اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

حينما يُحذف الاستسلام من القواميس!

حينما يُحذف الاستسلام من القواميس!

يعيش الإنسان حياته بين الأمل والقنوط، والقوة والضعف، والنجاح والفشل، والحب والكراهية، والسعادة والتعاسة، والسلام والحرب، والانتصار والهزيمة، والمقاومة والاستسلام!

وأصعب المواقف الحياتية قد تكون في الظروف الصعبة، ومنها الحروب، حيث يستند الإنسان، رغم قساوة الواقع، على الأمل والقوة والنجاح والحبّ والسعادة والسلام والانتصار والمقاومة، ويصارع القنوط والضعف والفشل والكراهية والتعاسة والخراب والهزيمة والاستسلام!

والمقاومة هي لغة عالمية تشبه الابتسامة التي تفهمها جميع الشعوب، وهي لغة جامعة بين الشعوب المحبّة للحرّية، والكفاح، والنضال، والتحدي، والرافضة للعبودية والذل والخنوع، والضعف والمهانة.

وهذه المعاني الكريمة والنبيلة جمعت في العديد من المقاومات الحديثة في التاريخ الإنساني الحديث، ولكن يبقى للمقاومة الفلسطينية قدم السبْق على بقية المقاومات لعدة أسباب، وربما، من أهمها:

– الثبات على المواقف، السياسية والدبلوماسية والميدانية والحياتية، والتحدي للظلم المتنوع الواقع على الإنسان والجماد دون استسلام رغم طول سنوات النضال ضد العصابات الصهيونية التي تحاول قلب الحقائق التاريخية.

– اشْتِهار القضية الفلسطينية كأرض للأبطال، ومدرسة للرجولة، وكأن قَدَر هذه الأرض أن تكون مرجعية الصمود لجميع أحرار العالم.

– مرابطة الشعب الفلسطيني في باحات الأقصى وعموم الأرض الفلسطينية وكأنهم يتجاهلون تلك الجيوش الصهيونية المدجّجة بأحدث الأسلحة حولهم!

– الالتصاق بالأمل بروحية نادرة بحيث يرون النصر وسط الركام والحطام وجثث الشهداء وأنين الجرحى، ويقينهم بأن كل ذرّة من أرضهم، التي شهدت ما وقع على ذرّاتها من دماء وصرخات وبطولة، تروي حكاية من حكايات البطولة والرجولة!

هذه القيم وغيرها مَيّزت المقاومة الفلسطينية عن بقية المقاومات في الوطن العربي والعالم. واليوم، وبعد ملحمة طوفان الأقصى، تبرز أمامنا ملحمة جديدة تتمثل في الصراع بين الحياة والموت، والثبات والاهتزاز، والصلابة واللين، والشجاعة والجبن، وهذه المعاني الرفيعة، الحياة والثبات والصلابة والشجاعة، جميعها ماثلة برجال الأنفاق المقاومين بمدينة رفح!

وبعد وقف إطلاق النار بقي غالبية هؤلاء الرجال في المناطق التي انسحب إليها جيش الاحتلال «الإسرائيلي» وفقا للمرحلة الأولى من اتّفاق وقف إطلاق النار، والمعروفة باسم الخطّ الأصفر، وهنا بدأت المعضلة، حيث يتواجد العشرات من مقاتلي حماس داخل شبكات الأنفاق بعموم غزة، وهذه القضية تسببت بحالة من الربكة الاستخبارية والأمنية الصهيونية!

ويرفض الجيش «الإسرائيلي» خروج هؤلاء الرجال بسلاحهم ويطالب باستسلامهم، وهذا ما ترفضه المقاومة بشكل قاطع، وهنا تكمن النقطة الحرجة التي يمكن أن تَتَسبّب بانهيار عموم اتفاق غزة لوقف إطلاق النار، والعودة إلى المربّع الأول!

والأمر العجيب ليس بالموقف المحرج الحالي فقط، بل بالقدرة المذهلة لمقاتلي المقاومة على الصمود والاختباء داخل هذه المواقع لأكثر من عام ونصف العام، ومع ذلك لم يتمكن الجيش «الإسرائيلي» من العثور عليهم، والوصول لتلك الأنفاق رغم أنهم نبشوا الأرض شبرا شبرا، وما تركوا حجرا على حجر، فكيف تمكّن عناصر المقاومة من الاختفاء، والبقاء على قيد الحياة لأكثر من 500 يوم؟

هذه التطورات أدخلت قادة «إسرائيل» في حالة إنذار وربكة، وقد نقلت القناة الـ12 العبرية عن رئيس أركان الجيش «إيال زامير» تأكيده بأن «الأزمة يجب أن تنتهي إما بقتلهم أو باستسلامهم، واعتقالهم»!

وأفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية بأن «زامير» مستعد للنظر في «إخراج المسلحين في رفح فقط مقابل استعادة رفات الضابط هدار غولدين المحتجز منذ 2014 بغزة».

ولكن، ومع تسليم جثة «غولدين»، استمرّت التهديدات «الإسرائيلية» ضد رجال الأنفاق!

وأعلن الجيش «الإسرائيلي»، الأربعاء الماضي، قتله 3 مسلحين برفح، وقالت القناة 15 العبرية «يُرجح أنهم من عناصر حماس العالقين بالأنفاق»

وبعيدا عن كافة السيناريوهات المحتملة لمعركة الأنفاق أكد «محمد نزال» القيادي في حماس، 9 نوفمبر 2025، لفضائية «الجزيرة مباشر» بأن كتائب القسام حسمت موقفها بشأن مقاتليها بالأنفاق: «لن يَستسلموا، وسيُقاتلون حتى النهاية»

وهكذا فقد علّمتنا فلسطين أن الحرية سلعة غالية، وأن الأمل يُزرع في قلوب الناس كما تُزرع الحبوب في الأرض حتى مرحلة جني الثمار والنصر النهائي.

جاسم الشمري – الشرق القطرية

كانت هذه تفاصيل خبر حينما يُحذف الاستسلام من القواميس! لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا