صحة ورشاقة

أجمل ما قرأت: "الأصابع الصغيرة ودموع القطة الحزينة" لتعليم الطفل الأمانة

  • أجمل ما قرأت: "الأصابع الصغيرة ودموع القطة الحزينة" لتعليم الطفل الأمانة 1/7
  • أجمل ما قرأت: "الأصابع الصغيرة ودموع القطة الحزينة" لتعليم الطفل الأمانة 2/7
  • أجمل ما قرأت: "الأصابع الصغيرة ودموع القطة الحزينة" لتعليم الطفل الأمانة 3/7
  • أجمل ما قرأت: "الأصابع الصغيرة ودموع القطة الحزينة" لتعليم الطفل الأمانة 4/7
  • أجمل ما قرأت: "الأصابع الصغيرة ودموع القطة الحزينة" لتعليم الطفل الأمانة 5/7
  • أجمل ما قرأت: "الأصابع الصغيرة ودموع القطة الحزينة" لتعليم الطفل الأمانة 6/7
  • أجمل ما قرأت: "الأصابع الصغيرة ودموع القطة الحزينة" لتعليم الطفل الأمانة 7/7

كتبت: ياسمين عمرو في الثلاثاء 7 أكتوبر 2025 08:03 صباحاً - حكاية قبل النوم أو عند الانتهاء من الواجب المدرسي، من أكثر العادات الصحية والتربوية والعائلية، التي تقوم بدور كبير في إصلاح وتقويم عادات وسلوكيات الطفل. اليوم نتعرف إلى ما وراء قصة "الأصابع الصغيرة وسر دموع القطة الحزينة" التي سارعت أم حسن بتأليفها، ولم تأخذ وقتاً طويلاً، خاصة بعدما لاحظت أن حقيبة المدرسة لولدها الصغير "فادي" باتت تحوي ممتلكات الغير أكثر مما تحمل حاجاته الخاصة، والأمر يزداد يوماً بعد يوم! الحدث قائم أمامها ولعلاجه ومن أجل تفادي الأسوأ، أخذ من وقت العائلة أسبوعاً كاملاً، حتى وصلت معه لنتائج طيبة.

بداية الحكاية

طفل يحمل بيدية أقلاماً كثيرة

جمعت الأم ولدها حسن وأخته الكبرى عالياً، وأخذت تحكي بكلمات واضحة ومباشرة قصتها الجديدة:
في أحد صباحات يوم مشمس دافئ وجميل، وبعد أن ذهب حسن إلى المدرسة، جلست أم حسن ترتب حقيبتها وتُفتش في زواياها، وفجأة علا صوت همسها وهي تتحدث مع نفسها: أين اختفت النقود المعدنية التي تركتها بالأمس؟! كانت تنفعني! وأين راحت زجاجة مرطب الشفاه المفضلة! في البداية، ألقت أم حسن اللوم على ذاكرتها التي نسيت أين وضعتها! لكن سرعان ما تكرر المشهد: سبحة الصلاة الملونة، ثم قرط فضي، إلى درجة اقتنعت بأن في بيتها "أصابع تخفي الحاجات".

أجمل ما قرأت للأطفال..7 قصص عن الصدق من التراث العالمي هل تودين مطالعتها؟

وفي الجانب الآخر من المشهد كانت المدرسة:
حيث يوجد حسن الطالب بالصف الأول الابتدائي. حسن ذو الأعوام السبعة، يجلس وسط الصف بابتسامته الواسعة التي تذيب الغضب، وبداخل جيوبه الصغيرة يحمل كل شيء: أقلام لامعة، عطور صغيرة، فردة حلق فضي، نقود معدنية وحتى مرآة الجَيب الخاصة بأخته الكبرى عاليا!
وقبل أن تبحث وتدقق أم حسن وتحتار، وقبل أن يغزوها القلق والحيرة عمن يعبث بحاجاتها ويخفي بعضها، عرفت بالصدفة من أحد أصدقاء وزملاء حسن بالصف؛ أن ولدها الصغير صار "المورد الرسمي" لكل ما ينقص زملاءه، باختصار كان حسن يقدم ممحاة لكل من يحتاج ممحاة! فحسن يمتلك في حقيبة مدرسته ثلاثاً! ومن يريد قلماً لامعاً فلدى حسن خمسة منها! وإذا سأله أحد: من أين لك هذا؟ كان يجيب بفخر وابتسامة تبدو بريئة: ماما تحضرها لي وهي ذوقها حلو!

