الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من واشنطن: بثروة تخطت 5 مليارات دولار في يونيو (حزيران) الماضي وفقاً امجلة «فوربس»، لا يكف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن التذكير بما كتبه في مقدمة كتابه «فن الصفقة» (Art of Deal)، حيث يقول: «أنا لا أفعل ذلك من أجل المال. لديّ ما يكفي منه، أكثر بكثير مما سأحتاج مدى الحياة. أفعل ذلك لأن الصفقات هي فني الخاص. أشخاص آخرون يرسمون بجمال، أو ينظمون الشعر الرائع... أنا أحب أن أبرم الصفقات، لا سيما الكبيرة منها».
ما هي تلك القارورة التي عطر بها دونالد ترامب الرئيس السوري للمرحلة الإنتقالية أحمد الشرع ووزير خارجيته؟ هل هو عطر من علامة تجارية معروفة، أو أنه العطر الذي يستخدمه الرئيس الأميركي شخصياً؟
تأتي الإجابة عن الأسئلة أعلاه مفاجئة، عندما يتضح أن ترمب قد حول اللحظة التي جمعته بنظيره السوري إلى ما يُشبه الإعلان التجاري لعطر يحمل اسمه، وفقاً لتقرير "الشرق الأوسط".
عطر فيكتوري
فقد عطر ترامب ضيفه بعطر «Victory النصر 45 – 47»، وهو عطر من مجموعة عطور ومنتجات تحمل اسم ترمب متوفرة للبيع إلكترونياً عبر متجره الخاص.
اسمُ العطر تذكير بفوز ترمب بالولايتين الرئاسيتين الأميركيتين الـ45 والـ47، أما ثمنه فـهو 249 دولاراً. وفق وصف الموقع الإلكتروني الذي يبيع منتجات ترمب، فإن هذا العطر الذي صُممت قارورته على هيئة تمثال مذهب للرئيس الأميركي، مخصص للرجال الذين يقودون بقوة وثقة: «إنه أكثر من كولونيا، هو احتفال بالصمود والنجاح».
وبخصوص الرائحة، فهي تمزج ما بين نبتة «الفوجير» ونبات الهال وزهرة الجيرانيوم، إضافة إلى خشب العنبر.
أما النسخة النسائية من عطر ترمب، والتي أرسل منها قارورة إلى زوجة الشرع، فتأتي في علبة حمراء. وتمتزج فيها روائح الفانيليا والحمضيات والزهور والفراولة.
ليس «فيكتوري» العطر الوحيد الذي يحمل توقيع ترمب؛ فقد سبقه إلى المجموعة عطر «Fight Fight Fight» (حارب حارب حارب)، والذي يحمل صورة الرئيس الأميركي وهو يرفع قبضة النصر. يبلغ سعره 199 دولاراً وهو مخصّص، وفق وصف الموقع، لـ«الوطنيّين الذين لا يستسلمون، تماماً مثل الرئيس ترمب».
ملابس وأحدذية وحقائب وساعات
مثلُه مثل أي مصمّم أزياء أو علامة تجارية عالمية، لدى ترمب موقع إلكتروني لتسويق المنتجات التي تحمل اسمه. في «Trump Store» (متجر ترامب)، تتنوّع السِّلع ولا ينتهي التصفّح. من الملابس والأحذية والحقائب والساعات، إلى الأكواب والشموع المعطرة، مروراً بالبطانيات والوسادات والمناشف، وصولاً إلى ثوب الاستحمام، وليس انتهاءً بالهواتف الذكية المذهبة.
تعود بدايات هذا المشروع التجاري إلى عام 2004، يوم كان ترمب رجل أعمال يركز على الصفقات العقارية. بموازاة انشغاله بـ«البيزنس»، أطلق خطه للملابس الرجالية الجاهزة، موكلاً مهمة التصنيع إلى إحدى أهم شركات الخياطة في الصين.
أكثر من 20 عاماً واكبت خلالها ثياب ترمب تحوّلات الموضة، وهي ما زالت تباع عبر المتجر الإلكتروني. تضمّ المجموعة حالياً القمصان، والسترات، والسراويل الرياضية، وربطات العنق، والقبّعات، والأحذية، والجوارب. التصاميم بسيطة ويحمل معظمها اسم ترمب، أما الأسعار فتتراوح ما بين 20 دولاراً و200 دولار.

«ترمب براند» ولكن صنع في الصين
عام 2017، وبالتزامن مع ترشّحه الأول إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية، حوّل دونالد ترمب مشروعه التجاري المتواضع إلى متجرٍ إلكتروني. منذ ذلك الحين، ما عادت تقتصر السلع المعروضة للبيع على الملابس الرجالية. كما سائر المشاهير، انضمّت الكتب والأقلام واللوازم المكتبيّة والأواني المطبخية والأكواب ومجموعة كبرى من الأغراض التي تحمل توقيعه وصوره إلى الموقع.
ومع مرور السنوات وصولاً إلى ولايته الثانية، اتسعت المروحة التجارية. فمن يدخل المتجر الإلكتروني حالياً، سوف يجد مستلزمات شخصية ومنزلية كثيرة، وليس مجرد تذكارات تحمل صور ترمب واسمه.
ينضوي المتجر تحت لواء «مؤسسة ترمب»، أما إدارته فيتولى الإشراف عليها ولداه دونالد جونيور وإريك. ورغم موجة الغضب التي أثارتها تصريحاته حول المهاجرين، والتي أدت إلى فسخ عقود تعاون بينه وبين شركات مصنعة في الشرق الأقصى، فإن معظم منتجات متجره ما زالت تصنّع بواسطة اليد العاملة في الصين، وبنغلاديش، وإندونيسيا، وتركيا.
حذاء «حارب من أجل أميركا»
أحدثت مجموعة الأحذية التي أطلقها ترمب العام الماضي جلبة، لا سيّما أن عدداً منها حمل توقيعه الشهير، وهو شارك شخصياً في الترويج لها من خلال حضور حفلات إطلاقها والظهور منتعلاً إياها. تتنوّع الأحذية ما بين رياضية للرجال والنساء، وأخرى مستوحاة من الحذاء العسكري، بأقمشتها المرقّطة وتصاميمها التي تقتبس العلم الأميركي، كما أنها تحمل عبارات مثل «حارب من أجل أميركا». أما الأسعار فتتراوح ما بين 200 و300 دولار.
تضم منتجات ترمب كذلك عدداً من آلات الغيتار الكلاسيكية والكهربائية، وكلها مذيّلة باسمه. تتراوح أسعارها ما بين ألف و11 ألف دولار، أما أغلى نسخة منها فهي موقّعة بخطّ يده وتحمل رسم النسر الأميركي.
ووفق تقرير الأرباح السنوية الصادر عن «مؤسسة ترمب» في 2024، فإن مبيعات آلات الغيتار وحدها قد حققت مليوناً و55 ألف دولار.
أرباح مليونية لمنتجات ترمب
وفق تقرير نشرته شبكة «إن بي سي» الإخبارية الأميركية، فإنّ عام 2024 كان مثمراً جداً على مستوى مبيعات منتجات ترمب. حقق كتاب «Save America» (أنقذوا أميركا) وحده أرباحاً بقيمة 3 ملايين دولار، أما الأحذية والعطور فقد وصلت مبيعاتها إلى 2.5 مليون دولار.
لساعات اليد حصتها من الأرباح كذلك، فهي حصدت 2.8 مليون دولار. وتتراوح أسعار تلك الساعات ما بين 500 ألف و3000 آلاف دولار، أما تصاميمها فمستوحاة من مسيرته في سدّة الرئاسة الأميركية؛ إذ تحمل إحدى المجموعات اسم «يوم التنصيب»، في حين يُطلق على مجموعات أخرى صفات يحب ترمب أن يتشبّه بها، مثل «محارب»، و«مقاتل»، و«إعصار».
وبصفته رجل أعمال عتيقاً ومحترفاً، لا يتردد ترمب في التسويق لساعاته كلما اقتضت الحاجة، أو كلما أُطلق تصميم جديد منها.
أحدث السلع المنضمة إلى مجموعة ترمب التجارية، هاتف ذكي مذهب يحمل اسم «T1»، ويبلغ سعره 499 دولاراً. وتفاخر «مؤسسة ترمب» بأن هاتفه صُنع داخل الأراضي الأميركية وبأيادي أبناء البلد.

