ابوظبي - سيف اليزيد - شعبان بلال (القاهرة)
أكدت المسؤولة لدى المجلس النرويجي للاجئين في السودان، ماتيلد فو، أن إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين أصبح من أصعب المهام التي تواجهها المنظمات الإغاثية، إذ يجعل القتال الدائر وإغلاق الطرق وكثرة نقاط التفتيش الحركة غير آمنة وغير متوقعة، وتواجه الفرق الإنسانية تأخيرات طويلة وعمليات تفتيش متكررة، وأحياناً تُمنع القوافل تماماً من الوصول، وكل عملية تسليم أصبحت تتطلب مفاوضات ومخاطر كبيرة.
وأضافت ماتيلد، في تصريح لـ«الاتحاد»، أنه في دارفور، لا تزال مناطق واسعة من شمال ووسط الإقليم معزولة تماماً، وبعض الطرق تخضع لسيطرة جماعات مسلحة، وأخرى خطيرة جداً بسبب الاشتباكات، وقوافل الإغاثة توقفت أو نُهبت أو أُجبرت على العودة، وغالباً ما يكون المتطوعون المحليون هم الوحيدون القادرون على الوصول إلى الناس. كما أن انقطاع الاتصالات يجعلنا أحياناً نفقد التواصل مع زملائنا وشركائنا لأيام.
وأشارت إلى أنه في جميع أنحاء السودان، سجّلت الأمم المتحدة مئات الحوادث التي منعت وصول المساعدات، والنتيجة وصول المساعدات ببطء شديد، ولا تصل إطلاقاً لعدد كبير من العائلات، والناس ينفد منهم الطعام والدواء والماء، بينما تبقى الإمدادات عالقة في المستودعات على بُعد ساعات قليلة فقط.
وذكر المسؤولة الدولية أن السودان اليوم يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم، حيث تعيش العائلات في مدارس وملاجئ مكتظة أو في العراء، بلا حماية ولا خدمات أساسية، والنساء والأطفال هم الأكثر تضرراً، إذ يواجهون العنف والجوع والمرض يومياً.
وشددت على أن المنظمات الإنسانية بحاجة إلى ثلاثة مسارات أساسية من المجتمع الدولي، أولاً، ضمان الوصول الإنساني الآمن والمستمر حتى يتمكن العاملون الإنسانيون من الوصول إلى الناس أينما كانوا من دون تأخير أو تدخل، ثانياً، تعزيز حماية المدنيين، وخاصة الأطفال المنفصلين عن أسرهم، والنساء المعرضات للعنف، والمستجيبين المحليين الذين يخاطرون بحياتهم لمساعدة الآخرين، ثالثاً، توفير تمويل مستدام حتى تتمكن المنظمات من استعادة برامج التعليم والمياه والمأوى والحماية التي أوشكت على الانهيار.