قصص قصيرة للأطفال تمزج بين الخيال والمعرفة.. تعرفي إلى تفاصيلها

وبعد أيام قليلة:
جاءت اللحظة الفاصلة التي أوضحت السر وكشفته، وشرحت ما وراء تعاطف حسن، ومده يد العون لجميع زملائه دون استثناء، لقد انتبهت معلمة حسن بالفصل أن حسن يرتدي سواراً كانت ترتديه منذ عدة أيام واعتقدت أنه ضاع منها؛ سقط من يدها بالشارع، أو فُقد بفناء المدرسة.
وحدث أن اتصلت المعلمة بأم حسن، وأخبرتها بلطف بأنها تريد التحدث معها بشأن ولدها حسن؛ لتكتشف الأم وهي تمسك هاتفها أن قرطاً آخر أيضاً قد تبخر من داخل غرفتها، وذهبت أم حسن للمدرسة وأخبرتها المعلمة بكل شيء، وخلال الدقائق الخمس التي جلستها، سمعت الكثير الذي أخجلها، وسبب لها ضيقاً وإزعاجاً لم تكن تتوقعه من ولدها الصغير حسن!
عادت أم حسن من المدرسة:
غاضبة حزينة، وعند مساء تلك الليلة وبمجرد مجيء الأب انعقد "مجلس العائلة"، ووقف حسن أمام والديه وأخته علياء يدافع عن نفسه قائلاً بصوت تختلط فيه البراءة بالذكاء الفطري: لم أسرق شيئاً ماما، لم أسرق يا أبي! كنت أستعيرها بعد أن أجدها مُهملة تحت الكراسي أو بين المكاتب بالفصل، وكنت أنوي أن أعيدها في اليوم التالي، وفي الوقت الذي التزم فيه والد وأم حسن الصمت، لم تقتنع علياء أخت حسن، وكانت تمثل هيئة المحلفين في محاكمة حسن.

قصص للأطفال: ليلى والغراب والببغاء فما الذي جمعهم؟


بعد دموع ونقاش طال:
قط خائف خجول

ورسالة اعتذار من حسن لأسرته، مصحوبة برسم قطة حزينة أصر حسن على تقديمها لزملائه أدرك أن هناك فرقاً بين الاستعارة والسرقة، أما المعلمة فأهدته نجمة ذهبية، ليس على تعاونه وعطائه لأصدقائه، بل على شجاعته في الاعتراف بالخطأ.
العبرة: الغاية ليست أن نربي أطفالاً بلا أخطاء، بل أن نرافقهم في تحويل هفواتهم الصغيرة -حتى لو كانت السرقة- إلى دروس كبيرة بحب وصبر.

الرأي التربوي

لماذا يأخذ الأطفال حاجات الغير؟

حاجات الأطفال بالمدرسة
استعارة إلى الأبد: ما فعله الطفل حسن ليس حالة نادرة، بل معظم الأطفال بين الخامسة والثامنة يمرون بلحظات "استعارة إلى الأبد"، وأكد علماء النفس أن هذا السلوك لا يعني بالضرورة نية سيئة، بل غالباً هو جزء من عملية التعلم.
تطور الإدراك: الأطفال في هذا العمر لا يدركون دائماً معنى الملكية، وفي دراسات حديثة تبين أن أكثر من نصف الأطفال دون سن السادسة يعتقدون أن من يمسك الشيء الآن هو صاحبه الشرعي، بغض النظر عن صاحبه.
الاندفاع والفضول: ما يقود الطفل أحياناً هو الرغبة اللحظية، قبل أن يطور مهارات التحكم بالنفس، وتشير أرقام دولية إلى أن واحداً من كل أربعة أطفال في سنواته الأولى يواجه صعوبة في ضبط اندفاعاته.
الرغبة في القبول الاجتماعي: مثل حسن الذي أراد أن يكون "المورد السخي" بين أصدقائه، بعض الأطفال يرون في العطاء غير المسموح وسيلة لكسب الأصدقاء.
لفت الانتباه: حين يشعر الطفل أنه غير مرئي، قد يلجأ إلى أخذ شيء ما لإثارة رد فعل من الأهل أو المعلمين.

