لا تزال فكرة انضمام محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي إلى الدوري السعودي متداولة بين الحين والآخر، رغم بعض المشاهد التي يُمكن اعتبارها أنها قد رسمت كلمة النهاية في هذه الصفقة المحتملة خلال الأشهر الماضية.
ورغم تجديد عقد صلاح مع ليفربول قبل بداية الموسم، إلا أن هداف الدوري الإنجليزي في موسمه الماضي لا يزال هدفا تعاقديا ممكنا الفترة المقبلة بالنسبة للكرة السعودية.
فبحسب الصحفي البريطاني جرايم بايلي، المختص بأخبار الانتقالات في موقع “TBRFootaball” فإن فكرة انتقال صلاح للدوري السعودي “لا تزال قائمة”.
وأوضح عبر حسابه على “إكس”: أنه هناك تخطيط لعرض بقيمة 150 مليون جنيه إسترليني في الموسم، بالإضافة إلى قائمة من الامتيازات يحصل عليها قائد منتخب مصر، من بينها جعله سفيرا للكرة السعودية، علاوة على خيار الشراكة مع أحد الأندية مستقبلا.
وأضاف أن التعاقد مع صلاح لا يزال بين الأولويات في السعودية، وأوضح أيضا أن اللاعب نفسه يبقى منفتحا على فكرة العودة للشرق الأوسط في مرحلة ما من مسيرته الاحترافية.
نقطة توقف
وعلى مدار الأشهر الماضية التي ارتبط فيها اسم صلاح بالانتقال إلى الدوري السعودي كانت هناك محطات عديدة مختلفة ما بين اقتراب أو ابتعاد اللاعب عن العودة إلى المنطقة العربية.
وكان من بين النقاط المحورية تجديد عقده مع ناديه، ما أغلق الباب ولو مؤقتا أمام فكرة انضمامه لنجوم عدة من البريميرليج يلعبون في السعودية على غرار رياض محرز وساديو ماني وفابينيو وكانتي وبالطبع كريستيانو رونالدو.
وسبق أن علق الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة السعودي على أنباء مفاوضات صلاح لانتقاله إلى الدوري، ليؤكد أن اللاعب لم يكن ضمن قائمة الصفقات المطلوبة.
وعاد ليؤكد أنه نجم كبير ويتوافق مع الهوية والاستراتيجية الرياضية في المملكة، لكنه لم يتم التفاوض معه بهذا الشأن.

بداية صعبة
رغم احتلاله المركز الرابع في ترتيب سباق الكرة الذهبية كأفضل إنجاز في تاريخه على مدار الجائزة الاستثنائية، إلا أن صلاح يعيش بداية متراجعة في الدوري الإنجليزي الممتاز.
واكتفى صلاح بتسجيل 4 أهداف وصناعة 3 أخرى في 13 مباراة بمختلف البطولات هذا الموسم.
كما ساهم تراجع فريقه ليفربول بشكل عام على مستوى الأداء والنتائج في أن يكون النجم المصري خارج حالته المعتادة، ما اضطر مدربه الهولندي آرني سلوت لعدم البدء به أساسيا في مباراة آينتراخت فرانكفورت في دوري أبطال أوروبا والتي حسمها الليفر لصالحه 5-1، قبل أن يدفع به كبديل في آخر الدقائق.
وعاد صلاح ليشارك أساسيا في خسارة جديدة لليفربول “3-2” ضد برينتفورد في البريميرليج، لكنه سجل هدفا متأخرا لفريقه.
معاناة ليفربول وصلاح
يعتقد النجم الهولندي السابق جيمي فلويد هاسلبانك، أن محمد صلاح يعيش حالة من الإحباط وسط معاناة ليفربول هذا الموسم، مشيرا إلى أن النجم المصري يمر بفترة تراجع واضحة في المستوى ولم يعد كما كان “الرجل الأول” في الفريق.
صلاح، الذي أحرز هدفه الأول منذ أكثر من شهر في الخسارة أمام برينتفورد، سجل أربعة أهداف فقط في 13 مباراة هذا الموسم، وهي حصيلة بعيدة تماما عن مستواه في الفترة نفسها من الموسم الماضي، الذي سجل فيه 34 هدفًا وقدم 23 تمريرة حاسمة في 52 مباراة.
هذه الأرقام كانت كافية لتمنح ليفربول لقب الدوري في الموسم الأول للمدرب آرني سلوت، إضافة إلى تجديد عقد صلاح كمكافأة على عطائه الكبير.
لكن موسم 2025-2026 شهد تراجعا واضحا في أداء “الريدز”، الذين خسروا أربع مباريات متتالية في الدوري، وبدوا في حالة من الضياع التكتيكي رغم الإنفاق الكبير في سوق الانتقالات الصيفية.
كما تلقى ليفربول ضربة جديدة، بمغادرة كأس الرابطة الإنجليزية مبكرا، وذلك بعد الخسارة أمس على أرضه أمام كريستال بالاس (0-3).

“صلاح لم يعد النجم الأوحد”
وقال هاسلبانك في تحليله عبر قناة “سكاي سبورتس”: “سلوت ما زال يبحث عن التشكيلة المثالية له. الفريق يمر بمرحلة إعادة بناء بعد تغييرات كبيرة. فان دايك لا يعيش أفضل فتراته، وكوناتي يقاتل لكنه غير مستقر، وكيركيز لم يتأقلم بعد، وبرادلي شاب صغير لا يمكن أن يُطلب منه قيادة الفريق”.
وأضاف مهاجم تشيلسي السابق: “في وسط الملعب هناك اعتماد على صانع ألعاب حقيقي (رقم 10)، ما يعني أن طريقة اللعب يجب أن تتغير. هناك الكثير من الأمور غير الصحيحة في ليفربول حاليًا”.
وتابع قائلا: “صلاح يبدو متذمرًا بعض الشيء، أولا لأنه لا يقدم الأداء المطلوب، وثانيًا لأنه لم يعد النجم الأوحد في الفريق. اللاعبون الجدد مثل هوجو إكيتيكي جاءوا ليأخذوا دورًا أكبر، وأصبحوا يبحثون عن فرصهم بأنفسهم.”
وأوضح: “في الماضي، عندما يكون صلاح في وضع يسمح له بالاستلام، يحصل على الكرة من الجميع، لكن إكيتيكي الآن يسعى لصنع الفارق بنفسه. هذا طبيعي بالنسبة للاعبين الجدد، فهم يريدون إثبات جدارتهم وإظهار أنهم يستحقون اللعب لليفربول”.
وختم هاسلبانك حديثه بالقول: “الوضع الحالي لا يبدو مريحًا في ليفربول، والمنظومة كلها بحاجة إلى إعادة توازن. سلوت أمام تحدٍّ كبير لإعادة الانسجام، لكنه حتى الآن لم يجد الوصفة المناسبة.”
كورررة

هبة علي

محررة بكوش نيوز تهتم بشتى جوانب الحياة في السودان والاقليم، تكتب في المجال الثقافي والفني، معروفة بأسلوبها السلس والجاذب للقارئ.