في تغريدةٍ له، يقولُ المديرُ العام السَّابق لمنظَّمة الإيسيسكو الدكتور عبدالعزيز التويجري، إنَّ الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بحث مع مساعديه، تخفيض قيمة الدولار، وأنَّه في حالة إقدامه على ذلك، فسوف تخسر دولٌ كثيرةٌ أموالًا طائلةً، واستشهد التويجري ببيت الشِّعر المعروف:اللَّيالِي مِن الزَّمَان حُبَالَى

وَهِيَ مُثْقَلَاتٍ يَلِدْنَ كُلَّ عجيبةٍ!

ولأنَّ الموضوع يهمُّ كلَّ العالم، فينبغي التدبُّر في التخفيض المُحتمل، وانعكاساته فيما لو قرَّر ترمب إجراءه، وظَهَرَ للعالم جالسًا في مكتبه البيضاوي، وهو يوقِّع بروتوكول تنفيذه؛ وسط مساعديه ووسائل الإعلام المختلفة.

وأعتقد أنَّ الرئيس الأمريكي يهدف لزيادة الصادرات الأمريكيَّة بتخفيض قيمة الدولار، حيث ستصبح المُنتجات الأمريكيَّة أرخص للمُشترين الأجانب، وهذا يجعل التفوُّق التنافسي للمُنتجات الأمريكيَّة كاسحًا في الأسواق العالميَّة!.

وهو تخفيض أحادي، وشعبوي أي: يهتمُّ بالمصالح الأمريكيَّة فقط، ولا يكترث بمصالح الدول الأُخْرى التي تعتمد كثيرًا على الدولار في احتياطياتها المحليَّة من العملات، وتداولاتها التجاريَّة، ممَّا ستتراجع بالتأكيد مع التخفيض، فضلًا عن زيادة أسعار المُنتجات المُستوردة إلى أمريكا من هذه الدول، فيقلُّ الطلب عليها في الداخل الأمريكي، وهذا إضرار كبير لكلِّ الدول التي تتعامل بالدولار، وتُتاجر مع أمريكا، ناهيكم عن ويلات أُخْرى حتميَّة مثل: التضخُّم المالي، وويلات أُخْرى أشد ستُصيب أسواق الأسهم العالميَّة، وأسواق السَّندات، وأسواق العملات التقليديَّة والرقميَّة، إلخ… إلخ!.ولا أنسَى الصِّين التي ستتضرَّر كثيرًا، وستُدافع عن نفسها بإجراءات أُخْرى ستضرُّ العالمَ، الذي سيقعُ حائرًا بين مطرقةٍ أمريكيَّةٍ قاسيةٍ وسندانٍ صينيٍّ لا يقلُّ قسوةً، ويَا أمانَ العالم بأسرهِ من القُوى العالميَّة الكُبْرى.

ولا بُدَّ من حوار بنَّاء (عالمي أمريكي) للوقاية من الويلات، كالحوار المطلوب لإنهاء الحروب العسكرية، وشرور الحروب الاقتصادية تُماثل شرور الحروب العسكرية إنْ لم تكن أشرَّ منها، وهيئة الأمم المتَّحدة ومنظَّماتها الاقتصادية مطلوبة للعب دور إيجابي لمصلحة كلِّ العالم، وليس مصلحة أمريكا فقط.

م. طلال القشقري – جريدة المدينة

اسماء عثمان

محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.