طرق لتعامل الأهل حين يكتشفون أصابع اليد الصغيرة:

أم تتحاور مع طفلها

تجنب وصم الطفل:
القول: "أنت لص" أخطر من الفعل نفسه، الدراسات تشير إلى أن ربع الأطفال الذين يتعرضون للوصم في سن مبكرة من آبائهم يحتفظون بصورة سلبية عن أنفسهم؛ ما يزيد من احتمال تكرار السلوك.
فتح باب الحوار:
بدلاً من السؤال الغاضب: "لماذا سرقت؟"، الأفضل قول: ماذا كنت تفكر عندما أخذت القلم؟ الأسئلة المفتوحة تشجع الطفل على التفكير بدل الدفاع.
إصلاح الضرر:
كثير من خبراء التربية يؤكدون أن عملية إصلاح الطفل، تُرسخ القيم أكثر من العقوبة وحدها، التي تتمثل في: إرجاع الغرض، الاعتذار، أو تقديم خدمة صغيرة؛ ما يعزز إحساس الطفل بالمسؤولية عن أفعاله.
التوضيح عبر التجربة:
القصص، والمسلسلات الكرتونية، أو لعب الأدوار، يمكن أن تكون أدوات تربوية قوية لتعليم الفرق بين الاستعارة والسرقة.
مكافأة الصدق:
حين يعترف الطفل بخطئه، يحتاج إلى التقدير؛ حيث إن الاعتراف في هذا العمر خطوة كبيرة تستحق التشجيع.
القدوة:
الأطفال يقلدون ما يرونه، إذا أخذ الأب شيئاً من مكتب صديق دون استئذان؛ فسيتعلم الطفل أن ذلك مقبول.
إبعاد المغريات:
النقود والأغراض الثمينة يُفضل ألا تكون في متناول الأطفال الصغار.
إعطاء شعور بالملكية:
مصروف بسيط أو أشياء خاصة بالطفل تجعله يفهم معنى "ملكي" و"ملك غيري".
الاهتمام العاطفي:
تخصيص وقت يومي للطفل يخفف كثيراً من محاولاته لفت الانتباه عبر السلوكيات السلبية.
وضع قواعد ثابتة:
تعليم واضح وبسيط؛ إذا أردت شيئاً فاطلبه، إذا أخذته دون إذن فهذا خطأ.

متى يصبح الأمر خطيراً؟

طفل حزين
  • إذا أصر الطفل على الأخذ بدافع الفضول؛ فهو أمر طبيعي، لكن حين يصبح متكرراً أو مقترناً بالكذب والعدوانية؛ فقد يشير إلى مشكلة أعمق.
  • تقارير دولية تُظهر أن واحداً من كل عشرة أطفال يعانون مشكلات سلوكية تحتاج إلى تدخل مبكر.
  • الفرق كبير بين طفل يأخذ مرطب شفاهٍ أو قلماً، وبين آخر يتعمد أخذ وإخفاء أشياء من كل مكان يزوره.
  • كل طفل يمر بلحظة "حسن"، والعبث داخل حقيبة الأم أو مكتب المعلمة قد يتعرضان للأخذ المؤقت.
  • حسن اليوم صار يعرف أن الاستعارة شيء، والسرقة شيء آخر، وعرف كذلك أن الاعتراف بالخطأ شجاعة، لا ضعفاً.
  • الوالدة، على الرغم من أنها لا تزال تفقد بين حين وآخر بعض قطع الحلوى والشوكولاتة؛ فإنها تبتسم قائلة: الحمد لله أنه ما زال يستعيرها من البيت، وليس من المتجر!
Advertisements

قد تقرأ أيضا