقي تعديل من حزب معارض على اقتراح تقدم به حزب معارض آخر، بل إن الحكومة (التي يقودها حزب المحافظين) هي وحدها هي المخولة بطلب التعديل.

واشارت صحيفة "الغارديان" الى "إن الحزب الوطني الاسكتلندي سيدفع باتجاه إجراء تصويت آخر على وقف إطلاق النار في غزة هذا الأسبوع، مما يخلق تحديا جديدا لرئيس البرلمان ليندساي هويل، ولحزب العمال أيضا".

ويخشى حزب العمال برئاسة كير ستارمر من تمرد داخل صفوفه قد يتمثل بتصويت عدد كبير من نوابه في البرلمان لصالح اقتراح الحزب الوطني الاسكتلندي خلافا لرؤية حزب العمال، ولذلك فإن سماح رئيس البرلمان لحزب العمال بتقديم تعديلات الأسبوع الماضي، تم اعتباره بمثابة طوق نجاة للحزب ولرئيسه ستارمر، وهو ما أثار غضب كل من حزب المحافظين الممسك بالحكومة، والحزب الوطني الاسكتلندي المعارض، الأمر الذي دفع النواب المحافظين والقوميين الاسكتلنديين إلى الانسحاب من الجلسة اعتراضا على تصرف رئيس البرلمان ليندساي هويل، وتمت المطالبة باستقالته من منصبه، ما اضطره إلى تقديم اعتذار عما فعله.

ووصف ستيفن فلين- زعيم الحزب الوطني الاسكتلندي، ما حصل الأربعاء الماضي بأنه “سيرك وستمنستر”، وقال لدى إعلانه عن الخطوة الهادفة إلى إجراء تصويت جديد إنه يريد “إعادة تركيز المناقشة على ما يهم حقاً وبذل كل ما في وسعنا لتأمين وقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل وغزة”.

وردا على ما يقال بأن التصويت من جانب أعضاء البرلمان البريطاني لن يُحدث فرقا جوهريا لإنهاء الصراع، قال فلين إنه سيضغط على برلمان المملكة المتحدة “لدعم إجراءات ملموسة من أجل تحقيق وقف فوري لإطلاق النار فعليا”.

وذكرت "الغارديان" نقلا عن الحزب الوطني الاسكتلندي بأنه منفتح للتشاور مع الأطراف الأخرى حول محتوى الاقتراح الجديد، وإن الإجراءات التي يريدها قد تشمل “مطالبة المملكة المتحدة باستخدام الضغط الدبلوماسي، بما في ذلك استخدام موقفها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لدعم وقف إطلاق النار بدلاً من الاكتفاء بالامتناع عن التصويت كما هو الحال الآن، كما قد يتضمن الاقتراح أيضا المطالبة بتجميد مبيعات الأسلحة البريطانية لإسرائيل”.

وذكر الحزب الوطني الاسكتلندي إنه سينشر تفاصيل الاقتراح، مع إجراءات ملموسة، يوم غد الاثنين بعد مناقشات مع رئيس البرلمان حول الشروط المحددة للمناقشة والتصويت.