ابوظبي - سيف اليزيد - غزة (الاتحاد)
واصلت دولة الإمارات تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية ومستلزمات الإيواء العاجلة للعائلات الفلسطينية المتضررة في قطاع غزة جراء البرد القارس وتداعيات المنخفض الجوي الشديد الذي يضرب قطاع غزة حالياً.
وفي هذا الإطار، قدمت عملية «الفارس الشهم 3» خياماً ومستلزمات إيواء أساسية لعشرات العائلات النازحة في المخيمات والمناطق المتضررة بمدينة خان يونس، لتكون عوناً لهم في وقت يعيشون فيه أوضاعاً مأساوية.
وسارع متطوعو عملية «الفارس الشهم 3» بتجهيز خيام الإيواء للعائلات النازحة، ممن فقدوا خيامهم جراء العواصف القوية التي تضرب القطاع، في خطوة إنسانية عاجلة لمساعدة العائلات المنكوبة من الأوضاع المأساوية الصعبة.
وتقدم دولة الإمارات، منذ إطلاق عملية «الفارس الشهم 3»، المساعدات الإنسانية وتنفذ المشاريع الإغاثية في قطاع غزة، للتخفيف من معاناة الأسر الفلسطينية النازحة، في خطوة إنسانية تهدف من خلالها إلى مساندة الأشقاء في قطاع غزة، والعمل على توفير مقومات الحياة الأساسية لهم، والتي يجدون صعوبة بالغة في توفيرها نتيجة الحرب والنزوح من منازلهم، ومنع دخول المساعدات والمستلزمات الأساسية إليهم.
وأدت الأحوال الجوية السائدة في قطاع غزة واشتداد تأثير المنخفض الجوي، في تفاقم معاناة النازحين هناك، حيث دمرت الرياح خيامهم، ووضعهم المنخفض أمام خطر الغرق والمرض، في ظل نقص الإمكانات، وغياب وسائل الحماية من البرد والأمطار.
وأفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية «وفا»، أمس، بأن المياه غمرت خياماً تؤوي نازحين في مناطق منخفضة، فيما اقتلعت الرياح خياماً أخرى، ما اضطر عائلات، بينها أطفال، للخروج إلى العراء وسط طقس بارد.
وأدت المنخفضات إلى تضرر أكثر من ربع مليون نازح، من أصل نحو 1.5 مليون يعيشون في خيام ومراكز إيواء بدائية لا توفر الحد الأدنى من الحماية.
ويواجه النازحون ظروفاً قاسية وسط برد قارس ورياح عاتية، إذ يعيش الآلاف في خيام مصنوعة من النايلون والقماش الرقيق، تفتقر إلى أدنى مقومات الحماية من الأمطار والعواصف، حيث يقيم أغلبهم في الطرقات والملاعب والساحات العامة والمدارس، دون أي وسائل تحميهم من البرد والعواصف، بحسب «وفا».
وتسببت رياح قوية وأمطار غزيرة، في غرق عدد من خيام النازحين وتطاير أخرى بمناطق متفرقة من قطاع غزة، خاصة في خان يونس، بفعل منخفض جوي يضرب القطاع، ما فاقم معاناة عشرات آلاف العائلات الفلسطينية.
كما انهار عدد من المباني السكنية المتضررة من قصف إسرائيلي سابق خلال أشهر الإبادة، بفعل الأمطار والرياح.
وأشارت «وفا» إلى أن غياب الوقود يفاقم الأزمة، إذ تجد العائلات نفسها عاجزة عن تأمين أي وسيلة للتدفئة في ظل انخفاض درجات الحرارة ليلاً، الأمر الذي انعكس سلباً على الكثير من الأطفال، حيث سجل وفاة عدد منهم، وتضيف: «يلجأ السكان في أغلب الأحيان إلى السكن في مبان متصدعة آيلة للسقوط لانعدام الخيارات، بعد تدمير جيش الاحتلال معظم المباني، ومنعها إدخال بيوت متنقلة ومواد بناء وإعمار».
بدوره، أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة، أمس، ارتفاع عدد الفلسطينيين الذين لقوا مصرعهم بفعل المنخفضات الجوية منذ بدء ديسمبر الجاري إلى 25 شخصاً، بينهم 6 أطفال قضوا بفعل البرد القارس.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل، في بيان: «أسفرت تداعيات المنخفضات الجوية عن وفاة 25 مواطناً، من بينهم 6 أطفال قضوا نتيجة البرد القارس، فيما توفي الآخرون جراء انهيارات المباني والسقوط في آبار وبرك تجميع مياه الأمطار». ومنذ بدء تأثير المنخفضات الجوية على غزة في ديسمبر الجاري، لقي 17 فلسطينياً بينهم 4 أطفال حتفهم، فيما غرقت نحو 90% من مراكز إيواء النازحين الذين دمرت إسرائيل منازلهم.
